محمد بديع يوصي إخوان مصر بالتزام السلمية ( نص البيان )
المدينة نيوز - : أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بيانا نقلت فيه وصية من محمد بديع ،في سجنة ، طلب فيه عدم استخدام العنف في التعاطي مع الأزمة في مصر ..
وتاليا نص البيان :
رسالة " الاخوان المسلمون "
للناس كافة
سبعة وثمانون عاما منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين على يد الامام الشهيد حسن البنا وإخوانه الكرام رحمهم الله جميعا، والأجيال التي تتالت بعدهم وهي تؤكد على خطها الثابت في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتحملت في سبيل ذلك كل ما قد يقع عليها من عنت أو إيذاء، من أنظمة أو أفراد، محتسبة ذلك كله عند الله سبحانه وتعالى، دون أن تحيد او تتخلى عن فكرها الإسلامي الشامل الوسطي المعتدل ولا عن نهجها السلمي في العمل.
ولقد انطلقت الجماعة وهي تعمل في كل مجالات الحياة، ترشد الناس إلى الإسلام الصحيح دينا ومنهجا للحياة وتجمعهم على تنفيذ شعائره وشرائعه وتحميهم من الغلو والتطرف فترفض فكرة تكفير المسلمين وترفض استخدام العنف، وتعتمد الجدال بالحسنى مع المخالفين القائم على الحجة والبرهان.
وأمام صور التجاوزات في حق الجماعة وافرادها وهي تجاوزات لم تلتزم بأية مبادئ إنسانية أو قواعد قانونية، فقد حسمت الجماعة موقفها برفض اللجوء أو استخدام العنف، والتزمت الخط المستقيم والنهج السلمي والنضال المدني والتدافع السياسي والتمسك بآليات الديمقراطية وخيارات الشعب في العمل الوطني.
ومع الإنقلاب العسكري في الثالث من يوليو - تموز 2013 الذي أقصى سلطة شرعية منتخبة انتخابا حرا شفافا وحل مجالس نيابية جاءت عبر انتخابات شعبية حرة وألغى دستورا أعدته لجنة منتخبة وأقره الشعب المصري بنسبة تقارب الثلثين.
وأمام هذه الإجراءات التي قابلتها الجماعة برفض شعبي عام وبحراك ثوري سلمي في مواجهة تجاوزات النظام غير المسبوقة في التاريخ، فقد استمرت الجماعة في السير على نفس نهجها في مقاومة الإنقلاب تحت الشعار الذي أعلنه فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ الدكتور محمد بديع " سلميتنا اقوى من الرصاص ".
ومع تواصل إجرام سلطة الإنقلاب العسكري وفساد قضائه واستمرار الحملات الإعلامية على الجماعة بسبب فشله في ايقاف ثورة الشعب المصري بالرغم من كل ما تقوم به أجهزته القمعية من اعتقال وقتل للمشاركين فيها، وإصدار أحكام جائرة بالإعدام على قادة الجماعة وفي مقدمتهم رئيس البلاد الشرعي المنتخب وفضيلة المرشد العام، فقد أصدر فضيلته نداءا لجموع الإخوان وللشعب المصري وللعالم كله من محبسه يؤكد فيه على:
نهج الجماعة الثابت بأنه لا استخدام للسلاح ولا استهداف للأرواح .
إن قادة الانقلاب الذين يتحملون وزر ما يفعلون لا يمكن أن يغيب عن أذهانهم أنهم لن يفروا من حساب شعبهم على ما اقترفت أيديهم من جرائم فالحساب والقصاص قادم حتمًا من شعبكم.. ولكن نقول لهم أيضًا، ألا تخشون من حساب ربكم وعقوبته في الدنيا والآخرة (يأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم* يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد).
إننا أحرص الناس على وطننا الغالي وأهلنا الكرام، ولن ننجر أبدا إلى العنف، وسوف نستمر في ثورتنا السلمية المبدعة مع كل شرفاء الوطن، حتى تتحقق أهداف ثورتنا من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية بإذن الله.
وندعو الله أن يتقبل شهداء ثورة الشعب المصري المبهرة، وأن يربط على قلوب الأمهات الثكالى والأرامل المحتسبات والصغار اليتامى، وأن يتنزل برحماته على قلوب الأسري الصامدين في سجون سلطة الإنقلاب الدموي الغاشم، القائمين على الحق، وأن يأتينا شهر رمضان المعظم وقد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا "
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون
إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
والله أكبر ولله الحمد
الاخوان المسلمون
26 شعبان 1436 ه – 14 يونيو( حزيران ) 2015 م