تعثر التنمية في البادية الأردنية

تم نشره السبت 24 نيسان / أبريل 2010 11:25 صباحاً
تعثر التنمية في البادية الأردنية
فيصل المعيوف السرحان

 نظرا ً لخصوصية المشاكل التنموية التي تطرح بالبادية الأردنية والمردودية الهزيلة لغالبية المشاريع التي أقيمت فيها، دفعت بجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه إلى بلورة فكر جديد اتجاه البادية، تمثل في \"تنمية مناطق البادية \" وتجسد ذلك في تأسيس صندوق خاص تناط إليه مسؤولية \"تنميتها \" وهو ما يعرف باسم الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الأردنية، وكانت الغاية منه تحقيق التنمية المنشودة في مختلف مناطق البادية وتحسين المستوى المعيشي لأبنائها واستثمار قدراتهم وإمكاناتهم البشرية. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هذا الصندوق لم يأتِ بالغرض المراد أو كما أراده صاحب الجلالة. فالكثير من أبناء البادية يتسألون ما الذي أنجزه هذا الصندوق؟ والإجابة واضحة، بأن المشاريع التي أنجزت كانت غير مجدية ولم تحقق الهدف المرجو منها، كمشروع المحمدية( البرنامج الوطني لزراعة الأعلاف) الذي كلف الدولة مبالغ طائلة( أقيم هذا المشروع في البادية الجنوبية بالمحمدية على تربة ترتفع فيها نسب الملوحة، كما أن الآبار التي حفرت للمشروع أدت إلى نضوب الآبار التي تقع إلى الغرب منه والتي يعتمد عليها أبناء المجتمع المحلي للمزروعات الخاصة، مع العلم بأن هذا المشروع كانت إنتاجيته أقل من المتوقع).

وفي ضوء ما سبق، فقد تلقت البادية ولا تزال طعنات عدة، بسبب الإخفاقات في المشاريع التنموية التي كانت تشرف عليها الجهات المسؤولة عن البادية( صندوق تنمية البادية، ومركز بحث وتطوير البادية الأردنية). فالقائمين على تلك المشاريع يحاولون تغطية الإخفاق بحلو اللفظ ومعسول الكلام ودغدغة العواطف ونثر الآمال، وتحضرني مقولة \" أن كل مسؤول مدعو للتضحية في سبيل وطنه، ولكن ليس من أحد مضطرا ً لتبرير الإخفاق في سبيل الوطن \".

فالبادية الأردنية ما هي إلا جزء من المملكة الأردنية الهاشمية، التي كشف تشخيص واقع الحال بها خلال الوقت الراهن إلى واقع مخيف، فهي اليوم تعيش أوضاع صعبة، فجميع المؤشرات تحيلنا على واقع مرعب( التعليم، والصحة، والماء، والطرق...الخ) إضافة إلى أن معظم المشاريع التنموية لم تبنَ على استراتيجيات واضحة، مما جعلها تتسم بالضعف.

وبناء على ما سبق، يمكن القول بأن دور الصندوق يبقى محدودا ً في تحقيق التنمية، ويعيش أزمة ضعف التأطير البشري كما ً ونوعا ً وهذا ما أنعكس على أدائه، كما أن البادية الأردنية تبقى في مجملها غير مهيكلة بطريقة مركزة بصورة ذاتية، الأمر الذي يتطلب التدخل الاستعجالي لإعادة الاعتبار للبادية ولأبنائها، وهنا ينبغي على الحكومة أن تعلن مبادرة للتنمية يتم توجيهها للبادية، بحيث تتوخى رد الاعتبار لهذا الوسط المهمش عبر البرامج الآتية: برنامج محاربة الفقر، وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي، وبرنامج محاربة التهميش، والبرنامج الأفقي الذي يكون بمثابة برنامج لدعم العمليات ذات الوقع الكبير على التنمية البشرية على صعيد السكان، وذلك من خلال اقتراح مشاريع على مستوى مناطق البادية.

faisal_mayouf@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات