الرجال في خانيونس

تم نشره الإثنين 29 آذار / مارس 2010 04:46 صباحاً
الرجال في خانيونس
ياسر الزعاترة

المدينة نيوز - عصر الجمعة ، كنا على موعد مع البطولة ، مع العزة والكبرياء ، هناك في خانيونس ، حيث تصدى رجال المقاومة لقوة صهيونية من عناصر النخبة ، فقتلوا اثنين من رجالها ، بينهم قائد كتيبة وجرحوا آخرين.

هكذا أكد الرجال أن الأيدي لم تغادر الزناد ، وأن روح المقاومة لم تتراجع ، وأن كلام الأدعياء لا يعدو أن يكون مزايدة لا أكثر ، لا سيما أن المسافة بين ما يجري في قطاع غزة وما يجري في الضفة الغربية شاسعة إلى حد كبير.

هناك في الضفة لا يكفون عن ممارسة الهجاء بحق حماس والمقاومة كي يداروا بؤس ما يفعلون ، فلو سمحت حماس بالصواريخ من القطاع ، ورد العدو على نحو عنيف لقالوا إنها ضيعت دماء الناس في مغامراتها ، وإذا حاولت التفاهم مع الفصائل على وقف الصواريخ لاعتبارات ترميم الوضع بعد الحرب ، فهم يضعون ذلك في ذات السلة مع مطاردة المقاومة في الضفة الغربية.

أين هم المعتقلون على خلفية مقاومة الاحتلال ، بما في ذلك إطلاق الصواريخ في قطاع غزة ، ولو من باب المزايدة (كلام الزهار لم يكن موفقا وهو خالف كلام القياديين الآخرين الذي دأبوا على اعتبار ذلك ردا على ممارسات الاحتلال)؟ لكن في المقابل أين يقبع خيرة الرجال في الضة الغربية؟ ألا يخرجون من سجون الاحتلال ليجدوا سجون الأشقاء في انتظارهم ، بينما يتعرضون للتعذيب والتنكيل هم وعائلاتهم؟، هل رأيتم ما فعل جنود دايتون بالصاروخ الذي كان على وشك الانطلاق من إحدى قرى الضفة الغربية؟ أرأيتم كيف اعتقلوا الخلية وسلّموا الصاروخ لسلطات الاحتلال؟، لا مقارنة بين الحالتين أيها السادة. بين من يطارد المصالحة على قاعدة ضم القطاع إلى الضفة الغربية في سياق برنامج دايتون والسلطة تحت الاحتلال والمفاوضات إلى أمد مفتوح ، وبين من يطلبها على قاعدة التوافق على برنامج للمقاومة يمكنه تحقيق نتائج عملية للشعب الفلسطيني.

ثمة فرق بين من يتحدث عن المقاومة كخيار إستراتيجي ، وبين من يتحدث عن خيار واحد ووحيد هو التفاوض ، والانسجام مع برنامج (دايتون - بلير) بصرف النظر عن نتيجة التفاوض.

هل يستويان مثلا؟ كلا ورب الكعبة ، لكن بعض قومنا أعمتهم الحزبية ، وصاروا أبواقا تردد ما تدرك أنه الباطل ، أما جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، وجماهير الأمة معها فتعرف الفارق بين الحالتين وبين البرنامجين.

يبقى أولئك الذي يتحدثون عن المصالحة وكأنها الدواء الشافي من كل داء ، لا سيما قوى اليسار في الساحة الفلسطينية. على هؤلاء إذا أرادوا إقناع الناس بما يقولون أن يحرروا المصطلح ، مصطلح المصالحة ، ويجيبوا بعد ذلك عن الكيفية التي يمكن للورقة المصرية أن تدعم برنامج المقاومة الذي يزعمون تبنيه ، بينما يدرك كل العقلاء أنه هدفها الأساسي هو إجراء انتخابات مبرمجة تخرج حماس من الباب الذي دخلت منه ، ولينضم الجميع بعد ذلك إلى خيار الذين اختطفوا فتح ومنظمة التحرير بعد ياسر عرفات.

في خانيونس قال الرجال الحقيقة ، قالوا إنهم لم يغادروا مربع المقاومة ، وأنهم جاهزون للرد ، كما أنهم يبحثون عما يعزز قدرتهم الردعية ، بينما يمضي الآخرون في برنامج إرضاء المحتل والتأكيد على أهليتهم لحماية أمنه.

لقد قلنا وسنظل نقول إن الوضع الفلسطيني لن يقلع من دون مصالحة على أسس جديدة عنوانها إدارة بالتوافق لقطاع غزة بوصفه منطقة محررة ، أو شبه محررة ، ومن ثم إطلاق مقاومة في كل الأرض الفلسطينية حتى دحر الاحتلال من دون قيد أو شرط.

هذا هو الخيار الذي يمكن للفلسطينيين أن يتفقوا عليه ، وهو الخيار الذي يمكن أن يفرض نفسه على الوضع العربي ، وهو الذي سيحظى بدعم لا محدود من الشارع العربي والإسلامي ، بينما لا يبشرنا الخيار الآخر سوى بالمزيد من الاستيطان والتهويد ، فضلا عما يبشرنا به من حل بائس ، سواء تمثل في صفقة مشوهة ، أم في استمرار وضع السلطة تحت الاحتلال ، أو الدولة المؤقتة بتعبير رموز الاحتلال.
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات