تجارة الوزير جريمة!

تم نشره الثلاثاء 27 نيسان / أبريل 2010 06:30 مساءً
تجارة الوزير جريمة!

المدينة نيوز - "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً للملك، وان أحافظ على الدستور وأن أخدم الأمة وأقوم بالواجبات الموكولة إليّ بأمانة".

لطالما سمع المواطن الأردني وزراءه يرددون هذا القسم، مع كل تشكيل وتعديل، من دون أن ندقق هل قرأ الوزراء الدستور، الذي أقسموا أنهم سيحافظون عليه. ومن دون أن يحاسبوا بعد المغادرة على مدى التزامهم به. مع أن الدستور يغلظ العقوبة على الوزير ويشدد الرقابة عليه، فهو تحت سيف مجلس النواب سؤالا واستجوابا وطرح ثقة.

لا تتوقف مسؤولية الوزير على الجانب السياسي، بل يلاحق قضائيا ولا يكتفى باستقالته. "الوزير الذي يتهمه مجلس النواب يوقف عن العمل إلى أن يفصل المجلس العالي في قضيته، ولا تمنع استقالته من إقامة الدعوى عليه أو الاستمرار في محاكمته"، وينص قانون محاكمة الوزراء الذي أقر مع الدستور على اعتبار تجارة الوزير جريمة، المادة السادسة من القانون تقول:

تعد إخلالا بواجب الوظيفة الأفعال الآتية:-

1 - إذا اشترى أحد الوزراء أثناء توليه الحكم أو استأجر شيئاً من أملاك الدولة ولو بالمزاد العلني.

2 - إذا دخل في تعهدات أو مناقصات تعقدها أية إدارة عامة أو أية مؤسسة تابعة لإدارة عامة أو خاضعة لمراقبتها.

3 - إذا كان عضواً في مجلس إدارة شركة أو وكيلا عنها أو تعاطى التجارة. والنص هو تفصيل للمادة 44 من الدستور التي تنص "لا يجوز للوزير أن يشتري أو يستأجر شيئاً من أملاك الحكومة ولو كان ذلك في المزاد العلني، كما لا يجوز له أثناء وزارته أن يكون عضواًً في مجلس إدارة شركة ما، أو أن يشترك في أي عمل تجاري أو مالي أو أن يتقاضى راتباً من أية شركة".

وواضح من نص الدستور وقانون محاكمة الوزراء تقدمية الدستور الأردني الذي لا يعامل الموظف العام معاملة المواطن، فهو لا يخضع فقط لقانون العقوبات والجرائم الواردة فيه "يطبق المجلس العالي قانون العقوبات المعمول به في الجرائم المنصوص عليها فيه، وتعين بقانون خاص الجرائم التي تترتب عليها مسؤولية الوزراء في الأحوال التي لا يتناولها قانون العقوبات".

تعاطي التجارة بالنسبة للوزير، بحسب الدستور، أسوأ من تعاطي المخدرات، هذا ليس في الأردن وإنما في كل بلد يحترم نفسه. غير أن التدقيق في سير كثير من الوزراء يلاحظ أنهم تعاطوا التجارة بشكل مباشر أو غير مباشر وتضاعفت ثرواتهم في غضون توليهم الموقع.

لا يمنع ذلك رجال الأعمال المحترمين من دخول الوزارة، لكن عليهم أن يدفعوا الكلفة، وهي كلفة مؤقتة بالمناسبة، لأن عوائد عمله في القطاع العام تعود عليه آجلا بشكل مشروع من خلال الخبرات والعلاقات، وهي لا شك تختلف عن العوائد العاجلة غير المشروعة من خلال الصفقات والتسهيلات والعمولات.

دفاعا عن الدستور، ودفاعا عن أموال الناس، نريد من هيئات مكافحة الفساد تعقب من تعاطوا العمل التجاري أثناء توليهم الموقع العام. كل ما حصل من العام 1952 هو حديث عن جرائم نص عليها قانون العقوبات، مثل الرشوة والسرقة والاختلاس، ولم نشهد حتى الآن محاسبة للذين يتعاطون التجارة في غضون توليهم الوزارة.

( ياسر ابوهلالة - صحيفة الغد )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات