ترشيق الحكومة.. والهيئات

تم نشره الأربعاء 14 نيسان / أبريل 2010 04:48 صباحاً
ترشيق الحكومة.. والهيئات
عبد الكريم الدغمي
بلغ عجز الموازنة على ما نسمع ما يقارب المليار وربع المليار من الدنانير، وقامت الحكومة بخطوات من شأنها الحد من الانفاق، وتقليصه الى ابعد الحدود، وهي خطوات وان كانت مقبولة لغايات وقف الهدر غير المبرر للمال العام، الا ان امام الحكومة فرصة كبيرة لتوفير الملايين، بل عشرات الملايين برأينا، ان هي بادرت وبجرأة وشجاعة الى فتح ملفات الهيئات والمؤسسات المستقلة، التي انتشرت بتسارع غير معهود في السنوات القليلة الماضية من خلال تحكم «البعض» في القرار الحكومي مما ادى الى التوسع في الانفاق ووجود مؤسسات موازية للوزارات والدوائر التي استقرت جهودها عبر عمر الدولة الاردنية والمنسجمة مع دستورنا العتيد، والتي كانت تؤدي دورها المطلوب على اكمل وجه قبل انشاء هذه الهيئات وبشهادة القاصي والداني.
نشأت هذه الهيئات ، وتضخمت، وتمددت بحيث افرغت الوزارات من مضمونها، واصبح القرار بيدها، واصبح وزير الوزارة (التابعة) لها هذه الهيئة او تلك عبارة عن موجه «لا يمون» على أي قرار فيها حتى لو لم ينسجم مع سياسة الحكومة! وهذا اساء ويسيء الى هيبة الدولة!.
غير هذا، امتلأت هذه الهيئات وانتفخت بعدد من اعضاء مجالس ادارة، واخترع لهم اسماء جديدة «مفوضين» لم نسمع بها في مصطلحات الادارة الاردنية من قبل، ناهيك عن المكافآت والتنفيعات وبدل التنقلات والحفلات والسيارات والمكاتب الفارهة ذات الأجور او الكلفة العالية ان كانت مملوكة، كما امتلأت بموظفين عينوا برواتب عالية تفوق رواتب نظرائهم في الدوائر والوزارات الحكومية الاخرى، وعينوا ايضاً بمحسوبية ترقى الى مستوى الفساد بحجة «الكفاءة»!!.
نعم، نستطيع توفير عشرات الملايين خاصة واننا نسمع ان موازنة هذه الهيئات حوالي مليارين من الدنانير، اللهم اذا اقدمت حكومتنا على خطوة جريئة بالغاء ما يمكن الغاؤه من هذه الهيئات واعادتها الى بيت الطاعة، وزاراتها الاصلية.
ويمكن بداية ان نبدأ بملفات الموظفين الذين عينوا كما ذكرنا بطريقة «التنفيع والمحسوبية» بأن ترسل الحكومة ملفاتهم الوظيفية الى ديوان الخدمة المدنية الذي نثق به وبرئيسه وطاقمه ، لتحديد رواتبهم التي يستحقونها، ومن يقبل فلا تثريب عليه، ومن لا يقبل ويعتبره امتيازاً له فليغادر موقعه، لأن من لا يتحمل مع دولته وقت الشدة، لا يستحق ان يكرم ايام الرخاء، وانا متاكد ان الماية وستين مليوناً التي وفرتها الاجراءات الحكومية التقشفية، ستوفر مثلها ان لم يكن اكثر في حال ترشيد وترشيق الرواتب الخيالية التي لا مبرر لها الا في ذهن الراغبين بتدمير الادارة الاردنية وتدمير موازنة بلد فقير شحيح الموارد ذي مديونية عالية، يسعى قائده وسيده ملك البلاد الى جلب الاستثمارات والمساعدات الخارجية بكل ما اوتي من قوة، فعلينا ان نقابل هذا الجهد الملكي بروحية عالية، وكما قال جلالته «صبرنا على حالنا، ولا صبر الناس علينا: وهي عبارة تلخص التوجه الملكي الحصيف، الذي علينا كأردنيين وفي مقدمتنا الحكومة التقاطه والعمل على ضوئه بطريقة موضوعية وليست نظرية فقط.
عبدالكريم الدغمي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات