حدود مدججة بالسكان

امعنوا النظر جيدا في تداعيات الصراع العربي - الصهيوني وعلاقته بالحدود التي تحيط بفلسطين العربية التي تحتلها العصابات اليهودية منذ عام 1948 وتقيم عليها دولة نازية اجرامية في خدمة المتروبولات الاستعمارية الرأسمالية, البريطانية ثم الامريكية...
فمقابل تجمعات سكانية كثيفة مع لبنان وغزة والاردن, هناك سيناء مع مصر ومرتفعات الجولان شبه الفارغة من السكان.
وحيث فشل العدو الصهيوني في جنوب لبنان وغزة وتلقى اول هزائمه في الكرامة شرق النهر بعد عدوان حزيران ,1967 فلا يزال يحتل الجولان السورية فيما اشترط لانسحابه من سيناء ان تظل منطقة عازلة فارغة من الناس والجيوش باستثناء بضعة الاف من رجال الشرطة, كما ان اكثر احزابه (اعتدالا) تشترط لأي تفاهم مع سورية التطبيع الكامل مقابل جولان منزوعة السلاح والسكان, وهو ما يستدعي التأمل في الملاحظة التالية: ان المعركة الحقيقية مع هذا العدو تقررها الشعوب قبل اي شيء آخر, لذلك تقوم استراتيجية العدو على اخراج هذه الشعوب من المعركة. فكلما اخفقت او تخلت الحكومات العربية عن واجبها الاول في الاشتباك مع هذا العدو, افرزت الشعوب مقاومات مسلحة الحقت به خسائر فادحة في كل مرة ولا بأس ان نتذكر ان عبد الناصر الذي أخفق في حزيران ,1967 صمد امام العدوان الثلاثي الصهيوني - البريطاني - الفرنسي 1956 عبر المقاومة الشعبية في السويس.
ولا تزال بطولات حزب الله في جنوب لبنان 2006 و 2000 وبطولات اهل غزة ماثلة في الاذهان, كما خسر الغزاة الامريكيون في الفلوجة والنجف والانبار وبغداد اكثر مما خسروا في اطراف الصحراء العراقية.
وعليه اولا, من المؤكد ان العدو الصهيوني لا ينظر بعين الارتياح للشريط السكاني الطويل الذي يمتد عبر المرتفعات الجبلية الاردنية على طول المنطقة التي تشرف على وادي الاردن, ذلك ان اطماعه لم تتوقف في كل هذه المنطقة, فالارض الموعودة المزعومة في مخططاته تمتد من البحر الى هذه المرتفعات وهو ما يعرف في ادبياته ايضا بمساري ابراهيم وموسى ومن المؤكد ان لديه مخططات ما لذلك من توسيع المحميات مؤقتا الى الاحتلال المباشر لاحقا.
وعليه ثانيا, ان المطلوب مصريا هو نقل ملايين المصريين وتوطينهم في سيناء بدلا من تخويفهم بمشاريع للتوطين الفلسطيني في العريش واستخدام ذلك لتشديد الحصار على غزة.. كما ان المطلوب سوريا, بصرف النظر عن رفضنا لكل اشكال التعايش مع هذا العدو, هو ان ترفض دمشق اية شروط صهيونية لتفريغ الجولان من السكان العرب.
العرب اليوم