بين إرهابين!!

تم نشره الأربعاء 14 نيسان / أبريل 2010 05:15 صباحاً
بين إرهابين!!
خيري منصور

استكملت بالأمس حوارا مع صديق فرنسي كان قد بدأ قبل عدة أعوام في عمان بمنزل الصديق الباقي محمود درويش ، ثم انقطع رغم أن كل الموضوعات التي دار حولها الحوار لم تنقطع ، وأذكر أنه كان عائدا للتو من فلسطين ، وقال ان لديه قناعة بأن دولة تقتل الأطفال وتغتال الأبرياء والمدنيين لا تؤتمن على أي سلاح في حوزتها ، حتى لو كان مجرد مسدس أو بندقية ، وكان قد أعلن استغرابه من صمت العالم على تسمية اسرائيل جيشها العدواني باسم جيش الدفاع ، وقال ان هذا أول التضليل ، أما آخره فالله وحده يعلم الى اين سوف يصل.

حوار الأمس كان حول الارهاب النووي وخشية الولايات المتحدة من أن تحصل عليه منظمات ارهابية أو دول مارقة ، وببساطة قال الفرنسي.. أيهما أولى وأجدر باثارة الرعب السلاح النووي الناجز والجعبة التي تملكها اسرائيل أم السلاح القابل للوجود رغم أنه ليس موجودا الآن؟ قلت له ، حبذا لو تطرح هذا السؤال على الرئيس الامريكي وطاقمه وعلى الرئيس ساركوزي وما كتبه عن اسرائيل في كتاب يستحق أن يدرج في باب الغزل السياسي ، لأنه ظهر كعاشق لليهود ومتيم باسرائيل ، أما نحن العرب فندرك أن كل ما يصدر عنا لا يصل الى ما هو أبعد من جدران القاعات سواء كانت للمؤتمرات أو الندوات بشقيها الرسمي وغير الرسمي ، أما أغرب ما سمعته من هذا الفرنسي فهو اكتشافه مؤخرا أن اي دفاع عن المنطق وبدهيات التاريخ وحقوق الانسان يصب أخيرا في صالح العرب اذا استطاعوا بالفعل أن يستثمروا هذا الدفاع ، وأضاف ساخرا انه يكتشف عندما يدافع عن أرسطو وديكارت وهيجل بأنه يدافع عن شعوب تجهل أدوات الدفاع عن نفسها ، فتصبح في نظر الآخرين معتدية وليس معتدى عليها. وهذا الانقلاب في المعادلات كلها سببه واحد ، هو أن من يتصورون بأنهم سادة هذا الكوكب وسدنة الديمقراطية والحرية فيه هم أشبه بما نسميه نحن العرب حاميها حراميها ، وتساءل لماذا تكون ردود أفعال العرب على هذا النحو الرخو ويتسامحون مع غزاتهم كثيرا ، لكنهم لا يفعلون ذلك مع أشقائهم.

ولا أريد الاستطراد فيما تحاورنا حوله عن الانثربولوجيا في بعدها السياسي وعلمي النفس والاجتماع لأن هذا الحوار يوجع القلب ويصدع الرأس في مجتمعات حفظت عن ظهر قدم أو كرة رأس عبارة ابدأ من الآخر أو هات من الآخر ، فهي نافدة الصبر وضجرة عندما يتعلق الأمر بمصيرها الحضاري وقضاياها القومية ، لكنها صبورة ودؤوبة كالنمل في معرفة أنواع السيارات والموبايلات والشامبو وأسعار الأراضي والشقق وسلة العملات،،.

انتهى الحوار الى قناعة صاحبنا بأن من لم يكن أمينا على احتياز مسدس أو بندقية أو حتى جرافة لا يؤتمن على جعبة نووية تهدد العالم بأسره وليس الشرق الأوسط فقط ، لكن امريكا التي فرطت بابنتها التي سحقتها الجرافة في فلسطين غير مؤهلة للحكم حول من يؤتمن أو لا يؤتمن على الأسلحة سواء كانت سكينا مشحوذة أو اسلحة تدمير شامل،.

ان الدفاع الآن هو عن المنطق وهو في صالح الضحية،،.
 

الدستور



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات