مختصون يؤكدون دور الشباب في تحقيق الأمن الوطني

تم نشره الأحد 21st حزيران / يونيو 2015 01:20 مساءً
مختصون يؤكدون دور الشباب في تحقيق الأمن الوطني
تعبيرية

المدينة نيوز:- يجمع مختصون على دور الشباب في تحقيق الأمن الفردي والجماعي والوطني وبالتالي الاقليمي والدولي باعتباره الاداة والغاية والوسيلة للعملية التنموية الشاملة والمستدامة بكافة ابعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والامنية وغيرها.

ويؤكدوا في حديثهم الى وكالة الأنباء الأردنية(بترا)، أن لا تنمية شاملة ومستدامة بمعزل عن استثمار طاقات الشباب وامكاناتهم واوقات فراغهم، بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والخير، وتوفير بيئة آمنة وداعمة وصديقة ومحفزة لهم، للمشاركة الواعية والمسؤولة بكل ما يتعلق بحياتهم حاضرا ومستقبلا انطلاقا من المسؤولية الجماعية والتشاركية والوطنية لجميع افراد المجتمع .

ويوضح مدير عام القرية الكونية للدراسات وعضو منتدى الفكر العربي الدكتور محمود السرحان، تزايد دور الشباب في ظل العولمة والثورة المعلوماتية التي تراجعت فيها السيادة الوطنية للدولة القطرية مرة من الداخل بفعل النزوع الشديد نحو مزيد من المحلية ومن مظاهر ذلك الفئوية والجهوية والقبلية والطائفية والمذهبية والعرقية وغيرها من الانتماءات لثقافات فرعية، تزداد اتساعا افقيا وعموديا، ومرة من الخارج بفعل العولمة والانفجار المعرفي والمعلوماتية والانفتاح بحيث اصبح المواطن يعرف أكثر مما تعرف الدولة . ويرى أن تغير مفهوم الامن الوطني لم يعد يعني غياب المشكلات والقدرة على الدفاع عن النفس ورد العدوان فحسب، فقد دخل الى العالم مفهوم جديد يسمى الامن الايجابي أو الأمن الشامل ويعني بالنتيجة الاستفادة والانتفاع من مصادر المعرفة والطاقة والغذاء والعمل والبيئة .

ويشير الى أن ثورة المعلومات أضافت بعدين جديدين لمفهوم الأمن، الاول يتمثل في الامن الدولي حيث لا تستطيع دولة ان تعيش في أمن بمعزل عما يجري حولها ، أما البعد الثاني فهو الأمن الفردي حيث يشعر الفرد بالقدرة على اشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية وتمتعه بحقوقه كاملة وبغيابه لا مجال للحديث عن الامن الجماعي أو الاقليمي أو الدولي .

وتشير دراسة سابقة لوزير الرياضة والشباب الاسبق الدكتور محمد خير مامسر ان هناك 12 ساعة فراغ في اليوم الواحد لا تستثمر بشكل مفيد، والامن الوطني يرتبط الان باستثمار اوقات الفراغ لدى الشباب بطريقة فاعلة .

ويفسر مامسر الفراغ في الماضي بانه كان يدفع الشباب الى ممارسة سلوكيات خطيرة مثل الادمان والتدخين والعنف ولكن في الحاضر تنوعت الوسائل والخيارات امامهم وخصوصا انهم يقضون ساعات طويلة امام وسائل التواصل الاجتماعي،ولها جوانب ايجابية ولكن مخاطرها اكثر وتتمثل في انفتاح الشاب على عالم غير آمن ، فتملأ فراغهم وتجذبهم خطوة خطوة بالترويج للأفكار المتطرفة التي يجد بها الشباب ملاذ له .

ويؤكد ان قوة تأثير هذه الوسائل تتزامن مع وجود البطالة التي يعاني منها الشباب ، بغياب ثقافة العيب، والا كيف نفسر التحاق شبابنا بوظيفة عامل وطن، لكن المشكلة هي تدني الاجور مقابل ساعات عمل طويلة! ويشير إلى ضرورة تكاتف مؤسسات الدولة وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم الحاضنة لآلاف الشباب باستغلال المدارس المتميزة في امكاناتها ورفدها بالكوادر التعليمية المؤهلة والمدربة وتحويلها الى أندية مختلفة النشاطات وتقدم برامجاً تتناسب مع متطلبات العصر .

وبحسب الدراسة فإن الرعاية الأسرية لم تعد في المستوى التي كانت عليه في السابق لانشغال الوالدين بتوفير احتياجات العائلة، كما "ان المؤسسة التربوية اصبحت مؤسسة محو امية اي مؤسسة نقل للمعرفة " لذلك يقترح أن يكون هناك استراتيجية لتعامل مع الشباب على مستوى الوطن وتشكيل هيئة عليا للشباب تضم جميع الجهات التي تعنى بالشباب وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم والمجلس الاعلى للشباب والهيئات والمؤسسات الشبابية المختلفة تساهم في استغلال الشباب واحتضانهم تحت مظلة امنة .

ويبين الأمين العام السابق لوزارة الشباب والرياضة الدكتور ذوقان عبيدات، كان الاولى بالمؤسسات الرسمية التي تعنى بالشباب أن تقدم خططاً وبرامج تتناسب مع طموحات الشباب ولكن الجهود لم تكن بمستوى الطموح فمنذ "انشاء وزارة الشباب والرياضة اقتصرت نشاطاتها على المظهرية والاحتفالية " .

ويرى ان" الشباب حالياً هم مجموعة افراد لم يقدم لهم اي جهاز رسمي او غير رسمي اي معارف ومهارات واتجاهات تجعل منهم مجتمعا متعلماً ينتج المعرفة ويتبادلها ويوثقها ويوطنها" ويقول "إن الدولة لم تدقق في هوية المسؤولين وامكاناتهم الشبابية".

ويسترجع ما قامت به وزارة الشباب سابقا بوضع استراتيجية لبناء الشباب تستند الى تعليمهم ما لم يتعلموه في المدرسة أو الجامعة، فبرزت نشاطات لإكسابهم مهارات الابداع والتفكير النقدي واقامة المشروعات الانتاجية والفردية وحل النزاعات ولكن سرعان ما انتهت هذه الفترة لعدم وعي القيادات لمتابعة هذه الافكار .

ويرى عبيدات ان نتيجة هذا التقصير نرى شباباً لا يحملون مضموناً فكرياً او انسانياً او اتجاهاً اخلاقياً او حزبياً، متساءلا نحن في الاردن ، ما النماذج التي نقدمها ؟ ويرد على ذلك بأن النماذج امام الشباب هم من كبار السن ، ومن يتعامل معهم في الجامعات كبار سن ، والنماذج الاعلامية لا تقدم الا كبارا.

ويؤكد ان هذه النماذج التي يراها الشباب امامهم، تسبب لهم الاحباط ، والشعور بعدم تكافؤ الفرص، ما ينعكس ذلك على نظرتهم للمستقبل ، فلا حلم لديهم ولا مواطنة ولا عدالة في ظل هذه الظروف التي تبرز اسئلة لديهم أين فرصتنا ؟ واين دورنا ؟ امام هذه النماذج .

ويجد أنه بغياب النماذج الشبابية وانعدام الفرص والعدالة يلجأ الشباب إلى من يعترف بوجودهم، فالعائلة والعشيرة هي التي تشعرهم بالأمن والاحترام.

ويرى أن على الدولة ان تحرص على تفعيل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ذات الصلة بالشباب ، بحيث تضع مضمونا ً أو منهجا ًلإدماج الشباب في مهارات العصر والتركيز على احترام الاخر ، والتفكير النقدي ، وسيادة القانون واعتبار الالتزام بالقانون اساساً للحكم على سلوكيات الاخرين ، واشراك الشباب في القرار وفتح ابواب المشاركة الحزبية والسياسية والاجتماعية امامهم .

ومن الضروري بحسب رأيه وضع الشباب امام نماذج شبابية شابة بدلا من سيادة كبار السن في المجتمع .

ويؤكد عبيدات أن للشباب دورا فاعلا ومهما في تحقيق الأمن الوطني خصوصا في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة، داعيا إلى التركيز على تنمية مشاعر الحب والعاطفة والجمال في مناهج بناء الشباب الاردني .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات