عندما يصرح الدكتور طوقان

المدينة نيوز - أصابني الرعب عندما قرأت تصريحات رئيس هيئة الطاقة النووية الدكتور خالد طوقان حول تعدين اليورانيوم وبناء المفاعلات الذرية ، وكأن تحت تصرفه مليارات الدولارات لتمويل هذه المغامرة.
في آخر هذه التصريحات يعلن الدكتور طوقان أن مرحلة تعدين اليورانيوم بدأت في مناطق الوسط. وأنه يتوقع الانتهاء من دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع نهاية العام الحالي ، فكيف نصدق أن التعدين بدأ قبل سنة من التاريخ المتوقع لدراسة الجدوى ، أم أن نتيجة الدراسة محسومة سلفاً لصالح المشروع؟.
يضيف الدكتور طوقان أن الشركة الفرنسية أرينا دخلت مرحلة التعدين فيما سيشهد عام 2011 العمل على استقطاب التمويل للمشروع من قبلها ، فمن المقرر أن تتعهد الشركة بتمويل ذاتي للمشروع في حدود الثلث. وهنا يبقى على الدكتور أن يدبر تمويل الثلثين الباقيين ، وأن يفسر كيف بدأ التعدين الآن مع أن تدبير التمويل يؤمل أن يحدث في عام 2011. وهكذا يبدأ العمل قبل ثبوت الجدوى وقبل تدبير التمويل؟.
الشق الثاني من التصريح الذري يتحدث عن توقيع اتفاقية مع كوريا لبناء مفاعل نووي صغير لأغراض البحث وتدريب المهندسين في جامعة العلوم والتكنولوجيا ، ولا يرف له جفـن وهو يذكر كلفـة هـذا المفاعل الجامعي وهي 130 مليون دولار. ولا يهتـم كثيراً طالما أن القرض سيسـدد في المستقبل البعيـد بفوائد مخفضة.
كلفة المفاعل التدريبي 130 مليون دولار ، فماذا عن كلفة تشغيله وإدامته ، وماذا عن كلفة المفاعلات النووية الكبرى التي ستقام في شمال المملكة وجنوبها لإنتاج الكهرباء وتصديرها إلى الدول المجاورة (!) علماً بأن بعض التقديرات تضع كلفة كل مفاعل حول عشرة مليارات من الدولارات.
حتى تاريخه وقع الدكتور طوقان عدة اتفاقيات مع عدة دول لتقديم خدمات نووية مختلفة نذكر منها 12 مليون دولار لاقتراح أمكنة مناسبة لإقامة المفاعلات!.
هيئة الطاقة الذرية برئاسة الدكتور خالد طوقان في طريقها لأن تضع على كاهل الأردن مديونية هائلة تنوء بها كواهل أغنى الدول ، ومع ذلك تمر الاتفاقيات وتنشأ الالتزامات بتسارع قبل ثبوت جدوى المشروع وقدرة الأردن على تحمل تبعاته.
أحب الدكتور طوقان واحترم علمه وجرأته ولكنه يثير رعبي ، وأظن انه يثير رعب وزير المالية أيضاَ.
د. فهد الفانك