المسؤولون السابقون .. عبقرية مابعد الموقع!

تم نشره الأحد 25 نيسان / أبريل 2010 02:50 مساءً
المسؤولون السابقون .. عبقرية مابعد الموقع!
ماهر ابو طير

تأتي "ساعة القدر" من حيث لايحتسب المسؤول لدينا فيرحل من موقعه الى منزله متقاعدا ترافقه "الزفة" مابين من ينتقده او يُصفق له ويتباكى عليه باعتباره "خسارة وطنية".

المثير في هذا الصدد اضافة الى محاولة نهشنا لكل مسؤول سابق مايفعله ذات المسؤول السابق بإرادته. اذا عُدنا الى ارشيف معظم المسؤولين السابقين وخصوصا الكبار وماصّرحوا به بعد خروجهم في مقابلات او مقالات او ندوات أومحاضرات نكتشف ان هؤلاء اصبحت لديهم وصفات سحرية لحل مشاكل البلد. الكل يُدلي بدلوه مقترحاً وناقداً ومُشخصاً. السؤال الذي يتولد من رحم اللحظة يقول... اين كانت هذه العبقريات وانتم في مواقع المسؤولية ؟؟ ولماذا جاهدنا معكم "الجهاد الاكبر" و"الجهاد الاصغر" في حالات من اجل اقناعكم بالصح والصحيح فلم تسمعونا ولم تتوقفوا عندنا حتى باعتبارنا "موقف حافلة" على الطريق ؟؟

المشهد له ظلال متعددة لايجوز من حيث المبدأ نهش سمعة كل مسؤول سابق ، وفرد لحمه على المشرحة الاجتماعية وتقطيعه واتهامه في سمعته وذمته المالية واخلاقياته. علينا ان نتعامل مع الحالات بشكل فردي دون تعميم. هذا من جهة ومن جهة اخرى تأبى اكثرية من المسؤولين السابقين ، الا ان تأتي بنفسها الى هذه "المشرحة" فتفتي في الشأن العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. من حق المسؤول السابق ان يتحدث في قضايا البلد ويقترح الحل والحلول ، من خبرته او لكونه مثل اي مواطن عادي ، غير انه ليس من حقه ان يقدم نفسه باعتباره "عبقرية" الالفية الثالثة وأنه المنقد والمخلص و"المهدي" في الحكومات ، لاننا عندها سنسأله عما فعل خلال وجوده في موقعه ولماذا قصّر في الاداء ولماذا لم يُطبق حلوله العبقرية وهو في موقعه وهل استرد الذكاء او الضمير او الهمة العالية بشكل متأخر ؟؟؟ لمثل هذه الاسباب لم يعد هناك اردني واحد يثق بمعظم المسؤولين السابقين او العاملين ، لان الاردني بات يعرف ان المسؤول وهو عامل يكون من طينة اخرى وحين يُصبح سابقا يفيض علينا من حلوله مثل ماء الطريق الصحراوي سراب يتبدى ولاندى خلفه.

هكذا اذن هي القصة ما أصعب الفعل و ما أسهل الكلام لانضيق بالمسؤولين السابقين .القصة تتعلق بالمنطق الذي يفرضه الموقع. هذا المنطق يجب ان يكون حاضرا خلال وجود المسؤول او بعد خروجه. لماذا في حالات اخرى يخرج المسؤول لدينا من موقعه لعام او لعامين فيكتشف ان الاضواء خفتت فيذهب الى المقدمة مسببا صوتا عاليا وجلبة وضجيجا من اجل لفت الانظار اليه ؟؟ كما ان بعض المسؤولين السابقين لدينا هم من خرجوا وذهبوا الى مدارات اخرى ولم تنته الحياة عند قصة الموقع ولم يدّعوا بأثر رجعي ان الحلول كانت في جيوبهم غير انهم لم يتذكروها الا بعد خروجهم وكأننا شعب بلا ذاكرة يمكن اعادة برمجتها كل يوم بكل سهولة. ليتحدث اي مسؤول سابق لاضير دون ان يطرح نفسه منقذا او عبقريا عندها قد يكون مُحتملا ومحمولا.

لانحرم الناس من حق الكلام غير ان عليهم ان يعطونا حق الكلام والسؤال ايضا والا فليجلس كل واحد في بيته مختصرا كل هذه المواجهات والمطاحنات ولان لا احد يُصدق العبقريات التي تتفجر فجأة بعد الخروج من الموقع.

ما أسهل الكلام وما أصعب الفعل.

mtair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات