بين الطب والسياسة
تم نشره الجمعة 23rd نيسان / أبريل 2010 04:55 صباحاً

د. فهد الفانك
مر وقت كانت كتابة المذكرات شبه ممنوعة ، صراحة أو ضمناً ، وخاصة إذا كانت متعلقة بالسياسة ، فلم يكن من المرغوب فيه فتح ملفات الماضي بخيره وشره ، فنحن أبناء اليوم وعفا الله عما مضى.
أصبحنا الآن نقرأ من وقت لآخر مذكرات لأشخاص لعبوا دوراً في الحياة العامة ، ومع ذلك فما زال كتاب المذكرات ’ينظر إليهم شزراً ، وفي بعض الحالات تصادر المذكرات أو يمنع طبعها أو توزيعها بحجة حساسية الموضوع.
وإذا صح أن الإنسان حيوان ذو تاريخ ، وأن المذكرات تعتبر مسودة أولى للتاريخ ، فلا بد من تشجيع الشخصيات القيادية على كتابة مذكراتها ، للاستفادة من تجاربها ، وعدم تكرار أخطائها ، ولأن المعرفة الإنسانية تراكمية ، مما يضمن التقدم والارتقاء.
مذكرات الدكتور زيد حمزة (بين الطب والسياسة) خطوة بالاتجاه الصحيح ، ويبدو واضحاً أنه كتبها بنفسه ، ولم يستعن بكاتب محترف كما يفعل سياسيون لا يتقنون فن التعبير.
لست ناقداً أدبياً لأقرأ المذكرات قراءة نقدية ، ولست متأكداً من أن صاحبها قصد أن تكون قطعة أدبية ، تتقيد بفن ومنهج كتابة المذكرات ، كالبدء بحدث هام مثل المفاجأة بتعيينه وزيراً ، أو خطف رئاسة حزب التقدم والعدالة منه ، أو لجوء أخيه سهل قائد سلاح الجو الأردني إلى القاهرة بطائرته.
استمتعت بشكل خاص بملامح الهزة الثقافية لطالب أردني ذهب إلى القاهرة قبل 60 عاماً وشعر بالانبهار وهو يقارن بين تواضع مدينته عمان وفخامة القاهرة آنذاك ، والمناخ السياسي الساخن بين الطلبة الأردنيين والفلسطينيين في مرحلة كان النشاط الحزبي في الأوج ، ذلك أنني مررت بتجربة مماثلة بعد فترة قصيرة لم تتغير خلالها القاهرة ومناخاتها كثيراً.
مذكرات الدكتور زيد حمزة تتناول الجانب الشخصي في بيئة العمل العام. ومثل كل كتـّاب المذكرات كان الدكتور حمزة دائماً على حق ، ولم يرتكب خطأ يندم عليه ، وقد أثبتت الأيام صحة رؤيته ، ومع ذلك فإن قارئ المذكرات يحس بصدق الكاتب الذي لم يدّعِ ِبطولات مصطنعة ، أو إنجازات وهمية ، ولكنه تصرف وفق قناعاته ، بروحية علمية منفتحة.
قارئ مذكرات الدكتور حمزة يخـرج باستنتاج أنه إنسان خاص ومتميز ، طبيب اختصاصي يملك حساً سياسياً وثقافياً وصحفياً ، ويكتب عموداً أسبوعياً في (الرأي) يطرح أفكاراً جادة ، تنفع المواطن والمسؤول ، وتستحق الاهتمام ، وتجمع بين اللمسات الشخصية والقضايا العامة.
أصبحنا الآن نقرأ من وقت لآخر مذكرات لأشخاص لعبوا دوراً في الحياة العامة ، ومع ذلك فما زال كتاب المذكرات ’ينظر إليهم شزراً ، وفي بعض الحالات تصادر المذكرات أو يمنع طبعها أو توزيعها بحجة حساسية الموضوع.
وإذا صح أن الإنسان حيوان ذو تاريخ ، وأن المذكرات تعتبر مسودة أولى للتاريخ ، فلا بد من تشجيع الشخصيات القيادية على كتابة مذكراتها ، للاستفادة من تجاربها ، وعدم تكرار أخطائها ، ولأن المعرفة الإنسانية تراكمية ، مما يضمن التقدم والارتقاء.
مذكرات الدكتور زيد حمزة (بين الطب والسياسة) خطوة بالاتجاه الصحيح ، ويبدو واضحاً أنه كتبها بنفسه ، ولم يستعن بكاتب محترف كما يفعل سياسيون لا يتقنون فن التعبير.
لست ناقداً أدبياً لأقرأ المذكرات قراءة نقدية ، ولست متأكداً من أن صاحبها قصد أن تكون قطعة أدبية ، تتقيد بفن ومنهج كتابة المذكرات ، كالبدء بحدث هام مثل المفاجأة بتعيينه وزيراً ، أو خطف رئاسة حزب التقدم والعدالة منه ، أو لجوء أخيه سهل قائد سلاح الجو الأردني إلى القاهرة بطائرته.
استمتعت بشكل خاص بملامح الهزة الثقافية لطالب أردني ذهب إلى القاهرة قبل 60 عاماً وشعر بالانبهار وهو يقارن بين تواضع مدينته عمان وفخامة القاهرة آنذاك ، والمناخ السياسي الساخن بين الطلبة الأردنيين والفلسطينيين في مرحلة كان النشاط الحزبي في الأوج ، ذلك أنني مررت بتجربة مماثلة بعد فترة قصيرة لم تتغير خلالها القاهرة ومناخاتها كثيراً.
مذكرات الدكتور زيد حمزة تتناول الجانب الشخصي في بيئة العمل العام. ومثل كل كتـّاب المذكرات كان الدكتور حمزة دائماً على حق ، ولم يرتكب خطأ يندم عليه ، وقد أثبتت الأيام صحة رؤيته ، ومع ذلك فإن قارئ المذكرات يحس بصدق الكاتب الذي لم يدّعِ ِبطولات مصطنعة ، أو إنجازات وهمية ، ولكنه تصرف وفق قناعاته ، بروحية علمية منفتحة.
قارئ مذكرات الدكتور حمزة يخـرج باستنتاج أنه إنسان خاص ومتميز ، طبيب اختصاصي يملك حساً سياسياً وثقافياً وصحفياً ، ويكتب عموداً أسبوعياً في (الرأي) يطرح أفكاراً جادة ، تنفع المواطن والمسؤول ، وتستحق الاهتمام ، وتجمع بين اللمسات الشخصية والقضايا العامة.
الراي