الحكومة والمعلمون.. لا بديل عن الحوار

اقتراحات الفريق الوزاري تحتاج الى تعديل وتشكيل لجنة مشتركة لصياغة نظام الاتحاد
شكل اجتماع المعلمين في الكرك نكسة لجهود حكومية بذلت خلال الاسابيع الماضية للوصول الى صيغة تمثيل بديلة عن النقابة, واعتبرت اوساط حكومية بيان "الكرك" تصعيدا غير مبرر ويتناقض مع ما تم الاتفاق عليه سابقا.
اجتماع "اللجان الوطنية لاحياء نقابة المعلمين" تَمَسّك بالنقابة إطاراً لتمثيل المعلمين وَرَفضَ اقتراح "الروابط والاتحاد" وطالب الحكومة بتعديل التشريعات بما يسمح بتأسيس نقابة للمعلمين.
تباينت الاراء في الاجتماع حول عدد من القضايا المطروحة, لكن الاغلبية ظلت على موقفها المؤيد للنقابة.
ينبغي ان لا تشعر الحكومة بالاحباط - ازاء هذه النتيجة - وتواصل الحوار مع المعلمين وممثليهم على غرار ما حصل في الاجتماع الاخير في المركز الثقافي الملكي.
وربما يحتاج الاسلوب القائم الى تعديل, فبدلا من الاجتماعات الموسعة من الافضل اللجوء الى لقاءات مصغرة مع لجان المعلمين في الالوية والمحافظات مع استمرار الحوار مع اللجنة المصغرة التي تمثل المحافظات كافة.
في الاثناء يَتعيّن على الحكومة ان تُراجِع سلة الاقتراحات التي عرضتها مؤخرا وان تقدم صيغة معدلة يكون الاتحاد فيها هو الاساس وتستبدل الروابط بالفروع في المديريات على ان يكون الاتحاد مظلة لجميع معلمي المملكة.
ابدى المعلمون تشددا في موقفهم بشأن النقابة, لكنهم في المقابل لا زالوا مستعدين للحوار, لا بل انهم وحسب البيان الصادر عن الاجتماع ينتظرون "خطوات عملية واجرائية" من الحكومة, ولذلك فان المصلحة تقتضي من اللجنة الوزارية المكلفة بالملف المبادرة الى عقد لقاء سريع مع لجنة المعلمين لتقويم الموقف بعد اجتماع الكرك ودراسة البدائل المتاحة لتجنب الاضراب العام في الثلاثين من الشهر المقبل. والخطوة الاولى التي تساعد المعلمين على اعادة مراجعة موقفهم من الاضراب هي تشكيل لجنة مشتركة لصياغة النظام الاساسي لاتحاد المعلمين وفتح نقاش عام في اوساط المعلمين حول النظام ليشعر الجميع انهم شركاء في العملية.
ان الحوار المستمر والفعال هو افضل وسيلة لادارة الازمات والتوصل الى حلول توافقية, واسوأ ما يمكن ان يفعله الطرفان اللجوء الى المواقف التصعيدية والتمترس خلف مواقف مسبقة.
الاجتماع الاخير للمعلمين في الكرك كان تمرينا ديمقراطيا وحضاريا يؤكد بالدليل الملموس ان الاردنيين على سوية عالية في ممارسة الديمقراطية وقادرون على المشاركة في اتخاذ القرار, ويتحلون بروح المسؤولية.
كما ان الخطوات التي اتخذتها الحكومة والاقتراحات التي قدمتها تؤكد رغبتها في عدم تجاهل مطالب المعلمين والاقرار بشرعيتها من حيث المبدأ حتى وان جاءت بأقل من طموح المعلمين.
المهم في هذه المرحلة ان يستمر الطرفان في ادارة الازمة بالحوار وتجنب العودة الى المربع الاول وان يعملا معا للنزول عن الشجرة.
العرب اليوم