حديث في القصر الملكي

وفقا لمنطوق مسؤول رفيع المستوى في القصر الملكي ، فان الانتخابات النيابية ستجري في الربع الاخير ، ولا تأجيل لهذه الانتخابات ، على عكس ما يتوقعه البعض.
يقول هذا المسؤول ان الملك أكد مرارا على عقد الانتخابات النيابية ، وعلى ضرورة اجراء الحكومة للانتخابات في موعدها ، في الربع الاخير من العام الجاري ، مشيرا الى ان الحكومة ملتزمة بتوجيه الملك ، وقانون الانتخابات تحت عين التشريع هذه الايام ، مشيرا من جهة اخرى الى استغرابه من كثرة اثارة التساؤلات حول الانتخابات وهل ستجري ام لا.مذكرا بكلام الملك في هذا الصدد.وان لا موانع ستقف في وجه الانتخابات ، الا اذا حدث شيء فوق المألوف وغير متوقع ، وهذا احتماله يقترب من الصفر.
يشير ذات المسؤول الى ان الملك راضْ عن اداء رئيس الوزراء والحكومة ، وان الوضع الاقتصادي أفضل من الشهور الماضية ، وان هناك املا اردنيا برفع واشنطن لقيمة المساعدة ، وان الملك خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن لمس اجواء ايجابية جدا ، تجاه الاردن ، الا ان موضوع رفع قيمة المساعدة يخضع لآلية معقدة ترتبط بالتصويت والكونغرس ، ولا يمكن الحسم اذا ماكانت هناك مساعدة مقبلة على الطريق . مشيرا في الوقت ذاته الى ان الاردن يثمن دوما موقف بعض الدول العربية من الاردن ودعمه سواء عبر القروض او اي أمور اخرى.
يتحدث المسؤول عن زيارة الملك الى امريكا ، ونشاطات الملك المكثفة في ثلاثة ايام ، وضغط برنامجه ، ولقاء الملك بشخصيات عديدة ، ويقول ان الادارة الامريكية لها موقف ايجابي من الاردن. يشير ذات المسؤول الى ان اجندة الزيارة توزعت على الشأن المحلي وعلى الشأن الدولي والعربي ، وبالذات عملية السلام.وان الملك اصر على واشنطن بضرورة اتخاذ موقف قوي لاقامة الدولة الفلسطينية ، وعدم التوقف عند اصرار نتنياهو على ان لا قدس للفلسطينيين ، ولا شريك فلسطينيا مناسب لعملية السلام. مؤكدا - اي الملك - ان هناك شريكا فلسطينيا مناسبا ، وان القدس القدس القدس ، قالها ثلاث مرات ، ليست خارج اطار الدولة الفلسطينية.
حين تسأل عن قضية الترانسفير والوطن البديل.تسمع جوابا يقول : انه من الغريب كلما اثيرت معلومة او خبر هنا او هناك بدأنا في الاطار السياسي والاعلامي معالجة القصة وكأنها بدأت للتو ، هذا على الرغم من تأكيدات الملك المتكررة منذ عشر سنوات ، بأن لا وطن بديلا في الاردن ، وان الوطن البديل انتحار ، فهل ينتحر احد. متسائلا عن جدوى الاثارات برغم وجود تأكيدات متواصلة ، بأن الاردن لن يكون معبرا لاي مخطط. يضيف بأن قصة الترانسفير ليست بهذه السهولة التي يطرحها البعض ، فاسرائيل لن تتمكن بهذه البساطة من تنفيذ هكذا قصص لاعتبارات لها علاقة بالاردن ، وبالمنطقة والعالم.يؤكد في ختمة كلامه انه يفهم التحسس الوطني ، لكنه لايتفهم ان نبدأ كل مرة من حيث كنا ، اثارة الموضوع ، ردود الفعل ، والتصريح مجددا حول الموقف الرسمي.
برغم كل الظروف الصعبة تلمسَ تفاؤلا بالمستقبل ، وان ما يتسم به الاردن ، هو تسييل نقاط الضعف وتحويلها الى قوة ، وان صاحب القرار يتسم ايضا بالعناد والصلابة ، في وجه هذه التحديات ، التي خبرها الاردن ، طوال عمره ، ولم ولن يستسلم امامها.
نعتقد ان الشهور المقبلة حساسة وفاصلة...
الدستور