حق العودة في مواجهة "الترانسفير"

تم نشره السبت 17 نيسان / أبريل 2010 03:12 صباحاً
حق العودة في مواجهة "الترانسفير"
فهد الخيطان

تصريحات القاضي ودعوات البرغوثي تشكلان الاساس لرؤية اردنية فلسطينية موحدة

بعد يومين من صدور اوامر "الترانسفير" الاسرائيلية, كانت محكمة اسرائيلية تنظر بطعن تقدم به ثمانية من الاسرى الفلسطينيين ممن انهوا محكوميتهم تنوي حكومة نتنياهو ابعادهم الى الاردن. الاسرى الابطال فضلوا البقاء في السجن على الابعاد عن وطنهم, والحكومة الاردنية ابلغت السلطات الاسرائيلية رفضها استقبالهم كما ذكر تقرير لمراسلة الجزيرة من فلسطين جيفارا البديري. والدة احد الاسرى ظهرت في التقرير التلفزيوني تتحدث بعفوية متسائلة "شو النا في الاردن, هذه ارضنا وابني لن يتركها".

مهما امتلكت اسرائيل من قوة فانها لن تستطيع ابعاد فلسطيني واحد اذا ما اتخذ الفلسطينيون موقفا مماثلا لموقف الاسرى, ولا تستطيع قوة في الدنيا ان تجبر الاردن على استقبال المبعدين اذا ظلت متمسكة بالمواقف القوية نفسها التي اطلقها وزير الداخلية نايف القاضي امس الاول. القاضي وبعبارات صريحة لا تقبل التأويل قال ما كان ينتظره الاردنيون والفلسطينيون "لن نسمح بعبور الفلسطينيين قسرا وهذا قرار اردني متخذ منذ زمن".

وخلافا لما يعتقد البعض فان الاردنيين ما زالوا مستعدين للحرب دفاعا عن وطنهم و "على ترابه ترجى الشهادة" كما قال الوزير القاضي, والشعب الفلسطيني يملك من طاقات المقاومة خزانات لا تنضب ولو ان "سلطة دايتون" ترفع يدها عنه لشهدنا من ابنائه الكثير.

ما صرح به القاضي من جرش وما صدر عن المناضل مروان البرغوثي من سجنه في اسرائيل يشكلان في رأيي اساسا جديدا لاستراتيجية اردنية فلسطينية لمواجهة مخططات العدو الصهيوني. القاضي رفض التوطين والابعاد واعلن الاستعداد للمواجهة مهما كلف الثمن, والبرغوثي دعا لتبني خيار المقاومة الشعبية والتخلي عن اوهام السلام مع كيان لا يعرف غير القتل والاستيطان.

اولا ينبغي على الجانبين الاردني والفلسطيني التوقف عن الركض خلف الاوهام, امريكا غير مستعدة للضغط على اسرائيل ونتنياهو لا يقبل بشروط واشنطن والسيد اوباما محبط ويعتقد ان "السلام امر يصعب انجازه". خيار الفلسطينيين اليوم هو في المقاومة الشعبية تلك هي الارضية القادرة على توحيدهم وليس وثيقة القاهرة, والسلطة الفلسطينية بشكلها ودورها الحالي اصبحت عبئا على الشعب وينبغي اعادة تشكيلها كسلطة مقاومة للاحتلال بعيدا عن اوهام سلام فياض.

اما الاردن فعليه ان يرد على ضغوط الابعاد والترانسفير والتوطين بمشروع وطني لاحياء حق العودة. فاذا كانت اسرائيل تخطط لابعاد 50 الف فلسطيني الى الاردن »الان«, فهناك مليون لاجىء في الاردن مستعدون في اي لحظة للتوجه الى الحدود مع فلسطين والقتال في سبيل العودة الى وطنهم.

ينبغي وضع اسرائيل والمجتمع الدولي كله امام هذه المعادلة.

معركة حق العودة هي التي توحد الاردنيين والفلسطينيين في مواجهة العدو الصهيوني... وهي الرد العملي على سياسة الترانسفير وضغوط التوطين وعلى السياسيين "الذين ساروا مع التيار".

الديمغرافيا ليست مأزقا اردنيا فاذا ما احسن صنع السياسة ستكون مأزقا للكيان الصهيوني.

ان احياء حق العودة يتطلب مبادرات رسمية وشعبية واقترح ان تكون البداية في مهرجان وطني عام تشارك فيه الحكومة والى جانبها قادة الاحزاب والهيئات الشعبية في المخيمات والارياف والمدن ونحشد له عشرات الالاف من الاردنيين والفلسطينيين لاعلان موقف واحد ضد الترانسفير والتوطين والتمسك بحق العودة.

وبعد ذلك نؤسس لنشاطات دائمة مستمرة تذكر العدو كل لحظة ان على حدوده القريبة ملايين من ابناء الشعب الفلسطيني مصممين على العودة الى ارض اجدادهم.

معركة حق العودة هي التي توحد الاردنيين والفلسطينيين في مواجهة عدو واحد.

اما الكلام عن التوطين والتعويض وجدل البطاقات والتجنيس فهو الذي يجعلنا منقسمين واقل قدرة على مواجهة "الترانسفير".

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات