سرّ التكتم على قانون الانتخاب!

تم نشره الأحد 18 نيسان / أبريل 2010 05:23 صباحاً
سرّ التكتم على قانون الانتخاب!
جميل النمري

لم يصدر عن أي مسؤول ولو كلمة واحدة حول قانون الانتخاب! وقد بدأ الوقت ينفد، وليس هناك تصريح واحد يشير إلى تصور ما للقانون. لم نسمع مثلا أن هذه الصيغة أو تلك هي قيد النقاش، ولم يخرج أحد ليقول إن المعايير التي ستحدد صياغة القانون هي كذا وكذا !

لماذا هذا التكتم؟! في الحقيقة، هو ليس التكتم بل الفراغ، فمعظم الوزراء لا يعتبرون أن هذا شأنهم، والباقي إمّا أنهم بلا رأي أو يتحفظون في إبداء أي رأي، أو لا يشعرون أنهم مخولون بطرح رأي. ونحن نعرف فقط أن لدى وزارة التنمية السياسية تصورا ما، لا تطرحه علنا ولا نعرف موقعه في النقاش، بل ما إذا وضع أصلا على طاولة النقاش !

وليس هناك أي وضوح حول الطريقة التي سوف يتمّ بها البت في القرار! هل سيتمّ عرض تصور ما أو أكثر (حين ينضج!) للحوار العام؟ هل ستكون هناك جلسات مع مختصّين لمناقشة بدائل معينة؟ هل ستوضع معايير تقاس عليها البدائل؟ هل سيوضع أكثر من بديل أمام مجلس الوزراء أو اللجنة الوزارية المختصّة مع توصيات حول ميزات وسلبيات كل اقتراح، أم سنفيق ذات صباح فتطلق علينا المفاجأة كما تطلق الحمامة من منديل الساحر؟!

نحن لا نتحدث عن الجوانب الإجرائية التي تضمن سلاسة ونزاهة وشفافية الانتخابات، بل عن فحوى النظام الانتخابي، وأقصى ما يمكن أن تسمعه إذا بادرت لفتح الموضوع هو الدفاع عن الصوت الواحد؛ لكن أي صوت واحد، هل هو النظام الحالي؟ فهناك عدّة أنظمة بالصوت الواحد، وحتّى النظام المختلط الذي يجمع بين التمثيل الفردي للدوائر والتمثيل النسبي للقوائم، يمكن أن يتمّ بالصوت الواحد. أمّا تقسيم الدوائر فلا يعلن عن أي توجه يمكن مناقشته سلبا أو إيجابا.

يريد جلالة الملك قانونا يرضي الناس ويقنع النخب بتجديد حقيقي في الحياة السياسية وفي نوعية التمثيل، فمن يتحمل هذه المسؤولية؟! ولا ندري إذا ظهر مشروع قانون من سيتولى شرحه والدفاع عنه وإقناع الجمهور به؟

مؤخرا بدأت تتسرب أخبار عن صيغة ما مطروحة على الطاولة، هي تصغير الدوائر إلى دائرة لكل مقعد، وربما بطريقة "الدوائر الوهمية" التي أشرنا إليها في مقال سابق! فهل هذا هو الردّ على التحدّي الذي طرحته أحداث جامعة البلقاء وسوابقها، من حوادث تشي بتدهور خطير في النسيج الاجتماعي والقيمي يجرف الشباب؟ وما هو التقدم الذي يحققه هذا التعديل اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا؟ ولو وضعنا قائمة بسلبيات النظام الراهن من تفتت الأصوات وهدرها والانكفاء العشائري ونيابة الخدمات والواسطة والمحسوبية وإعاقة التنمية السياسية؛ فأي منها على الإطلاق يعالجها هذا التعديل؟! طبعا هذه أسئلة ستسقط في فراغ، فلا أحد يدّعي أصلا تبني هذا الاقتراح أو غيره ليدافع عنه ويشرحه!!  

الغد


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات