محاضرة في جمعية أصدقاء الشرطة حول الرعاية اللاحقة للسجناء

المدينة نيوز :- نظمت جمعية اصدقاء الشرطة مساء الثلاثاء، محاضرة بعنوان "الرعاية اللاحقة للمفرج عنهم من نزلاء السجون ومراكز الاصلاح"، بمشاركة عدد من الاكاديميين والمختصين الاجتماعيين.
وتحدث في المحاضرة رئيس الجمعية الثقافية للرعاية اللاحقة، مساعد مدير الامن العام السابق اللواء المتقاعد شريف العمري، عن الرعاية اللاحقة لفئتي مراكز نزلاء الاصلاح والتأهيل ونزلاء دور الرعاية الاجتماعية، "الاحداث"، لافتا الى ان الرعاية اللاحقة تكون بعد الافراج عنهم وخروجهم من السجن وانهاء مدد محكوميتهم.
واستعرض العمري في المحاضرة التي ادارها رئيس جمعية اصدقاء الشرطة شاكر حداد، الحالة النفسية والصدمة التي يواجهها النزيل عند دخوله السجن، لاسيما الصورة الذهنية للمجتمع عن النزيل بغض النظر عن نوعية الجرم الذي يرتكبه.
واكد انه من سياسات الاصلاح وحقوق النزيل ان يبقى متصلا بمجتمعه، ضمن زيارات توفر له، بالإضافة الى الاتصالات الهاتفية ومشاهدة التلفاز، ومطالعة الصحف والمجلات، ليبقى على اتصال بما يدور حوله، لا سيما وان الهدف من ذلك ليس العزل بل الاندماج في المجتمع.
واضاف ان اهمية الرعاية اللاحقة تكمن في ازمة الافراج، التي يتعرض لها النزيل الامر الذي يتطلب رعاية سابقة او مصاحبة او انية اثناء وجود النزيل داخل مراكز الاصلاح والتأهيل، لتستكمل بعد الافراج، مشيرا الى ان ما يتلقاه داخل سجنه ليس كافيا لأن تخرج لنا شخصا يعتمد على نفسه، ويكون قادرا على تحمل مسؤولياته تجاه مجتمعه.
وطالب العمري بأن تكون ثمة هيئة حكومية للرعاية اللاحقة، ترسم السياسات العامة في هذا المجال، لتوجيه الجمعيات والهيئات القائمة على هذا العمل، للقيام بواجبها باعتبارها المؤسسة الاقوى والاقدر على القيام بهذا الدور.
وقال ان الاردن ووفق تقارير المركز الوطني لحقوق الانسان، يعتبر متقدما في مجال التعامل مع المساجين، لا سيما النزيلات من النساء اللاتي لا تتجاوز اعدادهن 4 بالمئة، من عدد السجناء الكلي.
وعن اعداد المساجين في الاردن قال العمري ان اعدادهم، هي الاقل عالميا، لكنها ارتفعت من 8 آلاف في 2009، الى 11 الف سجين العام الحالي.
وبين ان هناك استثناء اسمه الافراج الشرطي، يفرج بموجبه عن الشخص المحكوم عليه، لكنه يبقى ضمن دائرة العقوبة في الاشراف والتوجيه والمراقبة بعد قضاء مدة من محكوميته خارج اسوار السجن، وضمن شروط معينة، منها: ان يكون حسن السيرة والسلوك، وجريمته ليست ممن تصنف بالخطيرة.
واكد العمري وجوب سيادة مفاهيم منها: ان السجين مريض ويجب علاجه، وضيف ينبغي اكرامه، وضحية لظروف معينة قد يكون المجتمع ساهم بإنتاجها، معتبرا ان اشاعة مثل هذه المفاهيم تخرج السجين من دائرة الانتقام الى دائرة الانسانية.