ماذا فعلتم بالاردنيين؟

تم نشره الخميس 22nd نيسان / أبريل 2010 05:21 صباحاً
ماذا فعلتم بالاردنيين؟
فهد الخيطان

المجتمع عالق في الفراغ خسر البنى القديمة ولم يطل الجديد

لم تشذ تطورات الاحداث المؤسفة في بلدة الجديدة بمحافظة الكرك عما سبق من احداث في مدن وبلدات اردنية اخرى. فقد اصبح حرق المنازل وتهجير العائلات سلوكا ملازما لكل جريمة قتل تقع, وصار على قوات الدرك ان تتواجد اياما واسابيع لتفصل بين العشائر المتحاربة وتحمي ما تبقى من ممتلكات. وفي الصدامات العشائرية لم تعد تميز بين سلوك المتعلمين والعامة فقد ترى استاذا او محاميا يشارك في اعمال الشغب وحرق المنازل او يستل سلاحه لأخذ القانون بيده. ووسط هذه الحالة يجد المئات من الابرياء انفسهم طرفا في خلاف شخصي وعليهم ان يهجروا منازلهم ومدارسهم واعمالهم ويرحلوا الى مكان بعيد.

كان شيئا من هذا يحدث قبل عقود, والطامة الكبرى انه يعود بقوة اكبر بعد زمن من التحديث والتطوير وبناء "دولة المؤسسات والقانون", هل كل ما انجزناه في العقود الاخيرة كان وهما سرعان ما تبدد, ام اننا في ردتنا الى الهويات الفرعية والولاءات الضيقة نهدم ما بيننا؟

يبدو ان شيئا من هذا او ذاك حصل لنا ففقدنا صوابنا على هذا النحو الفظيع فلا شيوخ العشائر قادرين على احتواء المشاجرات العشائرية ولا قوات الامن قادرة على فرض القانون وتدارك التداعيات. واشعر اليوم ان المجتمع الاردني برمته عالق في الفراغ فهو من جهة غير قادر على استعادة دور العشيرة التقليدي بعد سلسلة التحولات الاجتماعية والاقتصادية الاخيرة وهو من جهة اخرى عاجز عن التقدم نحو بناء دولة المواطنة وحكم القانون ولذلك يشعر الناس انهم يعيشون في الفراغ حيث يسود قانون الغاب وشريعة القوي والنافذ والمدعوم لا بل والفاسد.

صحيح ان المجتمع شهد تحولات عميقة وتطورت قدرات افراده ومستواهم التعليمي وبدأت ملامح "مدنية" في التشكل. لكن الدولة قطعت الحبل في الناس وقررت الالتفاف على شعارات الاصلاح والتحديث التي اصبحت بالنسبة لغالبية الناس عنوانا لسياسات الافقار والتهميش والفساد وخلف هذا الدفع حالة من الاحباط واليأس والتطرف تتبدى بشكل جلي في سلوكهم اليومي وعلاقاتهم الاجتماعية ومواقفهم تجاه القضايا العامة.

ينظر غالبية الاردنيين الى المستقبل بسلبية عالية, لم يعودوا يثقون بالحكومات ولا بشيوخ العشائر, فقدوا الثقة بالرموز وبالقانون, وصاروا سلبيين اكثر من اي وقت مضى واقل ايمانا بقيم العمل والولاء والشعور الوطني, محكومين بروح عصبية ضيقة لم نشهد مثلها من قبل, صار بيننا اقليميون وطائفيون وعنصريون.

ماذا فعلتم بالاردنيين حتى صاروا يقتلون بعضهم بعضا بهذه السهولة؟!

العرب اليوم



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات