ما الذي تخفيه رسالة اوباما وكلنتون لإيران ؟

تم نشره الخميس 15 نيسان / أبريل 2010 10:22 صباحاً
ما الذي تخفيه رسالة اوباما وكلنتون لإيران ؟
عبدالرحيم غنام

يوما بعد يوم وواقعة تلوى أخرى أو حدث تلوآخر يحدث في فلسطين المحتلة يؤكد للجميع بلا إستثناء وللصديق قبل العدو بأن اسرائيل بدأت تحتل موقعها الجديد كخارجة عن القانون الدولي (أي كدولة مارقة.دولة تمارس ألإرهاب المنظم ) و الأخطر كخارجة عن التحالف الأميركي وهو رئتها التي تتنفس بها!ويعود ذلك الخلاق المزعوم الى رفض إسرائيل المسبق إثارة ملف سلاحها النووي في هذا المؤتمر بعد أن أعلنت تركيا على لسان بابها العالي رجب طيب أردوغان عن نيتها تقديم تقرير للمؤتمر حول الخطر الذي تشكله إسرائيل على السلام العالمي (كما قال حرفيا في باريس خلال لقائه الرئيس الفرنسي ساركوزي  الأسبوع الماضي ) !
الذي يهمنا نحن العرب في ظل هذه ألأجواء التي تفرض وجودها على العالم  هو هذا التموقع الإسرائيلي الطارئ على خارطة العلاقات الدولية كمنبوذة (نسبيا...) من قبل المجتمع الدولي. وعلينا ان لاننسى ان ما يهمنا أكثر و قبل ذلك هو ما أشارت إليه صحيفة ( يعودوت أحرانوت يوم 7 الجاري) من أن الرئيس أوباما يطالب نتنياهو بتجميد الاستيطان وتمكين الفلسطينيين من دولة كمقدمة ضرورية لضرب إيران! فهل يخبئ حزم أوباما لمنطقة الشرق الأوسط زلزالا من العيار الثقيل وبقوة 7 على سلم ريختر الدولي؟ إنني أتوقع هذا السيناريو لكثرة ما تردد على ألسنة خبراء أميركيين وأوروبيين. فليحذر العرب. .. فليحذر العرب!
يحتل خطاب الرئيس الأميركي الذي ألقاه يوم الإثنين الماضي حول عقيدته النووية الجديدة حيزا واسعا من اهتمام الدول الكبرى وبخاصة اتحاد الجمهوريات الروسية المعنية مباشرة بهذه العقيدة. فقد شرع الرئيس أوباما يجسد أهم وعد انتخابي في السياسة الخارجية قطعه على نفسه منذ عامين ألا وهو السعي إلى تحقيق عالم خال من السلاح النووي، بعد أن حقق أهم وعد انتخابي في السياسة الداخلية بالتوقيع على قانون الصحة العامة الذي سيوفر تأمينا اجتماعيا لأربعين مليون مواطن أميركي. وبعد الخطاب عقد الرئيسان الأميركي والروسي قمتهما في مدينة براغ يوم الخميس 8 أبريل حيث وقعا على اتفاقية (ستارت الثالثة) التي ستحد من ترسانة الأسلحة الإستراتيجية بنسبة 74% عما كانت عليه منذ (ستارت الثانية). وبرغم التحفظات الروسية التي عبر عنها وزير خارجية موسكو حول النوايا الحقيقية لواشنطن فإن العالم يبدو أكثر أمنا وأقل خوفا من توازن الرعب بين العملاقين. فلا يجب أن ننسى أن روسيا الراهنة مع الثنائي (ميدفيديف-بوتين) حافظت على كامل ترسانتها النووية الموروثة عن الاتحاد السوفييتي، ويعتبر الخبراء العسكريون الفوارق بين القوتين الأعظم في المجال النووي (أي في عدد الرؤوس الذرية المحمولة على صواريخ عابرة للقارات) فوارق ليست ذات بال. فالحرب الباردة التي دامت سبعين سنة إضطرت كلا من واشنطن وموسكو إلى تكديس آلاف الرؤوس إلى درجة أن مرحلة السلام والوفاق الراهنة حولتها إلى خردة يباع بعضها لدول أقل شأنا ويتلف بعضها الآخر بموجب هذا الاتفاق وبمراقبة مشتركة متفق عليها.
والخطوة التالية في هذا الباب هي عقد مؤتمر دولي يومي 12 و 13 نيسان الجاري  بواشنطن وبمباركة منظمة الأمم المتحدة للتوقيع على نفس الاتفاق بين دول نووية (وهي أميركا وروسيا طبعا إلى جانب فرنسا وبريطانيا والصين والهند وباكستان) وثلاثين دولة أخرى ربما يخامرها حلم النووي سلميا كان أم عسكريا. وهنا يمكن تفسير الرسالة الخفية التي أرسلتها واشنطن على لساني أوباما وهيلاري كلنتون لكل من إيران وكوريا الشمالية والتي بالأساس  تهدف الى دب الرعب في قلوب الإرانيين والكوريين الشماليين  . مع العلم بأن الرسالة تناست وتجاهلت إسرائيل التي لم يعد أحد يشك في امتلاكها حوالي 445 رأسا نووية جاهزة.
 نعم الذي يهمنا نحن العرب في هذا الملف هو بالضبط هذا التجاهل المستمر للتسلح النووي الإسرائيلي وخاصة ان هذا التجاهل ليس من أمريكا فحسب بل  يشترك فيه العملاقان اساسا والدول التي شاركت في المؤتمر  كأن الأمر يتعلق بحدث عابر عادي في مسار العلاقات الدولية أو كأنما العالم كله مطمئن لنوايا  الدولة العبرية...السلمية و الحمائمية ! هنا يؤكد  لنا تناقض الغرب جليا، لأن واشنطن تحولت إلى موقف أشد حزما مع حليفتها الإسرائيلية حين قررت القيادات العسكرية الأميركية وفي صلب حلف الأطلسي بأن كل خطوة تخطوها الحكومة الإسرائيلية نحو الغطرسة والقتل والتدمير والتهويد تقرب أجل جنود أميركا وحلفائها الغربيين في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال. أي في كل نقاط التماس بين قوى الغرب المحاربة والشعوب التي تقاوم الاحتلال في بلاد المسلمين. ولا بد أن نكرر التحذير من النوايا الخفية التي تستعد لها كل من أمريكا وإسرائيل معا وهي ÷ستعداداتهما لحرب إسرائيلية-أميركية ضد إيران ومن ان  الخلاف الراهن بين واشنطن و تل أبيب ليس سوى تمهيد نفسي لشن هذه الحرب الكارثية التي طالما سعت اليها إسرائيل ولو منفردة في حال رفضت أمريكا المشاركة بخوضها بشكل مباشر  .
ترى ما الذي سيتمخض عنه الموقف العربي في حال ثبت صدق هذا السيناريو وقررت أمريكا وحليفتها إسرائيل ألإعتداء على دولة مسلمة ومن دول الجوار ؟




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات