أعراض ضعف حكومي

تم نشره الأربعاء 28 نيسان / أبريل 2010 03:04 صباحاً
أعراض ضعف حكومي
جمانة غنيمات

كنا نسمع عن مشاكل كثيرة حدثت بين أعضاء فريق حكومة نادر الذهبي وصلت حد القطيعة في بعض الأحيان، ولربما كان غياب الانسجام بين أعضاء الفريق أحد أهم الأسباب التي أدت إلى رحيلها، لما لذلك من تأثير عميق على الأداء والإنتاجية.

الحال مع فريق حكومة سمير الرفاعي مختلف إلى حد ما، فلا مشاكل ولا قطيعة حتى اليوم، إلا أن ما يرشح من معلومات حول الفريق الحكومي الحالي، وما تشي به التحركات والتصريحات تظهر أيضا أن أعضاء الفريق يعانون من غياب التنسيق بينهم، وعدم وجود رؤية عامة تحكم العمل وتراقب مدى تقدم جميع الملفات.

ورغم التصريحات المهمة والإيجابية لرئيس الوزراء وكل وزير على حدة، إلا أن الصورة الكلية للمخرجات تقدم الدلالات على غياب روح الفريق.

من أمثلة ضعف التنسيق، على سبيل المثال لا الحصر، أن وزير الصناعة والتجارة عامر الحديدي أكد أكثر من مرة أن لا معلومات لديه عن دمج المؤسسات المعنية بالاستثمار، وأن الملف برمته يقبع على مكتب وزير تطوير القطاع العام والمشروعات الكبرى عماد فاخوري، رغم أن هذه المؤسسات تتبع لوزير الصناعة بشكل مباشر، وهو الأدرى بأسس عملية الدمج.

وبالعودة إلى الأجندة الوطنية وتطويرها كبرنامج عمل، وتحويل الملف برمته إلى وزارة تطوير القطاع العام، يتأكد مرة أخرى ضعف التنسيق، فمثل هذه المهمة كان الأولى أن توكل إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يضم في عضويته جمعا من المفكرين والمسؤولين السابقين من ذوي الخبرة، كونهم الأقدر على القيام بهذه المهمة بدلا من البحث عن شركة أجنبية تقوم بها مقابل مبالغ مالية، أظن أن الخزينة بحاجة إليها.

ضعف العلاقة بين مؤسسات سوق رأس المال والبنك المركزي، يقدم مثلا مختلفا عن الحال، حيث لا تتوفر رؤية واضحة للقيام بالمهمات المطلوبة في سبيل الارتقاء بالعمل وانتشال البورصة من مستنقع الانحدار الذي قبعت فيه لفترة طويلة تجاوزت كل التوقعات.

أبرز الإشارات على ضعف التنسيق، التصريحات التي يخرج بها الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور نبيل الشريف والتي تظهر التناقض الكبير بينها وبين ما يخرج على لسان مسؤولين آخرين.

وأكثر من ذلك، غياب الدور الحكومي المطلوب في كثير من القضايا الحساسة، والاختباء وراء سياسة الانتظار بدلا من اتخاذ خطوات وقرارات تضع الحكومة في دور المبادر لا المتلقي. ومن ذلك ما جرى تجاه قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهجير فلسطينيين من الضفة الغربية.

ومن المعطيات على ضعف تماسك الفريق الحكومي، شعور بعض الوزراء بأن بعضهم بات حملا زائدا على الحكومة يعيق تحركها، ويبطئ الإنجاز، نتيجة للأخطاء التي ارتكبوها خلال الأشهر الأولى من عمر الحكومة.

لم تمض على تشكيل حكومة الرفاعي سوى أشهر والفرصة قائمة لتلافي بعض العثرات، إذ أن كل ما سبق أعراض تدل على بدايات ضعف حكومي، قد يسوق الكثير من النتائج السلبية التي ستؤثر على أداء الحكومة وتقييمها خلال الفترة المقبلة، وليس من ضرر أو عيب في مراجعتها، لتجنب ما هو أقسى.

فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

الغد


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات