مؤتمر يؤكد ضرورة الاستفادة من المنصات الاجتماعية لخلق حوار بين الجميع

المدينة نيوز : - أكد رجال دين مسلمين ومسيحيين وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي ضرورة الاستفادة قدر الامكان من المنصات الاجتماعية لجهة خلق روح تشاركية واقامة حوار بين الجميع يقوم على مبدأ الاحترام وحفظ حق الجميع في الاختلاف.
وقالوا في المؤتمر الذي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين اتباع الاديان والثقافات في عمان بعنوان وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار، ان تعزيز فكر الحوار بين كل الاطراف من شأنه سيادة فكر تقبل الاخر واحترامه.
واعلنوا في الجلسة التي حملت عنوان "وجهة نظر دينية ومدنية حول وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار" وبصوت واحد من كل الاجناس والاعراق والاديان بأنهم متحدون لمناهضة العنف باسم الدين.
وقال امين عام دائرة الافتاء العام الشيخ محمد الخلايلة، ان الحوار من اهم الركائز لكل اتباع الاديان السماوية، والانبياء استخدموا لغة الحوار، فتشكلت في الاسلام والاديان الاخرى قواعد وأسس للحوار.
واضاف أننا في العالم العربي والاسلامي تغيب عنا بشكل لافت أدبيات الحوار في كل المستويات، داعيا الى تعزيز تلك المفاهيم بما يسمح بتفهم الاخر، وليس معاداته، ونبذ فكر البغضاء والكره، وتعزيز فكرة ان الحوار يعني الوصول لقواسم مشتركة، وانه وسيلة للتفاهم بين الشعوب، منوها إلى ان الحوار لا يعني الاقتتال او التنازع وانما هو طرح الآراء، بحيث لا يتم منع الرأي الاخر.
وقال راعي وادي النصارى للروم الارتوذكس المطران ايليا طعمة، يعتقد الكثيرون ان الدين وقع في مأزق في القرن الواحد والعشرين بسبب ما حمله من قفزات تكنولوجية هائلة، مشيرا الى ان الدين له القدرة على التجديد والا لما استمر الدين منذ ان وجد وحتى هذا العصر.
وأضاف ان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يعزز بعض القيم الروحية التي تقوم عليها الاديان ومنها الصدق الذي يجب ان ينعكس على مواقع التواصل الاجتماعي ليتعلم منها الناس الجرأة وطرح الافكار وضبط النفس.
وحذر طعمة من سوء استخدام وسائل التواصل للإساءة للآخرين، مؤكدا انها اوجدت تقاربا بين الناس لدرجة لا يستطيع معها ان يبتعد عن الواقع، وهنا لا بد ان نكون متحالفين متضامنين ضد العنف.
وقالت الاعلامية والقاصة كوثر الاربش في كلمة عن طريق السرد القصصي "لا بد للحوار الديني أن يواكب الذهنيةَ المعاصرة، ذهنيةُ الحق الإنساني في الاختلاف".
وأضافت: "أريد أن أخلص الخطاب الديني من المنبرية، والتلقين وتعطيل السؤال، والأهم من ذلك كله "احتكار الأجوبة، أن نترك للعقول أن تنمو، وللمتلقي أن يفهم الجوانب المضيئة الأخرى، أما الطائفيون، المتشددون كانوا يتوعدون بالتكفير والشتم بالويل والثبور".
وقال الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي جوزيف عكاوي، ان نسبة عالية من فئة الشباب باتت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا الى ان تطبيقات واسعة تسمح للكثير من التواصل الايجابي، وبما يؤدي في نهاية المطاف لتواصل فاعل ومساحة معرفة ايجابية لم تكن موجودة في الزمن الماضي.
واضاف أن شباب الوطن العربي لديهم القوة لإحداث التغيير من خلال الحوار انطلاقا من البيت اولا ومن ثم مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الحوار المختلفة، مؤكدا ان الفرصة متاحة بشكل كبير في الوقت الراهن امام الجميع المواطنين لتعزيز فكرة مناهضة العنف باسم الدين والتعامل من تلك الظواهر عبر تعزيز فكر الحوار وتقبل الاخر.
واجاب الحضور على الاسئلة التي اثارها المشاركون، فيما قدمت المتحاورين الناشطة اسراء محادين التي اشارت الى ان ما يسعد الاردن دوما ان يكون مكانا للحوار بين جميع الاطياف بحكم وسطيته التي يؤمن بها ويدعو لها.
وفي الجلسة الختامية التي حملت عنوان "دور وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للحوار والمسؤولية الاجتماعية للشركاء في دعم الحوار واحترام الاخر"، عبر المدير العام للمركز الدكتور فهد ابوالنصر عن فخره بإطلاق البرنامج التدريبي مع مجموعات من الشباب والشابات ذات الخلفية الدينية والمشارب الثقافية والفكرية المتنوعة، معتبرا ان وجودهم خير دليل على الغنى الثقافي والتنوع الاجتماعي الذي تتميز فيه مجتمعاتنا العربية التي تمر اليوم في مرحلة شديدة الحساسية تجعلها تقف أمام تحديات عديدة وأهمها الحفاظ على التعايش وإعادة الترابط الاجتماعي بين أبنائها.
وقال مخاطبا الشباب: "نحن كمؤسسة حوارية نعلن أمامكم التزامنا، ضمن حدود إمكانياتنا، بمسؤوليتنا الاجتماعية والأخلاقية وذلك من خلال العمل على توفير المنصة التي قد تساعدكم على نشر الأفكار والرسائل التي تحاورتم بها وأدت الى العديد من مقترحات المشاريع التي عرضتموها".
واكد أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات سيظل باستمرار حريصاً على تفعيل دور الشباب في مختلف برامجه التي تهدف إلى مناهضة العنف وتعزيز التعايش وثقافة الحوار والمواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي، إيماناً منه بدور الشباب في بناء ونشر السلام بين الشعوب والمجتمعات.
وقالت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور ماجدة عمر ان من الرسائل التي يحملها هذا الملتقى واحدة مفادها ان وسائل التواصل الاجتماعي اذا ما استعملت بحكمة يمكن ان تسهم في ترسيخ علاقات التفاهم و الوئام والعيش المشترك وتعزيز الحوار بين اتباع الديانات والثقافات وهذا تأكيد لأهمية ان نكون ايجابيين في التعاطي مع التحديات التي تواجه المنطقة والاقليم في اعطاء مساحة للحوار و نشر رسائل السلام و المحبة و الوئام والتضامن الانساني.
وتحدث الدكتور محمد عبد الفضيل ممثل الازهر الشريف في الملتقى عن معنى الحوار ومغزاه من وجهة نظر ديني، مشيرا الى ان الله عز وجل اول من تحاور وان هذه صور الله التي يجب ان نرسخها في الاذهان.
واكد ان الاديان جميعا اكدت على الحوار وقبول الاخر مستعرضا ما ورد في الاديان من نماذج تؤكد على احترام الاديان.
وقال أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب ميشال جلخ ان الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، الى مواجهة هذا العنف من خلال نشر ثقافة الحرية والانفتاح وحقوق الإنسان، لصون التعدّدية الدينية التي يقومُ عليها الشرقُ والغرب معًا.
واكد اهمية دور الإعلام بنشر ثقافة الحوار والتعايش بين مختلف الأديان، الى جانب وسائل التواصل الاجتماعي التي اعتبرها من عطايا الله إن استُعملت في السِّياق الصحيح"؛ معتبرا ان مهامها باتت اليوم تتعدّى الدورَ الاجتماعي المتعارَف عليه، لتلعب دورًا مِحوريًّا يتخطّى الحدودَ الجغرافيّة الضيّقة وترتدي بُعدًا روحيًّا يتأصّل في نشر الرسالة والفكر والقِيم، وتساءل، لماذا لا نوجِّه هذه الوسائلَ في الاتجاه الذي يخدم المجتمع؟ ولما لا نجعل منها أداةً لنشرِ ثقافة اللا عنف والتسامح؟ وقال جلخ ".. لنشكل معا وسائل تواصل وإعلام "هاشتغ #لا_للعنف_نعم للحوار"، مبينا ان البلاد العربية كانت بلادَ كرم وأخلاق وتعايش وعيش كريم وضِيافة، حيث استقبلت الأرمنيَّ والسرياني والآشوري والكُردي وكلَّ من اضُطهد وظُلم وعُنِّف في موطنه، أصبحت بلادًا يهرُبُ منها شعوبُها فيستعطيَ شبابُنا وشاباتُنا سمةَ دخول الى بلاد اغترابٍ وغريبةٍ عن تاريخنا وجغرافيتنا وعاداتنا وتقاليدنا وآدابنا وقِيمنا.
وقال ان القطاع الإعلامي بكل تلاوينه وتشعباته الحديث نسبيًّا مرشحٌ ليتعاظم دورُه يومًا بعد يوم في حياتنا المعاصرة.
واشار الى التزام جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس، بتفعيل تلك القيم، مثنيا على جهود جلالته الدؤوبة في العمل من أجل إحلال ثقافة السلام والعدالة.
واعلن المشاركون في الملتقى عن ميثاق شرف ضمنوه التزامهم بنبذ العنف ومواجهة التطرف.