الاستعمار الثقافي الفرنسي

من المعتاد في الاوساط السياسية والثقافية ان يربط الاستعمار البريطاني بالادارة وان يربط الاستعمار الفرنسي بالثقافة.
إضافة لتاريخ طويل من المذابح الفرنسية في الجزائر والمغرب وتونس ومصر وسورية ولبنان وكذلك اتفاقية سايكس - بيكو لتجزئة الشرق العربي, فان هذا التاريخ الاستعماري الدموي ارتبط على الدوام بما سماه المفكر الفلسطيني المعروف, ادوارد سعيد بالاستعمار الثقافي وكان المستشرق الفرنسي رينان اكثر من عبر عنه حين اعتبر العرب والشرقيين مجاميع من المتوحشين البدائيين, كما لاحظ المفكر الفرنسي من اصل جزائري, محمد اركون, تمييزا منهجيا في الجامعات الفرنسية عند تناول الثقافة الشرقية والعربية.
ومن مظاهر الرؤية العنصرية الاستعمارية الفرنسية ما كشفه ادوارد سعيد في نقده للاستشراق والادب (اوبرا عايدة مثلا والعديد من اعمال الرسامين الفرنسيين في تناولهم لما سموه شرق العبيد والجواري واللذائذ الاسيوية).. الخ.
ومن ذلك ايضا اهتمامهم بترويج وتعظيم الثقافات الفرعية ليس من باب احترامها بل لتمزيق الوحدة الثقافية (الثقافة الامازيغية عبر الظهير البربري) والثقافة الفرعونية والثقافة الفينيقية..
ومنذ عدة عقود وفرنسا عبر الجهات والمراكز الثقافية في وزارة الخارجية تقوم بتمويل او دعم انتاج افلام مشتركة وايام مسرحية تدعو لاشكال مختلفة من التعاون العربي - الصهيوني او لتسويق افكار مزورة حول التاريخ اليهودي..
ولم تقتصر هذه المحاولات على شمال افريقيا العربية بل امتدت الى مصر والشرق العربي من فيلم يوسف شاهين (المهاجر) الى قيام المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة بفرض فيلم للكيان الصهيوني على مهرجان المركز هناك, علما بان مخرجة الفيلم تعمل ضابطا في جيش العدو الصهيوني, ولم تحترم ادارة المركز مشاعر الفنانين والمثقفين والرأي العام المصري الذي رفض ادراج الفيلم المذكور في المهرجان ودعا الى مقاطعته..0
العرب اليوم