الجامعات الاردنية .. نهاية مأساوية لقصة نجاح

تم نشره الأحد 11 نيسان / أبريل 2010 02:46 صباحاً
الجامعات الاردنية .. نهاية مأساوية لقصة نجاح
فهد الخيطان

بعد ان تحولت الى مؤسسات تفرخ قتلة وتصدر التعصب والكراهية

لا نجد وسيلة نعبر فيها عن امتناننا الكبير من الحكومات المتعاقبة واجهزتها ورؤساء الجامعات ومن قبلهم وزراء التعليم العالي على ما أتحفونا به من انجازات مذهلة في مسيرة التعليم العالي خاصة في العقد الاخير. فالجامعات بفضل سياساتهم الحكيمة لم تعد مجرد ساحات للعنف فحسب انما معاهد تفرخ القتلة وتصدر ثقافة الكراهية, وتخرّج افواجا من المتعصبين والمحبطين.

بموازاة مشروع الليبراليين الجدد لتفكيك المؤسسات والحط من هيبة الدولة, كانت قوى اخرى تعمل على تخريب افضل ما كان يفخر به الاردنيون; جامعاتهم ومؤسساتهم التربوية.

بدأ التخريب في الجامعات مع مرحلة التحول الديمقراطي اوائل عقد التسعينيات من القرن المنصرم.

فالحكومات التي كان عليها التأسيس لمرحلة التعددية الديمقراطية انقضت على الجامعات والحركات الطلابية فيها وتولت بنفسها اشاعة ثقافة اقليمية وجهوية لدحر الثقافة الوطنية والديمقراطية ونجحت في تجفيف منابعها وقطع نسلها.

وفي العقد الاول من الالفية الجديدة صارت الجامعات في قبضة »الاجهزة« بالكامل فهي الآمر الناهي في شؤونها; تنصب الرؤساء وتعزلهم, ترفع الاساتذة وتطردهم وتنوب عن الطلبة في اختيار ممثليهم.

لقد كان عقداً اسود في تاريخ الجامعات الاردنية صمتت الحكومات عليه وتواطأت معه لا بل تحولت الى ادوات تطيع الاوامر وتنفذها, من دون نقاش.

اليوم لم يعد بوسع احد ان يسيطر على ما رد العنف وقد افلت من عقاله وصارت له ديناميكية مستقلة وقاعدة فكرية عمادها الولاء العشائري والجهوي والاقليمي يستدعي كل مستوى منها حسب ما تقتضي طبيعة الصراع وهوية »العدو«. وحين فكر بعضهم في الاصلاح لم يجد غير الاسلوب الفوقي نفسه الذي انتهى الى ما يشبه المليشيا.

المليشيات الطائفية في لبنان او في العراق لم تبدأ بالسلاح ولم تستمر به وحده بدأت بمشروع فكري طائفي كان السلاح فيه لاحقا وسيلة للدفاع عن المشروع الطائفي والظلامي. وكانت الجامعات في لبنان تحديداً المسرح الذي شهد ولادة مجرمي الحرب الاهلية وزعاماتها.

ماذا تنتج الجامعات الاردنية اليوم غير العنف والكراهية والتعصب?!

ذكّروني بآخر اختراع سجلته جامعة اردنية او بمساهمة منتجة في قضية وطنية او ببحث علمي مرموق.

صحيح ان في الجامعات الاردنية طاقات اكاديمية ممتازة لكنها تعيش مرعوبة منقوصة الحقوق. فبينما كانت مئات الملايين من اموال الدولة تضيع على الفساد والبذخ كانت الحكومات تقضم موازنة الجامعات وتدفعها للافلاس بحجة الاعتماد على الذات. وتزج الى ساحاتها عشرات الآلاف من الطلبة غير المؤهلين للدراسة في الجامعات وتحرمهم من حق المعرفة وتفرض عليهم الخضوع مبكرا للولاءات الجهوية والمناطقية والاقليمية.

ومنذ ان انهار التعليم العالي ومعه الحياة الجامعية تراجعت الحياة السياسية والحزبية في البلاد, وانهارت الثقة بالطبقة السياسية, والناس محقون في موقفهم السلبي من النخب خاصة الرسمية.

دُلّوني على سياسي في الدولة يملك من الاحترام والحضور ما يؤهله لاحتواء خلاف الاخوة في السلط وجوارها?!0

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات