تعريب

عندما نقول ان الكيان الصهيوني هو العدو الرئيسي للعرب وان مواجهة الشرق اوسطية الامريكية - الصهيونية ممكنة بالحد الادنى باقامة شرق اوسط مغاير من العرب والاتراك والايرانيين فذلك لا يعني, ولو للحظة واحدة دعوة لتخلي العرب عن رسالتهم ومسؤولياتهم بوصفهم الرقم الصعب في هذه المنطقة وسادتها لعدة قرون.

وهذا ليس اجترارا للماضي بل استلهام للتاريخ الحي فالتاريخ غير الزمن (ماضي - حاضر) بل سيرورة ممتدة تعززها وقائع الجغرافيا السياسية, والذين يدعون نسيان التاريخ بوصفه الماضي, والتطلع الى الامام, هم القوى التي تفتقر الى التاريخ مثل الامريكيين وتسوق ذلك بخطاب علماوي (غير العلم) ووضعي (غير العقلانية والواقعية). فالعلم والعقل ظواهر تاريخية ممتدة غير تحاقبيه كما برهن باشلار مؤسس فلسفة العلم في الحضارة الرأسمالية نفسها..

وفي ضوء كل ذلك على العرب ان يبادروا الى استعادة (زمام المبادرة) بالاستناد الى معسكر المقاومة والممانعة والى ان تنهض مصر من كبوتها وتستعيد تقاليد محمد علي - عبدالناصر..

ويترتب على ذلك ابتداء تعريب الايديولوجيات والمذاهب واستعادة دورها القومي ومن ذلك على سبيل المثال:

1- تعريب الاسلام بكل مذاهبه, من تعريب التشيع والشيعة واعادة الالق الى كربلاء والنجف بعد ان صارت ملحقة بقم, الى تعريب السنة والتسنن ايضا بعد ان تم الحاقه بالمودودي والظواهر الباكستانية والسلجوقية, من التكفير بالجملة الى السراويل المتهدلة.

2- تعريب الكنيسة الشرقية العربية وتحريرها من سيطرة اليونان (الكنيسة الارثوذكسية) وكذلك تحرير الروم الكاثوليك واعادة تعريب كنائسهم بعد ان التحقت بروما والفاتيكان..

3- تعريب الايديولوجيات الاخرى, سواء ايديولوجيات النهضة او ايديولوجيا التحولات الراديكالية المعاصرة.

فالديمقراطية والعقلانية والوحدة القومية واسباب العلم المختلفة.. الخ تحتاج الى تعريب في سياقاتها وبرامجها وادواتها في اطار حركة تحرر عربي جديدة, لا تلتحق بالعالم, كيفما اتفق, ولا تنفعل عنه في الوقت نفسه.0