النجار يتأمل آيات الصيام في جمعية إعجاز القران والسنة

المدينة نيوز:- ألقى الداعية الإسلامي الدكتور زغلول النجار محاضرة بعنوان الاعجاز العلمي في آيات الصيام نظمتها الجمعية الاردنية لإعجاز القران والسنة مساء امس في مدارس الرضوان.
وقال رئيس الجمعية المهندس حاتم البشتاوي لـ(بترا) ان المحاضرة تأتي ضمن نشاط الجمعية الشهري الذي يزداد في شهر رمضان الفضيل.
وبين ان الجمعية الأردنية لإعجاز القرآن والسنة التي تأسست في نهاية عام 2010م، وتُعنى بالبحث في إعجاز القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة ونشرها بين الناس تعمل على جمع صفوف الباحثين وتوحيد رؤاهم وتدعمهم للقيام بواجبهم في التأصيل لعمل الإعجاز القرآني الذي اصبح لغة العصر و من اهم الوسائل في الدعوة إلى الله على بصيرة وباستخدام الأساليب الحديثة في تثبيت الإيمان وتعميقه.
وقال الدكتور النجار ان الصيام من افضل الوسائل لتحقيق التقوى في نفس المسلم ذلك أنه يقوي ارادة الصائم ويزيد من قدرته على التحمل والصبر والامتناع عن الشهوات وهو دورة تدريبة سنوية يصفو خلالها المسلم للتدبر واداء العبادات في وقتها واداء النوافل ومنها المواظبة على تلاوة القرن وصلاة الترويح والتهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من الشهر الفضيل وتحري ليلة القدر فيه، إضافة إلى ما بهذه العبادة من تزكية للنفس وتطهير للقلب وصحة للأبدان والالتزام بمكارم الاخلاق والتي منها الجود والكرم خاصة في رمضان لأن رسول الله كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان. وعرض الى الاعجاز العلمي في آيات الصيام وقال: لقد ثبت أن جسم الإنسان يعتمد في نشاطه في أثناء الصيام على سكر الجلوكوز الذي يتناوله الصائم فيما يتناول في وجبة السحور ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : "تسحروا فإن في السحور بركة "ولكن الجلوكوز الذي يحصل عليه جسم الصائم بوجبة السحور لا يكفي إلا لساعات محددة لذلك يعتمد جسم الصائم على كل من المواد السكرية والدهنية المختزنة فيه وبمجرد تناقص نسبة سكر الجلوكوز في الدم تبدأ عمليات الاستقلاب في التسارع فيتحول الجلايكوجين المختزن في الكبد إلى سكر الجلوكوز ثم تتحول الدهون إلى الأحماض الدهنية والجليسيرول التي تتأكسد لتصنيع الجلوكوز وإنتاج الطاقة ويشترك بذلك استقلاب المواد البروتينية من أجل حفظ معدل تركيز سكر الجلوكوز في الدم بمستوى ثابت.
واشار الدكتور النجار الى ان الصيام يؤدي إلى زيادة تدفق الدم خلال الأوعية الدموية ويساعد ذلك على زيادة نسبة الاكسجين والغذاء الواصل الى الخلايا عبر الدم، ما يؤدي لزيادة حيويتها ونشاطها بعد تخليص الجسم من المركبات الدهنية الملتصقة بجدران تلك الأوعية في اثناء فترة الصيام ويؤدي ذلك لتأخر علامات الشيخوخة، كما يؤدي أيضا إلى تحلل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة تزيد من حيوية وظائف الجسم المختلفة لذلك يشعر الانسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وتجدد نشاطه.
واوضح انه من المعلوم أن هناك من الأمراض ما يشفيه الصيام أو ما يكون عاملا مساعدا في شفائه ومنها الأمراض الناتجة عن السمنة المفرطة كتصلب الشرايين وزيادة ضغط الدم وغيرها من أمراض القلب والدورة الدموية وكذلك يعالج الصيام التهاب المفاصل ومشكلات الجهاز الهضمي والغدد الصماء، ويقوي جهاز المناعة في الجسم ويخلصه مما قد تراكم فيه على مدار السنة من الدهون والشحوم والسموم والنفايات المختلفة.
واكد ان العديد من أساتذة علم النفس من غير المسلمين اثبتوا ضرورة أن يتدرب الإنسان ولو لفترات محددة على حرمان نفسه طواعية واختيارا من العديد من رغائبها وشهواتها كأسلوب من أساليب تهذيب النفس وتربيتها على تقوية أرادتها وضبط سلوكها أمام العديد من الشهوات والغرائز والانفعالات التي يتعرض لها الإنسان،فكلما زادت قدرة الإنسان بذلك كلما ارتقى في سلم الإنسانية إلى مقامات متسامية في السلوك والفهم والحكم على الأشياء.
وتابع النجار انه على النقيض من ذلك فان الإفراط في إشباع الشهوات وتكديس الاختيارات يؤدي إلى شيء من عدم القناعة الذي ينتهي بالإنسان إلى حالات من الاكتئاب والشعور بالتعاسة والإحباط المفضي إلى العديد من الأمراض النفسية وذلك لأن أغلب الناس لا يعرفون وسيلة لضبط شهواتهم وللتقليل من نهم رغائبهم وشره أطماعهم.