افتراق السبل ووحدة الهدف..!

حسب دراسة للجامعة العبرية ، فان الشعب الاسرائيلي ينقسم بين حزبين: الحزب الأول هو حزب الاستيطان ، اما الحزب الثاني فهو حزب أمريكا.
وفي شرح ذلك ، يقول محللو الدراسة ان هنالك تياراً واسعاً في المجتمع الاسرائيلي مع الاندفاع في الاستيطان الى آخر متر من أرض فلسطين ، وهذا الحزب وان لم تكن غالبيته ، الا ان صوته مرتفع انطلاقاً من عقيدة دينية يمينية متشددة ، وبالتالي فانهم مع استمرار الهجمة الاستيطانية بلا توقف ، ويؤمنون بأنهم في هذا العالم وحدهم وانهم فوق العالم ويسيرونه حسبما يريدون ، وخاصة الغرب الذي أثبتت التجارب من وجهة نظرهم أنهم ينجرون في النهاية الى أي أمر تقرره اسرائيل منفردة.
الحزب الثاني ، هو حزب امريكا ، حيث أغلبيته يهودية تعتقد ان اسرائيل هي الجنين في بطن أمه الذي يستمد حتى أنفاسه من الأم الرؤوم أمريكا ، وكذلك فهم يخشون ان ينقطع أو ينسد الحبل السري أو تهتز المشيمة ، ويؤمنون ان امريكا تعرف مصلحة اسرائيل أكثر مما تعرف اسرائيل مصلحتها ، وان امريكا تريد ان تحمي اسرائيل من نفسها أحيانا ، وتختلف امريكا مع المتشددين من اليهود في السبل والوسائل للوصول الى الهدف وهو تصفية القضية الفلسطينية.
ويرى حزب امريكا ان وجهة النظر في اقامة تنفيذ حل الدولتين - على سبيل المثال - هي لصالح اسرائيل. والأصح ان الترويج لهذا الحل وادعاء التمسك به من قبل امريكا يقصد منه بيع الفلسطينيين والعرب مادة دعائية نظرية تجريدية لتسكين مواجعهم ، واشعارهم ان عملية التسوية لم تمت ، وبذلك يمكن قطع الطريق على ايران ، حيث يخدم التشدد الاسرائيلي والتواطؤ الامريكي رهان ايران على عقم التسوية.
وهنالك اليوم قناعة لدى الادارة الامريكية الحالية بأنه يستحيل اقناع العرب بالاصطفاف معها في حربها ضد ايران بشطب سلاحها النووي الذي هو مصدر قلق لاسرائيل فقط ، وحتى لو غضت امريكا النظر عن استفزازات اسرائيل كما هو جارْ دائما ، فانها لا تسطيع ان تقر بموت التسوية السلمية ، لأن ذلك يفتح الباب أمام بروز خيارات أخرى وهو ما تتبناه ايران ، وحتى لو كان ذلك دعائيا ، وحتى لو استمرت الادعاءات الامريكية بأن سعي ايران لامتلاك سلاح نووي هو خطر على كل المنطقة ، لكن ذلك لا ينفي ان اسرائيل تعتبر امتلاك ايران سلاحا نوويا خطا أحمر ومسألة حياة أو موت ، وتريد من امريكا ان تمنع ذلك وأن تنهي الكابوس الايراني باسرع وقت ، لأن مجرد احتمال تحقيقه أو التلويح به دعائيا يخل بموازين القوة في المنطقة ، ويعرقل اندفاعة اسرائيل لفرض الاستسلام وتصفية القضية ، بينما ترى امريكا انه بالامكان فرض الاستسلام وتصفية القضية بدون تعجل ولا استفزاز للعرب ، وبما يخدم عزل ايران بعد عزل العراق لتستكمل بعدها التصفية،.
الدستور