امبراطورية الاكاذيب الامريكية

لا اقصد كتاب الزميل نبال خماش وهو كتاب مهم ويشكل مرجعية لمجمل الخطاب الاعلامي الامريكي, بل مجموعة من المواقف الامريكية الاخيرة التي تظهر فساد هذا الخطاب واكاذيبه الديمقراطية ومن ذلك:
1- مشروع القانون الامريكي رقم 2278 للحد من حرية التعبير في الوطن العربي والذي لم يقتصر على تحريض البلدان العربية وغير العربية على اغلاق المحطات الفضائية والاذاعية والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية التي تتناقض والمصالح الامريكية, بل امتد الى تفاصيل التفاصيل في المناهج والحياة العربية العامة.
والمفارقة هنا ان الامريكان الذين حاولوا ملء الفراغ الناجم عن الانهيار السو ييتي بانتاج خطاب يتحدث عن الاصلاح والحاكمية والحوكمة والحكم الرشيد واستبدال (الدولة المارقة والفاشلة) بدول ليبرالية.. سرعان ما تراجعوا عن هذا الخطاب بعد ان قادتهم تجارب صناديق الاقتراع الى قوى معارضة لهم, وتذكروا حينها فلاسفتهم الذين فاقوا النازية, مثل شتراوس الذي ربط الديمقراطية بنجاح (ديمقراطيين على المقياس الامريكي) وهو ما يذكر ايضا بفلاسفة البراغماتية الامريكيين الاخرين (ديوي- بيرس- جيمس), (فالحقيقي هو ما ينفع هذه المصالح).
وهو ما يذكرنا ايضا بما كتبناه عن ان اكبر معيق للديمقراطية في المنطقة هو الوجود الصهيوني, فما دام هذا الوجود مستمرا لن تسمح امريكا بانتخابات ديمقراطية قد تؤدي الى الغاء المعاهدات التي فرضها العدو الصهيوني وامريكا على اطراف عربية عديدة.
2- من اكرانيا الى جورجيا الى قرغيزيا الى عشرات الثورات الملونة (البرتقالية وغيرها) التي نظمتها المخابرات الامريكية وسقطت تباعا وفي انتخابات ديمقراطية وثورات شعبية حقيقية, فان القاسم المشترك في قادة الثورات البرتقالية المضادة المذكورة, هو الفساد ونهب المال باسم الخصخصة والسوق والليبرالية السياسية بل انه كما اظهرت كل التجارب العربية والعالمية فان كل الذين اشرفوا على برامج وصناديق الخصخصة صاروا عناوين للفساد واللصوصية.
ومثلهم فساد جماعات حقوق الانسان ومراكز الدراسات الخاصة (غير الحكومية) التي تبين انها اذرعة امريكية للفوضى الهدامة وليس لبناء دول ديمقراطية على انقاض الدول الشمولية.
3- اما المفارقة الثالثة في ماكينة الخطاب الامريكي الليبرالي المزعوم فهي مفارقة طريفة في الواقع وتتعلق باللحى من جهة وغطاء الرأس من جهة ثانية, فاذا اصبحت لحى الاسلاميين رمزا للارهاب ماذا عن لحية الرئيس الامريكي الاسبق, ابراهام لنكولن, نموذج الرئيس اوباما, وماذا عن لحى العلمانيين الطويلة, دارون وفرويد وماذا عن لحية المخرج اليهودي الامريكي سبيلبرغ بل وماذا عن لحى البطاركة والمطارنة ... الخ.
اما الحجاب او غطاء الرأس عند النساء المسلمات فيعود في اصله للسيدة مريم وقبلها لخادمات المعابد الوثنية.0
العرب اليوم