السكافي حمدي ابو علي حارس امين على حرفته التقليدية

المدينة نيوز :- ستون عاما مضت والسكافي حمدي زكريا ابو علي يحتضن آلة الخياطة الالمانية يواضب على صيانتها بنفسه ويحرص علي تشغيلها اليومي والاهتمام بها ، وقد وصل الى ثمانين ربيعا وهو في قمة عطائه وادائه الذي اشتهر وعرف بين زبائنة بالدقة والامانة والاتقان واللباقة في التعامل .
واضاف السكافي ابو علي ان بيئة مهنة السكافي التي تعلمها بصغره كانت تنتعش حينها الحرف اليدوية وكانت تدر دخلا وفيرا ولها الاحترام والتقدير من قبل كل الناس حيث مكنتني من مواصلة تعليم ابنائي في المدارس والجامعات وان اعيش حياة كريمة انا واسرتي ، واختلفت كل الظروف والاحوال في العصر الحالي وابتعد الناس عن هذه الحرف التقليدية التي كانت منتعشة وهجروها .
ويقول ان اجواء وبيئة العاصمة قد اختلفت وجميع القوانين والتشريعات لا تشجع الحرفيين على الاستمرار كما ان اشتداد الازمات وقلة رواد الصناعات الحرفية التقليدية ثم زيادة عدد السيارات وملوثات ابخرتها ومعادنها واخطارها في حين كانت ارضها سابقا قبلة للزائرين والمصطافين والمتسوقين .
وانتقد سياسات ادارات امانة عمان حيث لا يوجد تسهيلات للحرفين وتشجيعهم بل التضييق عليهم في الاجور والضرائب بحيث اصبحت الامانة اقرب للجباية منها الى الخدمة معتبرا ان عهد امين عمان احمد فوزي في الستينات كان العصر الذهبي للحرفيين وخدمات الامانة ، كان يتواصل مع التجار والحرفيين ويتحسس كل همومهم وقضاياهم ويحل كل مشاكلهم .
وطالب ابو على امين عمان العمل على تسهيل بيئة الحرفيين والتجار الصغار لانهم كنوز الوطن وعنوان للتنمية متمنيا بقوله "يروح في خاطري ان يسالني اي مسؤول عن ماذا نحتاج وماهي هموم التجارة والصناعة في هذا المكان لاشعر انني اشارك في صنع قرار يمس حياتي خاصة وانا في هذا المكان لاكثر من خمسين عاما.
ويقول لا تزال صورة المغفور له باذن الله الملك عبدالله المؤسس في خيالي عندما كان ينزل على يتجول في الاسواق وسط عمان ، وصورة الملك طلال رحمه الله وهو يتخفى بلباسه البدوي بين الناس ليتعرف على مشاكلهم وهمومهم ويقوم على تلبيتها ، وكان يجوب الاسواق على فرسه بعيدا عن حرسه وكان يحرص على التواصل مع شعبه يتحاور معهم في جو من الود والالفة والمحبة .
ويصفه ابنه مروان بالعصامي والمكافح وبان والده يمثل قصة نجاح وعطاء امتدت منذ عشرات السنين وان يفتخر بوالده الذي اقام على تربية اخوانه واخواته البالغ عددهم عشرة .
ويضيف مروان اكمل اخوتي الدارسة الجامعية بعرق والدي وجهده وفضل الله فوق كل شي وهو يعلمنا كل يوم ان للعمل قداسة وشرف وان الجلوس بالبيت اتكال وكسل .
(بترا)