دموع مَوسميّة!!

تم نشره الإثنين 07 أيلول / سبتمبر 2015 12:55 صباحاً
دموع مَوسميّة!!
خيري منصور

لو ذَرَفَ العالم بملياراته السّبعة من الدموع على الطفل «ألان» بما يكفي لاغراقه مرة أخرى لما تغير في الأمر شيء فقد ذرفت من قبل دموع غزيرة على الطفل محمد الدرة وعلى محمد خضير وسائر السلالة البريئة الخالدة التي دفعت ثمنا لخطايا لم تقترفها بل اقترفها البالغون. انها دموع موسمية، سرعان ما تجف ويعود كل شيء الى ما كان، فالشّر يبقى طالما بقيت مصادره سواء كان ارهابا وتطرفا أو فقراً وفوضى وطُغيانا!. ما أصابنا بالقشعريرة حتى النخاع هو ما قاله والد الطفل الذي لم يستيقظ بعد من حمّى الكارثة بعد أن فقد اسرته كلها، قال، انه يريد أن يعرف ما اذا كان ابنه جائعا أو عطشان، ونسي أنه رحل الى عالم لا جوع فيه ولا ظمأ، ومهما حاولنا استبطان أو تقمص هذا الأب الثاكل فإن الأمر يبقى في حدود الخيال. كان الطفل الفلسطيني الذي احرق حيّاً الناطق التاريخي لا الرسمي بواسطة لحمه المتفحم باسم ملايين الاطفال الذين استباحهم عصر بلغت فيه النذالة -لا السّيل- الزُّبى، بكينا على هؤلاء واحداً بعد الآخر ونسيناهم ايضا واحداً بعد الآخر لأن البعد الاخلاقي محذوف من محيط هذه الدائرة التي تطوق اعناقنا كحبل المشنقة. ولا ادري لماذا تذكرت في موسم البكاء العابر قصيدة لروبرت فروست مات وكان من دفنوه يفكرون بما سيفعلون بعد الفراغ من دفنه، فالمدين يفكر بدائنه والمريض يفكر بدوائه والسمسار يفكر بالبضاعة التي له حصة من بيعها حتى لو كانت لحماً بشرياً. فهل تكفي بضع عبارات مبللة بالدمع كي نتطهر من هذا الشعور العميق بالإثم. ان النار التي التهمت الطفل الفلسطيني لم تحرق حتى جوربا أو منديلاً في بيوتنا، والبحر الذي ابتلع الطفل الكردي لم يصل من رذاذ أمواجه قطرة واحدة الى غرف نَوْمنا. اننا كمن يقرأ رواية البؤساء لفكتور هوجو وهو يشوي الكستناء و يدفئ اصابعه على مدفأة الحائط فالموت الآن مجرد نبأ ورقم، والشقاء مجرد رواية لكنها مجهولة المؤلف!!!.

(الدستور 2015-09-07)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات