امراض العصر تنتهي في النادي الصحي بمدينة الحسين للشباب

المدينة نيوز - أصحاب "الاوزان الثقيلة" والذين يعانون من أمراض العصر، وجدوا طريقهم إلى مرافق النادي الصحي في مدينة الحسين للشباب، سهلة وهم يدخلونها من أبواب متفرقة، منذ ساعات الصباح الأولى وحتى ساعات المساء يومياً، ينتشرون في المرافق الرياضية، كأنهم خلايا نحل لا تهدأ، وفي المحصلة ان اثنين وثلاثين ألفاً من رواد النادي يواصلون نشاطاتهم الترويحية والعلاجية والتنافسية، وفق رغباتهم وأهوائهم، ومن أعمار السادسة والى ما يزيد على الثمانين عاماً.
بعيداً عن الزحام والضجيج وحفاظاً على خصوصية المشاركين والمشاركات، كان الدخول الى النادي الصحي يمر عبر قنوات رسمية،بما في ذلك التقاط الصور،حيث رافق فريق وكالة الأنباء الأردنية خلال جوله لها ، مدير مدينة الحسين للشباب الدكتور عاطف رويضان ومدير النادي خالد اللوزي.
اجهزة متنوعة لرياضات الركض وتقوية العضلات(الحديد) واللياقة البدنية وغيرها، تملأ المكان، تصل 120جهازاً، كان يتوزع عليها أشخاص ، لم تفارقهم ابتساماتهم، أكدوا ان لا مناص لهم ولغيرهم من ممارسة النشاط الرياضي، داعين الشباب على وجه الخصوص للالتحاق سواء في هذا النادي أو أي ناد آخر، نظرا لانتشار امراض السمنة في هذا العصر، بسبب الغذاء غير الصحي، حسب قولهم.
يقول الرجل السبعيني كرم سعد اسطيفان التحقت وزوجتي بالنادي منذ تسع سنوات، امارس رياضة الركض والحديد وبمعدل ساعتين يومياً، تتنشط خلالها كل أجهزة الجسد وأشعر بصفاء ذهني، فأنا حريص منذ 20 سنة على قطع 12 كيلو متراً يومياً، نصفها على الجهاز والنصف الآخر في الهواء الطلق.
ويؤكد عدم تعاطيه التدخين ولا يتناول الشاي والقهوة والمشروبات الغازية ، والغذاء الصحي له الخضار، وقد وصل من العمر 71 عاماً، لذا لا يجد أن الرياضة تتوقف عند مرحلة من مراحل العمر.
ويثني اسطيفان على الخدمة التي يقدمها النادي، نظرا لان المبلغ المدفوع رمزي ويصل الى رسوم سنوية (300 دينار) ، اذا ما نظرنا الى ان "ساعات اليوم مفتوحة" امام المشترك.
ويتفاجأ المرء وهو يسمع من الموظف في الضمان الاجتماعي حسن زريقات بأنه نجح في انقاص وزنه الذي بلغ عام 2005 ، 148 كيلوغراماً ليكون عام 2006، 120كيلو دون أن يلجأ الى اي نوع من الحمية الغذائية ، ليصبح وزنه حالياً 86 كيلو .
ويبين ان الافراط في تناول الغذاء أدى به إلى السمنة الزائدة فيما يواصل حياته اليومية بممارسة هذه الرياضة، عدا يوم الجمعة وبمعدل ساعتين الى ثلاث ويحرق سعرات حرارية تصل الى 900 سعر، ولا يتناول أي مواد غذائية يتم طهوها بأي نوع من انواع الزيوت باستثناء زيت الزيتون.
ويقول ان من المزايا الايجابية لممارسة الرياضة ، إبعاد الانسان عن الاكتئاب والعصبية ومساعدته على الصفاء الذهني وتحريك الدورة الدموية، لافتاً الى ان انشغاله اثناء ممارسة هذا النشاط عادة ما يكون في "التسبيح" لشعوره بالصفاء الروحي والتحسن البدني.
ويتمنى على ادارة المدينة ان تبتعد عن الاجراءات الروتينية عند تصليح الاجهزة لأنها تأخذ وقتاً من التأخير ، ولكنه يشيد بالإجراءات التي تشدد عليها من حيث الصحة العامة والنظافة والأمانة حيث تقوم بتوزيع استبانة يتم تعبئتها من قبل المشتركين تؤكد خلوّهم من أي امراض أو عدوى.
ويشعر المحامي محمد عبد الفهيم الجبور بالطمأنينة على صحته بعد أن نجح في تخفيض وزنه من 110كيلو غرامات ليتراوح بين 75 -80 كيلو غراماً حيث انتسب للنادي عام 2005 مبيناً انه تمكن من تخفيض 6 كيلوغرامات من خلال تكسير الدهون في السنة الاولى من الاشتراك.
ويقول " كنت قبل تخفيض وزني في جسم مثالي حيث مارست كرة القدم في النادي الفيصلي، وعندما تركت ممارسة اللعبة وتزوجت، زاد وزني، ما اضطررت الى الانتساب الى نادي المدينة لأعود الى الوزن المعتاد وتحسنت اللياقة البدنية وتمكنت من حرق الدهون مع انني اتناول وجبات الطعام بشكل طبيعي دون ان يكون لها اي اعراض سلبية.
ويدعو المحامي الجبور من يشعر منهم بالسمنة الالتحاق بالأندية، مشيراً الى أن نسبة كبيرة من المجتمع تعاني من السكري اضافة الى السمنة و الكولسترول والدهون الثلاثية والضغط ، وخصوصاً ان المحامين من اكثر الاشخاص عرضة لأمراض القلب والضغط والامراض المزمنة بسبب جلوسهم الزائد على مقاعد المكاتب وانشغالهم الذهني، حسب قوله.
ويؤكد مدير مدينة الحسين للشباب الدكتور عاطف رويضان ان المدينة بمرافقها تهدف الى الخدمة المجتمعية والقطاع الشبابي والرياضي سواء في المنافسات التنافسية والدورات التدريبية او الترويحية او الصحية ، بالإضافة الى تقديم الطعام والشراب في المناسبات الاجتماعية والرسمية، وتقدم خدمات اخرى مجاناً، وبرسوم مناسبة للأفراد من مختلف الفئات عند استخدام بعض المرافق مقارنة برسوم الاندية والمراكز المثيلة في المملكة.
ويبين ان المدينة شجعت على المجال التنافسي من خلال الانتساب لعدد من الاتحادات كالسباحة وكرة الطاولة والسكواش والريشة الطائرة والتنس والزعانف.
ويقول مدير النادي خالد اللوزي ان عمل النادي يتضاعف في العطلة الصيفية ما يشكل عبئاً على الكوادر الوظيفية بسبب تزايد اعداد الرواد وتكاثر المناسبات الاجتماعية والرسمية ومزاولة الانشطة الرياضية بمختلف اشكالها والنشاطات الترويحية والتطوعية.
ويؤكد اللوزي انضباط أعضاء النادي والمشاركين وتعاونهم مع الكوادر العاملة في النادي والمدينة، ما أوجد مناخاً حضارياً أثناء النشاطات واستخدام المرافق في جوانبها الصحية والترويحية والتنافسية.
وحسب المشرف على مركز "الجّم" الدكتور محمود الحليق يتواجد في المركز 120 جهازاً لمختلف الأغراض، لتقديم الخدمة للمشاركين الذين يصل عددهم 400 شخص.
وأكد الاهتمام بالجانب الصحي لارتفاع نسبة الاشخاص الذين يعانون من السمنة او الأمراض السائدة في العصر كالسكري والضغط والكولسترول وغيرها وهي امراض يعاني منها الشباب ممن تزيد اعمارهم على 30 عاماً وهناك من هم دون هذه الفئة.
ويؤكد ان الثقافة المجتمعية في ممارسة هذه الانواع من الرياضات في تحسن كبير، حيث يتم توفير الضوابط والمعايير الاخلاقية عند تواجد المشاركين نسبة الاناث منهم 40 بالمئة ، مثلما يتواجد نحو 500 ناد في المملكة.
ويؤكد الحليق عدم وجود تأخير عند تعطل أي جهاز، لوجود اجهزة بديلة، وان ما يحدث أحياناً، لا يتعدى يومين، واذا ما زاد التأخير لأكثر من هذه المدة ، فإنما يعود لتأخير من الشركة لتوفير قطعة أو لغاية الصيانة، دون ان تؤثر على ممارسة المشارك.
ويشار الى نادي مدينة الحسين للشباب تأسس عام 1970وهو من الاندية ذات الطبيعة الخاصة ويتمتع بالاستقلال المالي والاداري.بترا