.. وتسألون عن العنف في الجامعات؟!

شروط الترشح في "الهاشمية" اعتداء على حقوق المواطن الدستورية
كنت اعتقد ان " ذبحوتنا" تهول وتبالغ بشأن التعديلات التي ادخلتها ادارة الجامعة الهاشمية على شروط الترشح لانتخابات مجلس طلبة الجامعة.
لكن وبعد التدقيق في الامر من عدة مصادر تبين ان "ذبحتونا" تُهوّن ولا تُهوّل.
ففي سابقة لم تشهدها الجامعات ايام الأحكام العرفية اضافت "الهاشمية" شرطا على الراغبين بالترشح يقضي بأن يكون المرشح " مشاركا مشاركة فعلية داخل الجامعة في المناسبات الدينية والوطنية والقومية والنشاطات الثقافية والعلمية والاجتماعية والفنية والتطوعية". كما تضمنت استمارة الترشح خانة "مريبة" تفرض على الطالب المُرشّح ان يحدد مكان ولادة ابيه.
لو ان ادارة الجامعة وضعت شروطا على المرشحين تتصل بمستواهم الاكاديمي ومدى التزامهم بالدوام الجامعي وخلو ملفاتهم من الانذارات وعدم مشاركتهم في "الطوشات" لكان ذلك امرا مفهوما ومقبولا. لكن كيف لادارة الجامعة ان تحدد اسماء المشاركين في النشاطات المذكورة ومن يستطيع ان يثبت انه شارك او لم يشارك خاصة وان تلك النشاطات طوعية والطالب ليس مجبرا على المشاركة. وهل تملك ادارة الجامعة سجلا باسماء الطلبة الذين شاركوا في كل ندوة او مهرجان او احتفال حتى تتمكن من تحديد من يحق لهم الترشح.
واضح ان ادارة الجامعة وكما قالت "ذبحتونا" في بيانها لا تملك معايير واضحة لتحديد المشاركة الفعلية في تلك النشاطات.
وانها تريد من وراء هذا الشرط التحكم بعملية الترشح واقصاء الطلاب "غير المرغوب فيهم" وهذا ما حدث بالفعل, فبعد ان تقدم 138 طالبا بالترشح للمنافسة على 58 مقعدا في مجلس الطلبة. رفضت ادارة الجامعة 74 طلبا وقبلت 64 فقط وبذلك ضربت الجامعة عصفورين بحجر واحد فهي من جهة ابعدت ممثلي الكتل الطلابية المحسوبة على اتجاهات سياسية, ومن جهة اخرى ارتاحت من عناء الانتخابات في 7 كليات حسمت نتيجتها بالتزكية وستقتصر العملية الديمقراطية على 6 مقاعد فقط! .
كيف يقبل رئيس الجامعة وهو الاكاديمي العريق وصاحب التجربة السياسية الطويلة بهذا التجاوز على الحقوق الاساسية للمواطنين?
ان المجتمع والقوى الحية فيه مشغولة هذه الايام بالبحث عن حلول لظاهرة العنف الطلابي, كما هي مشغولة بتطوير ادوات المشاركة في صناعة القرار على كل المستويات وتوسيع دائرتها, وتجاوز سياسات الاقصاء والتهميش واقناع الرأي العام بجدوى الديمقراطية والانتخابات "النزيهة والحرة".
وما يحصل في الجامعة الهاشمية هي رسالة في الاتجاه المعاكس تقول للشباب ان لا دور ينتظركم في المستقبل.
العرب اليوم