سايتس – بيتو والتيمقراطية والتولار

لا تخلو المصطلحات والاسماء السياسية والاقتصادية من غرائبية ومفارقات ذات دلالة، كما هو الحال مع سايتس- بيتو، والتيمقراطية، والتولار، واسماء اخرى مثل بوكو وبوكا ، وبنتا وبونتي.. الخ:-
1. سايتس – بيتو غير سايكس بيكو من وزارتي الخارجية البريطانية والفرنسية المعروفين بتقسيم سوريا الطبيعية والعراق الى مناطق انتداب مستعمرة على شكل دول وهويات قطرية.
ان سايتس – بيتو كما التيمقراطية والتولار "غير الديمقراطية والدولار" فالأولى، التيمقراطية حكم الاقلية المالية، والثانية مشتقة من اسم وادي ألماني، تحولت مع الزمن الى الدولار.
اما سايتس – بيتو فهما اتفاقيتان حول البيئة، ولكن على الصعيد العالمي، وليس على الصعيد الاقليمي، كما هو حال اتفاقية سايكس – بيكو..، ولكنهما كما الاتفاقية الأخيرة، وكما التيمقراطية جزء من نفوذ القوى الدولية وثقافتها الاستعمارية.
2. بوكو وبوكا، الأول اسم التنظيم الارهابي التكفيري المعروف والمشتق من كلمة "بوك" او الكتاب، ويعني تحريم الكتب المدرسية، فيما الثاني اسم السجن الذي اقامه الاحتلال الامريكي بعد احتلال العراق وجند فيه البغدادي قبل اطلاق سراحه.
3. في الأصل بانتا وبونتي سفينتان او اسمان لسفينتين وردتا في اعمال روائية بريطانية هما رواية "لورد جيم" للكاتب كونراد "من اصول هنغارية"، ورواية تمرد على ظهر السفينة بونتي:-
أ. في الاولى، نعرف ان "جيم" مسافر على ظهر السفينة بانتا المتجهة الى جدة وعلى متنها حجاج مسلمون.. وعندما تهب عاصفة هوجاء على السفينة يقفز جيم وقبطان وكادر السفينة "الاجانب" ويركبون قوارب النجاة تاركين الحجاج المسلمين الى مصيرهم، اذ تنقذهم العناية الالهية مع مرور سفينة عابرة بعد هدوء العاصفة، ويصلون احد الموانئ الهندية قبل جيم وبحارة السفينة بانتا.
ب. في الثانية وبعد ان تفقد السفينة بونتي البوصلة في عرض البحر، فإن مخزون المياه يبدأ بالنفاد، فيجد القبطان نفسه امام خيارين، إما التخلص من بعض الركاب، او من "تقاوي" البطاطا التي يحملها في رحلة خاصة لهذه الغاية، ويبدأ الصراع بين القبطان من جهة وبقية الركاب والبحارة من جهة ثانية على مصير الركاب او البطاطا.
(العرب اليوم 2015-06-04)