عائلات «لم الشمل» .. والترحيل الى الاردن!

تم نشره الثلاثاء 13 نيسان / أبريل 2010 03:51 صباحاً
عائلات «لم الشمل» .. والترحيل الى الاردن!
ماهر ابو طير

لم تنف اسرائيل ، رسميا وعلنا ، نيتها ، طرد عشرات آلاف الفلسطينيين ، من الضفة الغربية ، بعدما سربت ، اللغم ، عبر صحيفة "هآرتس".

عدد أبناء "غزة" في الضفة الغربية ، ومعهم اولئك الذين لم يكتمل "لم شملهم" يصل الى سبعين الف فلسطيني ، وفي تقديرات اخرى مائة الف فلسطيني ، وهؤلاء تريد اسرائيل طردهم من الضفة الغربية الى اي مكان اخر ، وهذا يعني ان اسرائيل لن تجلس عند الحواجز لالتقاطهم واحدا واحدا ، بل قد تُنفذ عمليات واسعة لترحيل هذه الاعداد ، عن الارض الفلسطينية ، عبر عزل المدن وتمشيطها ، تلك المدن المفترض ان تكون موقعا للدولة المنتظرة ، والمفترض ان لا تجتاحها قوات اسرائيلية ، ايا كانت فئة المنطقة المقرر اجتياحها.

هذا يعني ان اسرائيل تريد ترحيل هؤلاء الى غزة ، والبعض الاخر الى الاردن ، والى دول اخرى ، وفقا لمكان اقامة او جنسية الذي تم لم شمله ، ولم تكتمل اجراءات لم شمله ، وهذا يعني ايضا ، اننا امام ترانسفير ثالث ورابع وخامس ، خلال الفترة المقبلة ، وهذا يعني ايضا ، ان اسرائيل تريد هذه مجرد "بروفة" للترانسفير الاكبر ، اي طرد كل اهل الضفة الغربية ، من ضفتهم الجريحة ، الى اي مكان اخر في هذه الدنيا. هنا علينا ان نصحو قليلا من الغفلة ، ومن التنابز بالكلام والشعارات ، وان نقف على "قلب رجل واحد" في وجه المخطط الاسرائيلي.

الالاف من الفلسطينيين الذين عادوا الى الضفة الغربية في اطار ما سمي "لم شمل العائلات" ، عادوا اساسا على ان يُمنحوا هويات بعد عودتهم وهو الامر الذي لم تنفذه اسرائيل رغم مرور سنوات طويلة على عودة الكثير منهم. وهؤلاء تحديدا اغلبهم يحمل الجنسية الاردنية ، ومعنى التسريب الاسرائيلي للمعلومات ، انها تريد اعادتهم للاردن ، من جهة ، وتخريب حياتهم وتدمير شؤونهم ، لانهم جزء من عائلات في الضفة الغربية ، والقرار الاسرائيلي يُمسك بخاصرة الاردنيين والفلسطينيين ، معا في توقيت واحد مؤلم جدا ، ومتعب. اليوم كما الامس. الاردن وفلسطين تحت التهديد ، وتحت المخاطر.

من جهة ثانية. التخطيط لترحيل عشرات الالاف وبعضهم ممن لم يكتمل شملهم الى الاردن ، يعني ببساطة ان اسرائيل تخطط لشطب اقامات الاردنيين من اصل فلسطيني ، من حملة البطاقات الصفراء ، وتخطط لشطب اقامات الفلسطينيين الذين يحملون جوازات اردنية مؤقتة مع بطاقات خضراء.

ما سيجري في الضفة هو بروفة للترانسفير الاكبر ، لان اسرائيل تريد تقسيم الناس في الضفة الى ثلاث مجموعات ، الاولى اهل غزة فتعيدهم الى غزة ، والثانية عائلات لم الشمل ، فتعيدهم الى الاردن ، والثالثة ما تبقى من اهل الضفة الغربية ، فُترحّلهم في وقت لاحق ، الى الاردن ، اذا نجحت بروفة "الترانسفير" التي تم تسريب خبرها.

لا يكفي الرد على اسرائيل بالكلام. حق العودة مُهدد ، لان حق الاقامة بات مهددا ، ولان اسرائيل تريد بشكل علني اليوم ، جدولة القضية الفلسطينية ، ونقل السكان الى اماكن اخرى. وهو مخطط لتفريغ الضفة الغربية ، واجهاض لمشروع الدولة الفلسطينية التي يبُشرنا بها سلام فياض قبل اسابيع. حتى نبقى نراوح في الموقف بين النفي والتأكيد ، فان كل ما يجري على الارض يؤكد ان امامنا اياما عصيبة جدا ، وان الضفة واهلها تحت السكين ، كما هو الاردن الذي تطاله التهديدات بشكل او باخر ، وبعد ان كنا نحلم بحق العودة ولو لقلة ، فاذا بنا نواجه خطر ترحيل اناس جدد.

لا تكفينا الشعارات والقول ان اسرائيل لن تتمكن من حمل الناس في شاحنات ورميهم عند الحدود ، فقد فعلوا ذات الفعلة مئات المرات ، فيما التوقيت يجعلنا نقف على قدم واحدة من شدة الذعر والخوف على فلسطين والاردن معا.
 
الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات