طلبتنا وجامعاتنا والحاجة الى بعض القطران

تم نشره الأحد 18 نيسان / أبريل 2010 05:31 صباحاً
طلبتنا وجامعاتنا والحاجة الى بعض القطران
خالد محادين
عشرات المقالات كتبت في الماضي، وعشرات المقالات تكتب الآن، وستكتب عشرات المقالات مستقبلاً، وموضوعها مجتمعة ما حدث ويحدث وسيحدث داخل جامعاتنا وخلف اسوارها، وأعرف ان كل مقال جديد - بما فيها مقالتي - لن تقدم حلولاً ما لم نكن واضحين في الحديث عن المشكلة وجريئين في الوقوف مع مقدماتها وتفاصيلها ونتائجها، وجادين بكل مسؤولية لا في السعي لانقاذ جامعاتنا بل وحماية مستقبل وطننا.

وأطرح بداية السؤال الذي نبحث عن اجابته لا لنعرفها بل للوقوف معها والعمل لتصويب تفاصيلها: هل هناك علاقة صحية بين طلبتنا الجامعيين وبين اساتذتهم؟ ,ابادر الى القول - والمسألة مطروحة للنقاش - أن لا علاقة حقيقية وسليمة بين الطالب الجامعي والاستاذ الجامعي، وانها وان وجدت فانها لا تقوم على ما يفترض ان تقوم عليه من احترام متبادل وثقة متبادلة ينهضان على قاعدة ان الاستاذ هنا هو الأخ الاكبر لكل طلبته والأب الحقيقي لهم، وادارات الجامعات تعرف هذه الحقيقة، وحتى لو تجاهلتها فان النتيجة واحدة ثقة مفقودة واحترام متبادل غير موجود، والأمر الطبيعي ان يؤدي هذا الواقع المعاش الى نتيجتين تسيران جنباً الى جنب هما باختصار اهمال من الاستاد لطلبته وعدم احترام من الطالب لاساتذته، وهنا ينعدم كل تأثير للاستاذ على الشباب والشابات الذين اودعهم الوطن لحرم الجامعة كي يعدهم اعداداً وطنياً وقومياً ودينياً وانسانياً، لا يترك الطلبة يعانون فقدانا للحوار وفقداناً للمواطنة وفقداناً للكثير من الضوابط الاخلاقية التي تشكل شخصية الطالب - المواطن قبل ان يندفع نحو خدمة وطنه وشعبه.

وقد تلقيت مباشرة حالات تذهلك تفاصيلها، فالاستاذ الذي يتعمد اسقاط طالبة جامعية لانها خاطبته بلفظة دكتور فيرد عليها بعصبية: انا الاستاذ الدكتور، او اسقاط طالب متعمداً لانه اغفل في مخاطبة استاذه الاشارة الى منصبه السابق كوزير فلم يخاطبه قائلاً: معالي الاستاذ الدكتور، كما ان طلبة عانوا الامرين وهم يقدمون على مناقشة اساتذتهم الذين يعتبرون مناقشة طلبتهم لهم محاولة لتأكيد قدرة لديهم يفترض ان تكون لاساتذته فقط، وعلاقة الطالب الجامعي باستاذه الجامعي تبدأ مع بداية المحاضرة وتنتهي مع نهايتها، ويصعب تصور استقبال الاساتذة لطلبتهم في مكاتبهم او الجلوس معهم في اوقات فراغهم او تعمد الحوار فيما بينهم كلما سنحت فرصة لهذا، وهكذا تحول الاساتذة في غالبتيهم وفي غالبية جامعاتنا الى محاضرين عن بعد والخسارة هنا مزدوجة للمدرس وللطالب وربما لا ابالغ عندما اقول ان انعدام مثل هذه العلاقة يؤدي الى انعدام مثل هذه العلاقة بين الطلبة انفسهم، لذا لا حوارات ولا مناقشات ولا ندوات ولا جلسات عصف ذهني بين الطلبة باشراف مدرسيهم او دون اشرافهم، ومن هنا تطفو على السطح كل الخلافات والاختلافات والعصبيات التي لا تقوم على امر نبيل.

لقد كتبت الاسبوع الماضي اننا نسعى دائماً الى تحميل ابنائنا في الجامعات مسؤولية اهمالنا لهم، ولأن التعليم تربية تبدأ من الصفوف الاولى وتتواصل حتى نهاية المرحلة الجامعية، فان هذه هي الوسيلة لجعل التطبع الحضاري يمحو الطبع التشنجي في الدفاع عن ولاءات تقود الى الخلاف والفتنة، وتجمع الطلبة على مفهوم ان المواطنة رسالة وليست مهنة، وان تشذيبها مسؤولية المجتمع كله والا بقي الجسم المعوج يبسط على الارض ظلاً معوجاً وعندما نحاول اصلاح اعوجاجه بعد فوات الاوان تنتهي المحاولة الى الكسر والتشويه . وابناؤنا قوارير وارفف واشرطة تسجيل ودسكات، ما نملأها به سيكون ما يحدد للوطن سيرته ومسيرته، خاصة وان التقدم التقني ووسائل الاتصال وتداخل الطرق لم يترك الكثير للآباء كي يسهموا به في تنشئة ابنائهم وهو ما يجعل المدرسة والجامعة معسكرات التدريب الحقيقية والمهمة التي من خلال الالتحاق بها والاستفادة منها والتخرج بعد هذا نعد للوطن كتائب الخير والصدق والشجاعة والايثار وجعل خدمة التراب واهله عبادة حقيقية تمكن من تجاوز المعيقات والصعود الى القمة وتحول الشعب كله الى أسرة واحدة متحابة وعاملة وقادرة على صنع المعجزات.

الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات