وصفات اقتصادية وطنية

تم نشره الإثنين 29 آذار / مارس 2010 04:49 صباحاً
وصفات اقتصادية وطنية
جمانة غنيمات

المدينة نيوز - ماذا لو لم يكن لدينا في الأردن أفضل وزير مالية بشهادة مؤسسات الدولة؟ وكيف سيكون حال السياسة النقدية لو لم يحصل محافظ البنك المركزي على اعتراف إقليمي بأنه أفضل محافظ بنك مركزي في المنطقة؟

المفارقة الواضحة، والسياسة المالية التي يقودها اليوم وزير المالية الدكتور محمد أبو حمور الحاصل على تقدير بأنه أفضل وزير مالية في المنطقة، تعاني العديد من السلبيات ونقاط الضعف.

وتعتبر مشكلتا عجز الموازنة والمديونية الأخطر والأهم، في وقت تبدو الحلول المطروحة تقليدية وتنصب على فرض مزيد من الضرائب والتركيز على شق واحد من معادلة المالية العامة، تتزامن مع قرارات سطحية في جانب النفقات لا تعكس جدية حقيقية في ضبط الإنفاق.

ودليل ذلك أن قرارات تخفيض النفقات المتعلقة بتقليص الإنفاق التشغيلي 20 %، وتخفيض رواتب الوزراء 20 %، لا تحقق الكثير، حيث إن إجمالي المبالغ المتوقع توفيرها لا تتجاوز 25 مليون دينار.

أما الحلول الحقيقية فمغيبة إلى حين، ومنها على سبيل المثال، مكافحة التهرب الضريبي، وإعادة ترتيب المؤسسات المستقلة وضبط نفقاتها، الأمر الذي يجعل الاقتصاد يدور في حلقة مفرغة في مشكلتي العجز والمديونية، بعيدا عن التفكير بحلول تحد من حجم هاتين المشكلتين.

وضع السياسة النقدية ليس أفضل حالا رغم أن محافظ البنك حاصل على شهادة الاعتراف والتقدير ذاتها، فهو الأفضل على مستوى المنطقة، ورغم ذلك فإن تشدد البنوك في منح التسهيلات ما يزال قائما، ومعدلات أسعار الفائدة ظلت محلقة خلال الفترة الماضية، ما ساهم بإضعاف الاستثمار وقلص فرص إنشاء مشاريع تسهم في تخفيف حجم مشكلتي الفقر والبطالة.

أهم من كل ما سبق بقاء الهامش بين أسعار الفائدة على الإقراض والودائع عند مستويات مرتفعة جدا تتراوح ما بين
6 و7 % وهي معدلات تعد الأعلى في العالم.

الرابط بين السياستين المالية والنقدية بعيدا عن شهادات التقدير للمسؤولين عنهما في ظل غياب المبادرات الحقيقية للخروج من المأزق، خصوصا وأن نتائجهما منفرة للاستثمار وغير جاذبة لأصحاب الأموال للعمل في الأردن، أن هاتين السياستين تسهمان بشكل كبير في تعميق مشكلة التباطؤ الاقتصادي التي يمر بها الاقتصاد لعجزهما عن تحفيز الاقتصاد وتوفير عوامل جذب لتعويض التراجع في حجم الاستثمار خلال العام الماضي والمقدر بمعدل 75 %.

كل هذه المشاكل ولدينا أفضل وزير مالية ومحافظ مركزي، فكيف سيكون الحال لو لم يكونا كذلك؟

المشكلة في سياساتنا المالية والنقدية أنهما تعتمدان الوصفات الخارجية الموضوعة من قبل أشخاص لا يعرفون الوضع الاقتصادي، وتبعات وصفاتهم الاجتماعية الخطيرة، لا سيما في جانب السياسة المالية وما يرتبط بفرض الضرائب وحل مشاكل الخزينة على حساب جيب المواطن.

أكثر من الشهادات الأممية، ثمة حاجة إلى وصفات محلية ووطنية لحل المشاكل الاقتصادية والتخفيف منها، بعيدا عن وصفات الصندوق والبنك الدوليين التي لا تدرك الواقع المحلي وتخط حلولا لا تنسجم مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي.

جمانة غنيمات


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات