بلاتيني.. القائد الذي لا يهدأ

تم نشره الخميس 30 تمّوز / يوليو 2015 01:29 صباحاً
بلاتيني.. القائد الذي لا يهدأ
بلاتيني

المدينة نيوز  :- بعد أن أتم 60 عاما، يعتزم حفيد عامل بناء إيطالي استقر في فرنسا عقب الحرب العالمية الأولى، الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، منصب أعلى من الذي يشغله حاليا وهو رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) منذ 2007 ، وهو طابع مميز في شخصية ميشيل بلاتيني، القائد الذي لا يتخلى بسهولة عن القيادة.

ففي ختام مسيرة حافلة بالنجاح، تخللتها فترة عمل فيها مدربا وأخرى قاد فيها تنظيم مونديال 1998 بفرنسا ثم قيادة الويفا طيلة ثمانية أعوام، يضع بلاتيني نصب عينيه الوصول إلى المنصب الأرفع في دولة كرة القدم.

وتبدو هذه هي الخطوة الطبيعية لشخصية تمتاز بالقبول في الأوساط الكروية العالمية نظرا لقدرته بطريقة أو بأخرى على الانخراط في عالم كرة القدم على مدار أربعة عقود، والآن يسعى لقيادتها.

أما نقطة قوته فهي شخصيته التي لا غبار عليها وصورته في كرة القدم العالمية. بينما أجنحته الضعيفة فهي أصوله الأوروبية، وترأسه للاتحاد الأكثر ثراء وسطوة في عالم كرة القدم، فضلا عن علاقاته الوثيقة بقيادات الفيفا حاليا وعلى رأسهم السويسري جوزيف بلاتر الذي تثور الشكوك حول تورطه في شبهات فساد منذ فترة ليست بالقصيرة.

ولد بلاتيني في 21 يونيو/حزيران 1955 بمنطقة جيوف شمال شرقي فرنسا، ومنذ كان طفلا دأب على تجاوز الحدود نظرا لطبيعته القيادية بالفترة في الملعب. ورغم زيادة وزنه الدائمة بالنسبة للاعب كرة قدم إلا أنه تمكن من تخطي كافة الحواجز من أجل تحقيق الانتصارات، كل هذا أفضى بالتأكيد لأن يصبح قائدا لكرة القدم، العمل الذي قام به بيد حديدية رغم أنه لا يحمل شهادة دراسية.

تلقى بلاتيني تأهيله الكروي في فريق نانسي قبل أن ينتقل إلى سانت إيتيان في 1976 حيث جذب اهتمام يوفنتوس الإيطالي الذي لم يتوان عن ضمه في 1982 قبل أن يصبح قائدا للفريق خلال برهة قصيرة.

أحد أفضل اللاعبين على مستوى العالم في كل العصور، صاحب 365 هدفا على مدى مسيرته، أضحى بلاتيني أول لاعب يفوز بجائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات، حينما كانت الجائزة تقتصر على اللاعبين الأوروبيين.

وعقب اعتزاله اللعب مباشرة، وكان عمره وقتها 32 عاما، بات من الطبيعي أن يدرب بلاتيني منتخب الديوك، لكن القائد الذي لم يحصد قط لقب بطل العالم كلاعب عجز كذلك عن تحقيقه كمدرب.

وقد أجبرت هذه التجربة السلبية بلاتيني على إعادة التفكير، ومنذ ذلك الحين بات بلاتيني يفكر مرتين قبل أن يخوض مغامرة جديدة.

أثناء عمله فئ رئاسة اللجنة المنظمة لمونديال 1998 ، بعد تعيين الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران له في هذا المنصب، فكر بلاتيني للمرة الأولى في الترشح لرئاسة الفيفا حينما كان عرش البرازيلي جواو هافيلانج آيلا للسقوط في 1997.

لكن تجربته مع منتخب فرنسا كانت لا تزال ماثلة في ذهنه، ما دفعه لأن يقرر الانتظار ريثما يتعلم، مفضلا إفساح المجال لـ"صديقه" السويسري جوزيف بلاتر، الذراع اليمنى للملك البرازيلي الذي كان يستعد لتسليم عرش الفيفا.

وشكل بلاتيني وبلاتر منذ ذلك الحين ثنائيا بدا أنه لا نقطة ضعف له، وعلى يد السويسري تعرف بلاتيني على كافة دهاليز إدارة مؤسسة كرة القدم الأبرز عالميا، الفيفا.

وفي 2007 ، قرر بلاتر الترشح لرئاسة الويفا، المؤسسة الأكثر استقلالية وتمردا وشقا لعصا طاعة الفيفا. ووضع الفرنسي كل قدراته للتغلب على منافس قوي هو السويدي لينارد يوهانسون أحد أقوى شخصيات الكرة العالمية والذي لم يكن يرق لبلاتر قط.

وتفجرت مواهب بلاتيني القيادية في سدة الويفا، الذي لطالما كان ينظر إليه باعتباره قطعة شطرنج يحركها رئيس الفيفا، حيث عكف على تطبيق كل ما لقنه إياه أبوه الروحي بلاتر.

بيد أن القيادي الذي لا يتوقف عن الحلم كان يتطلع إلى مزيد من الاستقلالية لتتباعد المسافة بينه وبين معلمه الذي احتفظ من جانبه بالسيطرة على الاتحادات الوطنية الأكثر فقرا، وبشكل ظهر متباينا دائما مع الثقل الاقتصادي لأوروبا.

عمل بلاتيني على اكتساب ود الأندية الأعلى حظوة في أوروبا حيث جمعها فيما يعرف باسم (جي 14)، لذا فقد أعاد البريق المفقود لبطولة الشامبيونز ليج، وفي نفس الوقت أخذ في التقرب للأندية المتواضعة ليرسي فلسفة "اللعب النظيف" المالي من أجل إنهاء تسرب المال بدون رقابة إلى دولة كرة القدم.

ووصلت العلاقة بين الأستاذ وتلميذه النجيب إلى نهايتها في 2010 حينما اختار الفيفا الدول المستضيفة لمونديالي 2018 و2022. لقد قرر الزعيم مسبقا منح النسخة الأولى لروسيا والثانية للولايات المتحدة.

لكن بلاتر قام بالمناورة واستغل كل ثقله ونفوذه ليتمكن من تغيير ما كان مقدرا بواسطة الزعيم بلاتر وتتغير وجهة مونديال 2022 إلى قطر بدلا من الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار حفيظة بلاتر على تابعه المتمرد.

كان بلاتيني قد التقى قبل ذلك بتسعة أيام بقصر الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، بالرئيس الفرنسي وقتذاك نيكولا ساركوزي وهو الاجتماع الذي حضره أمير قطر السابق أيضا حمد بن خليفة آل ثاني. فيما سيعرف بعدها بفضيحة (قطر جيت).

ومنذ ذلك الحين، يتولى نجل بلاتيني قيادة شركة كبرى تابعة لمؤسسة (قطر سبورتس إنفستمنتس) العملاقة التي تستحوذ على أصول نادي باريس سان جيرمان.

وفي 2011 بدا من الواضح أن كلا من بلاتيني وبلاتر يسيران في طريقين متقاطعين، قبل أن ينعكس الطريقان في حرب.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات