الاغتيال العاشر للبغدادي

تم نشره الثلاثاء 20 نيسان / أبريل 2010 04:07 صباحاً
الاغتيال العاشر للبغدادي
ياسر أبوهلالة

اشتهر مستشار الأمن القومي السابق في العراق موفق الربيعي بمؤتمراته الصحافية التي يعلن فيها اغتيال أو اعتقال المطلوبين البارزين. بيد أن ذلك لم يشفع له في الانتخابات الأخيرة، وعد من أبرز الخاسرين فيها، إذ حصل على زهاء خمسمائة صوت.

وفي مؤتمراته تلك كان أبو عمر البغدادي أمير دولة العراق الإسلامية وأبو أيوب المصري من أبرز قصص النجاح الأمني المتكرر. وفي إحدى الاعتقالات لأبي عمر البغدادي أجرى لقاء مطولا مع قناة العراقية، وتحدث بلغة ركيكة عن إرهابه وأشاد بالنجاحات الأمنية التي تحققت.

اليوم، يعود نوري المالكي، رئيس تحالف دولة القانون، إلى تلك المؤتمرات ويعلن التمكن من البغدادي والمصري في "حفرة" قرب بحيرة الثرثار. وكأنها إعادة إنتاج لعملية القبض على صدام حسين مع فارق أنهما قتلا. وسواء صحت معلومات المالكي أم كانت مجرد مواصلة لمؤتمرات الربيعي فإن المصنع الذي أنتج البغدادي والمصري ما يزال عاملا بكامل طاقته.

لا يشكل المؤتمر الصحافي للمالكي الفصل الأخير من حكاية القاعدة في العراق، وستتواصل المشاهد الدامية التي تعقبها مؤتمرات صحافية تحتفل بالقبض على المجرمين الذين يرتبطون بـ"دول مجاورة" وفلول "الارهاب الصدامي"، فالمواد الخام التي يعتمد عليها المصنع متوافرة.

الاحتلال الأميركي، يشكل أهم المواد، فآلاف من العرب والعراقيين جذبتهم القاعدة باعتبارها جهادا ضد عدو احتل أرض الإسلام، وبعد السقوط دفعت فظاعات الاحتلال، سواء بحق العراقي في الشارع أم بحق المعتقلين في أبو غريب، كثيرين إلى الانتقام من خلال الانتظام في أكثر الجماعات عداوة للأميركيين.

كذلك الانقسام الطائفي، فقد شكل انهيار نظام صدام حسين بنظر كثيرين نهاية لحكم السنة التاريخي لأرض الرافدين، نظر كثير من الشيعة إلى أنفسهم أنهم منتصرون بعد الاحتلال، في المقابل اعتبر السنة أنفسهم طائفة مهزومة.

فشل الدولة العراقية ما بعد الاحتلال يشكل المادة الخام الثالثة لمنتج القاعدة، فتلك الدولة مارست أبشع أشكال الممارسة الطائفية، وفي ظل "دولة القانون" تم قتل وتهجير خيرة كفاءات السنة، ولم يكن تصرف المالكي ولا الجعفري من قبله سياسة وطنية غير طائفية، والدولة التي ظلت قادرة على تنفيذ العمليات الأمنية والعسكرية ضد خصومها، لم تستطع إلى اليوم إعادة بيت سني مهجر في مناطق مختلطة، ولا تستطيع الحكومة إخفاء الخرائط الجديدة لبغداد وغيرها من المدن العراقية التي تمت تصفية وتهميش الوجود السني فيها.

لقد كان فوز القائمة العراقية رسالة سنية إلى العراقيين بأن الطائفة السنية ليست طائفية، في المقابل يمعن المالكي في طائفيته مغترا بقوة "دولة القانون".

مشكلة المالكي لا تختلف عن مشكلة البغدادي. فلا الأول نجح في إقامة دولة القانون ولا البغدادي نجح في إقامة دولة العراق الإسلامية، مقابل فشلهما نجحت طوائف العراق جميعا في هزيمة "الدولة"، قيمة جامعة للمواطنين على أرضها.

الغد


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات