كيف ستشعل "الأجهزة القابلة للارتداء" ثورة جديدة على خصوصية المستخدمين؟

تم نشره الثلاثاء 15 أيلول / سبتمبر 2015 10:08 صباحاً
كيف ستشعل "الأجهزة القابلة للارتداء" ثورة جديدة على خصوصية المستخدمين؟
جانب من الصور

المدينة نيوز:- المخاوف بشأن خصوصية الاستخدام في حقل التقنية ليست شيئاً جديداً. المستخدمون يعلمون مدى التوافر الهائل للمعلومات على الإنترنت، وكمية بياناتهم الشخصية المتاحة للعلن والتي تستخدمها شركات التكنولوجيا، ومع ذلك فهم يشعرون بقلق حول النتائج المترتبة على إتاحة الكثير من معلوماتهم بين يدي الشركات والأفراد، كيف سيتم استخدام تلك المعلومات؟ خاصة أن تياراً متزايداً من الأخبار يتحدث بكثافة عن برامج المراقبة المدعومة من الحكومات، خاصة في الفترة الأخيرة. لكن، ونحن ندخل عهدا جديدا من التقنيات التي تميزت عن بقية الأجهزة بأنه يمكننا ارتداؤها (مثل ساعة ابل ونظارات جوجل)، فهذه المخاوف التي تأتي في أذهان المستهلكين لسنوات من المتوقع أن تبدأ فعلياً في نهاية المطاف إلى الغليان.

 

 

 

ما المشكلة مع التطبيقات؟ عندما يتعلق الأمر بخصوصية المستخدم، هناك نوعان من التطبيقات يدعوان للقلق. تم تصميم النوع الأول لجمع معلومات عن المستخدم. على سبيل المثال، العديد من تطبيقات النشر والتفاعل على وسائل الإعلام الاجتماعية، والتي تحاول جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن مستخدميها. لأن جمع البيانات والمعلومات هذا مفيد لكل من المستخدمين والشركات، "للمستخدمين" من أجل الحصول على المزيد من أنشطة المشاركة على شبكاتهم، و"للشركات" بغرض الحصول على مزيد من المعلومات حتى تبيعها للمعلنين.

 

لكن مع ذلك، هناك من المستخدمين الذين لا يرغبون في بيع المعلومات الخاصة بهم أو أن تكون متاحة للجمهور. وهم لا يعلمون أن معلوماتهم هذه تُستخدم في نفع شركات أخرى من ورائهم. وينطبق الشيء نفسه على النوع الثاني من التطبيقات، وهي تطبيقات التتبُّع. على غرار Xora، وهو التطبيق الذي يتتبع أداء الموظفين والعملاء ليقدم لهم حلولا أذكى للقيام بمهامهم اليومية على نحو أفضل، وهو ما يجعل الموظف يستاء من فكرة التعقب 24 ساعة على مدار الأسبوع.

 

 

حتى التطبيقات التي أخبرت جمهورها بأنها تهتم بدرجة كبيرة بالحفاظ على خصوصية مستخدميها. كما في "سناب شات" و"واتسأب"، فمن المفترض أنها مخصصة لعدم الكشف عن هوية المستخدم وتقوم بحماية بياناته، ولكن مؤخرا أصبحنا ضحية لتسريب معلومات عنا من خلال تلك التطبيقات. هذا النوع من التطبيقات تكمن خطورته في أنها توحي لمستخدميها بشعور -في بعض الأحيان- زائف بالأمن، ثم هم يستخدمون معلوماتهم دون أن يدرك المستخدم التفاصيل الدقيقة لسياسة الخصوصية "الفريدة من نوعها" التي تتبعها الشركة.

 

 

لكن المشكلة الحقيقية مع التطبيقات تكمن في طبيعتها؛ لأنها مثبتة على جهاز، وغالبا ما تعمل في الخلفية، وبالتالي فإنه يمكنها أن تجمع معلومات جديدة حول المستخدم وتضخها باستمرار. إذا رجعت بذاكرتك عدة أجيال إلى الوراء، عندما كان الوصول إلى الإنترنت من جهاز الحاسب المنزلي فقط، والذي كنت تستخدمه لفترات محددة من الوقت. كان من الصعب وقتها أن تلاحقك الشركات لتعرف أكثر عن طريقة استخدامك، اهتماماتك وميولك، حتى تترصد لك بإعلاناتها ومنتجاتها ما إن تتصفح الإنترنت أو تستخدم أحد البرامج على جوالك الذكي كما هو الحال معك الآن.

 

فإلى ماذا تظن أنه سيؤول الأمر بالنسبة للأجهزة القابلة للارتداء؟ الأجهزة القابلة للارتداء تتضاعف فيها مشكلة الخصوصية والأمان. حيث إن لديها شاشات أصغر حجما وواجهات أكثر سهولة في الاستخدام، وبالتالي سيبدأ المستخدمون بالاعتماد عليها في أنواع أخرى من الأنشطة والوظائف في حياتهم. وسيتعرضون لاستخدامها في أوقات أكثر على مدار اليوم، بدلا من الاعتماد على جهاز سطح المكتب الثابت أو حتى أجهزة الجوال الذكي؛ فالأجهزة القابلة للارتداء يتم استخدامها أثناء المشي وممارسة الرياضة وأثناء التنقل. وهذا يعني كميات أكبر من تدفق المعلومات مع أقل لحظات توقف من المستخدم.

 

 

 

 

الأجهزة القابلة للارتداء بدأت بالفعل في الظهور بما يدعو لقلق بعض خبراء أمن بيانات المستخدم. فكل جيل من التكنولوجيا بالتأكيد يفتح الباب لنقاط ضعف جديدة. يقول المتخصصون في مجال الأمن إن "ساعة ابل – ابل ووتش" هو جهاز آمن نسبيا، على الأقل بالمقارنة مع الأجهزة المماثلة التي يمكن ارتداؤها حاليا في السوق، ولكن نقاط الضعف المحتملة من ورائها لا تزال أمراً مجهولاً. على ذكر هذا الأمر. الجيش الصيني اتخذ بالفعل تدابير لحظر استخدام ساعة ابل تماما بين جنوده.

 

 

 

ماذا يعني هذا بالنسبة لمستقبل المستخدمين؟ كما أصبح المزيد من الناس على بينة من التهديدات بشأن الخصوصية التي تميزت بها الأجهزة القابلة للارتداء، يمكن أن يكون هناك نقلة كبيرة جدا إلى الأمام في مجال الأمن وخصوصية المستخدم في شركات التقنية المصنعة لتلك الأجهزة أو المطورة للتطبيقات من جانبها. ودرءاً لتلك المخاوف العامة، يمكن لمطوري التطبيقات بذل المزيد من الجهود لتأمين تطبيقاتهم وشرح سياسات الخصوصية الخاصة بها بشكل واضح. كما يمكن لصناع الأجهزة مثل ابل وجوجل إطلاع مستخدميهم على نقاط الضعف المحتملة لأجهزتهم وإعلام جمهورهم بأفضل السبل لحماية أنفسهم من نقاط الضعف تلك.

 

 

 

زيادة اللوائح تعني انخفاض الحريات! ربما الأهم من ذلك، كما هو بإمكان المنظمات الحكومية أن تُشرِع بعض اللوائح التي تشتد الحاجة إليها حول خصوصية المستخدم وسياسات الخصوصية للشركات. الاتحاد الأوروبي خطا بالفعل خطوة لحماية خصوصية المستخدم كما فعل مع محرك البحث جوجل ومنتجاته الأساسية العام الماضي، ولكن الخطوة التالية أن يتم إضفاء الطابع الرسمي على تلك الأنظمة في جميع المجالات لكل الأجهزة والتقنيات، وتعميم تلك الأنظمة واللوائح في جميع بلدان العالم .

 

بطبيعة الحال، زيادة اللوائح تعني مزيداً من الانخفاض في الحريات - على حد سواء للأفراد والشركات-. ما هو مهم هنا ليس حيثيات حل المشكلة، فتلك المسألة تحتاج أن تخضع للنقاش قريبا. بغض النظر عن مكان هذه الأنظمة والأساليب الجديدة للحفاظ على خصوصية المستخدمين، فالأجهزة القابلة للارتداء على وشك إثارة ثورة جديدة ستجعل الأمور أكثر حسماً.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات