سيد درويش

هل تصدق ان دارك القديمة بكوم الدكة, لسه شوية طين وقصب اسكندراني, ومرهونة على دين قديم في الشهر العقاري.
وهل تصدق ان زغلول باشا ممنوع من دخول مصر تاني, تصحا مصر وتنام على صوتك في الحواري, يا عزيز عيني, بدي اروح بلدي, ويا سعد يا بلح زغلولي, وتعيد وتزيد, والبوليس الافرنجي, غايب طوشة, ومش فاهم المعاني.
وهل تصدق ان تلميذك الصغير, اللي صار جنرال بفرمان سلطاني, وغيره كثير, الشاعر الكبير, صلاح عبد الصبور, والعندليب الاسمراني, يقولوا عنك خرمنجي وبتاع كيف ع الاصول, وانت اللي كنت تقول: يحرم عليا شربك يا جوزة, روحي انت طالقة ملكش عوزه, دي مصر عايزة جدعان مفتحين.
وهل تصدق ان كوم الدكه لسه كوم الدكه الاولاني, فتوه وشيالين وعربجية وشغالين ونقاشين واولاد كار ما يعرفوش العيبة ولعبة الخواجا اليهودي, والحاجات الجاهزة من بلاد بره, والناس البطالة عايزه الكوم يصير حي امريكاني.
سيد درويش, كيف نحضر في غيابك.
بالنصايعية والاسطة عطية, داير عباب الله من الفجرية للفجرية, والا بالشمس الشموسة, طلعت يا محلا نورها ع الغلابا المصريين عايشين ومش عايشين, ع النية البيضا ولبن الجاموسة.
بالحب الخالد لام الدنيا مصر..
بلادي... بلادي.. لك حبي وفؤادي, وسلمى يا سلامة تروح وترجع بالسلامة لا اوروبا ولا امريكا.. دا المركب اللي بتجيب افضل من المركب اللي بتودي..
ام بالحب القديم: خفيف الروح, بيتعاجب بيتعاجب ما بين الرمش والحاجب.. ولسه للهجر مايل.. خفيف الروح.
بالعيلة الكبيرة, بيرم وخيري والريحاني تونسي ومصري وشامي.
ام بالعيلة الصغيرة: محمد وحنا, قبلي وبحري, هلال وصليب, ايد بيد, مرة تخيب ومرة تصيب ع المفتري الظالم يهود وافندية واسماعيل باشا, يلبس البرنيطة التركي, ويصير اهلاوي مرة, ومرة زملكاوي.
(العرب اليوم )