القرار الصهيوني بالترحيل يبدد وهم السلام
تم نشره الجمعة 16 نيسان / أبريل 2010 02:24 صباحاً

د.رحيّل غرايبة
ليس بحثنا في قرار الترحيل الصهيوني منصباً على مشروعية القرار ولا جوانب حقوق الإنسان التي تثيرها الجمعيات الصديقة المتعاطفة، لأنّ قيام (دولة إسرائيل) كان منذ البدء على الاغتصاب والاحتلال ومصادرة الأرض وتشريد أصحابها، ولم تعبأ بقوانين بشرية ولا شرائع سماوية، وأعتقد أنّ البحث في هذه الأمور هو نوع من أنواع التسلية والكلام العبثي الذي يوهم بأنّ (الكيان الصهيوني) وقّاف على الأعراف والشرائع والقوانين أو أنّه يعبأ بالشرعية الدولية.
ولكن ما ينبغي البحث فيه بدقة، هو أي سلام ذلك الذي تمّ الاحتفال به في معاهدة (أوسلو)، وما حقيقة الاستقلال والسيادة التي حققها الفلسطينيون من تلك المعاهدة، ولماذا تمّ الاحتفال بانسحاب القوات الصهيونية المحتلة، وإنزال العلم الصهيوني ورفع الفلسطيني، وما هي حقيقة السلطة الوطنية التي تمّ تشكيلها وما هو دورها على البقع الفلسطينية المصنفة أ، ب ، ج، وغير ذلك في ضوء القرار العسكري للاحتلال الذي يقضي بإلقاء القبض على الفلسطينيين من أهل الضفة الذين عادوا إليها تحت وهم السلام، ولم يحصلوا على وثائق الموافقة الصهيونية التامة، ليعاد سجنهم وتغريمهم وإعادة تشريدهم إلى الخارج!
ما نوعية هذا السلام الذي يتيح لجيش الاحتلال الدخول إلى الأرض الفلسطينية واعتقال عشرات الآلاف، وقتل من تشاء وتدمير ما تشاء ومصادرة الأرض وإقامة المستعمرات عليها وجلب اليهود الغرباء ليقيموا عليها بوثائق شرعية، وتحت حراسة جند الاحتلال الدائم، ومصادرة المقدسات وتهويدها، وكل ذلك يتم تحت نظر راعي السلام، وتحت نظر الأمم المتحدة، وكل دول العالم التي شهدت على احتفال معاهدة السلام واستبشرت بوضع حد لقضية معقدة تسميها قضية (الشرق الأوسط)، فأيّ استقلال هذا وأيّ سيادة تسمح بهذا!
الحقيقة المرة التي يحاول أغلبنا عدم رؤيتها، وعدم الاعتراف بها، فضلاً عن معالجتها أنّنا قبلنا دور العبيط الأبله الساذج في مسرحية طويلة الأمد تدور بطولاتها وأحداثها في سفينة عائمة على بحر من الدماء والأشلاء، والناس والعالم يشاهد أحداث المسرحية بنعاس وحالة بين النوم واليقظة، تختلط فيها الحقائق والأكاذيب، وأضغاث الأحلام، وسمع أقدام السماسرة وتجار الأوهام المستيقظون وحدهم.
آن الأوان لأن نعترف بالحقيقة المرة، وأن نعترف بجريمة ضياع الوقت وتبديد الجهود وفقدان الأمل، والركض خلف السراب لمدة عقدين من الزمان وزيادة.
نحن بحاجة إلى يقظة حقيقية ووقفة جادة، نأخذ العبرة، ونصارح أنفسنا ونصارح الأجيال بأننا لن نستطيع حماية أنفسنا إلاّ بأنفسنا نحن بامتلاك القوة، وأدوات المواجهة، والسعي الجاد نحو الوحدة ورص الصفوف ومقاومة الفساد والاستبداد.
إنّ الضعف جريمة، والاستسلام للضعف جريمة أشد، والأنكى من ذلك كله التوسل للعدوّ بطلب الرحمة والحماية ورد الحقوق عن طريق بذل الدموع والاستخذاء وإظهار المزيد من المسكنة.
لم يسجل التاريخ البشري مرة واحدة أنّ أمّة استطاعت إعادة أرضها المحتلة، واستعادة حقوقها المسلوبة ومجدها الضائع بالضعف والاستسلام والبكاء والدموع والاستجداء والتوسّل.
نحن بحاجة إلى إعادة تعبئة وإعادة بناء الإنسان روحاً وعقلاً ونفساً وجسداً، نحن بحاجة إلى ثورة ثقافية تعيد التنافس بين الشباب في ميادين المعرفة والعلم والإبداع والتحضر والقوة، نحن بحاجة إلى إعادة توجيه الطاقة الشبابية الفوّارة نحو الانتماء للوطن بالعمل الجاد والبناء بدلاً من تبديدها في العنف الاجتماعي والتعصب القبلي والجهوي وانحطاط الهمة وضحالة الفكر، وتقزّم الأهداف وتفاهة الاهتمام.
ولكن ما ينبغي البحث فيه بدقة، هو أي سلام ذلك الذي تمّ الاحتفال به في معاهدة (أوسلو)، وما حقيقة الاستقلال والسيادة التي حققها الفلسطينيون من تلك المعاهدة، ولماذا تمّ الاحتفال بانسحاب القوات الصهيونية المحتلة، وإنزال العلم الصهيوني ورفع الفلسطيني، وما هي حقيقة السلطة الوطنية التي تمّ تشكيلها وما هو دورها على البقع الفلسطينية المصنفة أ، ب ، ج، وغير ذلك في ضوء القرار العسكري للاحتلال الذي يقضي بإلقاء القبض على الفلسطينيين من أهل الضفة الذين عادوا إليها تحت وهم السلام، ولم يحصلوا على وثائق الموافقة الصهيونية التامة، ليعاد سجنهم وتغريمهم وإعادة تشريدهم إلى الخارج!
ما نوعية هذا السلام الذي يتيح لجيش الاحتلال الدخول إلى الأرض الفلسطينية واعتقال عشرات الآلاف، وقتل من تشاء وتدمير ما تشاء ومصادرة الأرض وإقامة المستعمرات عليها وجلب اليهود الغرباء ليقيموا عليها بوثائق شرعية، وتحت حراسة جند الاحتلال الدائم، ومصادرة المقدسات وتهويدها، وكل ذلك يتم تحت نظر راعي السلام، وتحت نظر الأمم المتحدة، وكل دول العالم التي شهدت على احتفال معاهدة السلام واستبشرت بوضع حد لقضية معقدة تسميها قضية (الشرق الأوسط)، فأيّ استقلال هذا وأيّ سيادة تسمح بهذا!
الحقيقة المرة التي يحاول أغلبنا عدم رؤيتها، وعدم الاعتراف بها، فضلاً عن معالجتها أنّنا قبلنا دور العبيط الأبله الساذج في مسرحية طويلة الأمد تدور بطولاتها وأحداثها في سفينة عائمة على بحر من الدماء والأشلاء، والناس والعالم يشاهد أحداث المسرحية بنعاس وحالة بين النوم واليقظة، تختلط فيها الحقائق والأكاذيب، وأضغاث الأحلام، وسمع أقدام السماسرة وتجار الأوهام المستيقظون وحدهم.
آن الأوان لأن نعترف بالحقيقة المرة، وأن نعترف بجريمة ضياع الوقت وتبديد الجهود وفقدان الأمل، والركض خلف السراب لمدة عقدين من الزمان وزيادة.
نحن بحاجة إلى يقظة حقيقية ووقفة جادة، نأخذ العبرة، ونصارح أنفسنا ونصارح الأجيال بأننا لن نستطيع حماية أنفسنا إلاّ بأنفسنا نحن بامتلاك القوة، وأدوات المواجهة، والسعي الجاد نحو الوحدة ورص الصفوف ومقاومة الفساد والاستبداد.
إنّ الضعف جريمة، والاستسلام للضعف جريمة أشد، والأنكى من ذلك كله التوسل للعدوّ بطلب الرحمة والحماية ورد الحقوق عن طريق بذل الدموع والاستخذاء وإظهار المزيد من المسكنة.
لم يسجل التاريخ البشري مرة واحدة أنّ أمّة استطاعت إعادة أرضها المحتلة، واستعادة حقوقها المسلوبة ومجدها الضائع بالضعف والاستسلام والبكاء والدموع والاستجداء والتوسّل.
نحن بحاجة إلى إعادة تعبئة وإعادة بناء الإنسان روحاً وعقلاً ونفساً وجسداً، نحن بحاجة إلى ثورة ثقافية تعيد التنافس بين الشباب في ميادين المعرفة والعلم والإبداع والتحضر والقوة، نحن بحاجة إلى إعادة توجيه الطاقة الشبابية الفوّارة نحو الانتماء للوطن بالعمل الجاد والبناء بدلاً من تبديدها في العنف الاجتماعي والتعصب القبلي والجهوي وانحطاط الهمة وضحالة الفكر، وتقزّم الأهداف وتفاهة الاهتمام.
الراي