أحزابنا وإستراتيجية الرفض

تم نشره السبت 01st أيّار / مايو 2010 04:42 صباحاً
أحزابنا وإستراتيجية الرفض
د. فهد الفانك
من حق كل ناشـط يفكر ويحاول قيادة الرأي العام أو الوصول إلى الحكم أن يعارض وأن يرفض، ولكن الرفض وحـده لا يكفي من أجـل الوصول إلى الهدف، صحيح أن التغيير والإصلاح يبدأ برفض الموجود تمهيداً لما يجب أن يكون، ولكن تطبيق ما يجب أن يكون يحتاج إلى قدر من الفكر الخلاق الإيجابي.

هذه المشكلة يعاني منها اليوم الحزب الجمهوري الأميركي الذي لا يملك حالياً سوى برنامج واحد هو معارضة كل سياسات وقرارات الرئيس الديمقراطي أوباما. ومع أن من حقهم أن يعارضوا، إلا أن من واجبهم أن يقدموا برنامج عمل وأجندة متكاملة حتى يمكن انتخابهم على أساسها.

أوباما بدوره عارض سـلفه بوش، ورفض الكثير من سياساته وقراراته، ولكنه عندما طالب بالتغيير كان يطرح برنامج عمل في السياستين المحلية والخارجية، فعرف الناخب أن أوباما يريد تطبيق برنامج شامل للرعاية الصحية، وإغلاق معتقل جوانتنامو، والانسحاب من العراق، والتركيز على أفغانستان والقاعدة، وإزالة الفجوة بين أميركا والإسلام لسحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين. وعلى هذا الأساس أعطاه الشعب الأميركي تفويضاً بالتصرف لمدة أربع سنوات، قابلة للتجديد إذا نفذ وعوده وحقق شعار التغيير الذي رفعه.

في بلدنا معارضة متنوعة، توفر قدراً من الحيوية والحراك على الصعيد السياسي والفكري. وهي تتصدى لسياسات الحكومة وقراراتها، وهذا جيد ويسد فراغاً، ولكنه لا يكفي، فنحن نريد أن نعرف ماذا تريد المعارضة أن تعمل فيما إذا أتيحت لها الفرصة وقام جلالة الملك بتكليف أحد زعمائها بتشكيل حكومة، كما حدث عند تكليف المرحوم سليمان النابلسي.

أحزاب المعارضة الأردنية تضم قيادات ذات كفاءة لا تقل عن كفاءة الوزراء، وهي قادرة على تشكيل حكومة في ظروف معينة، لكن المشكلة أنها تشكل جبهة واحدة تضم أقصى اليسار الشيوعي وأقصى اليمين الإسلامي، وتقدم برامج موحدة يجب أن ترضي الاتجاه اليميني الديني واليساري العلماني في الوقت ذاته، تلتقي عند الحد الأدنى من حيث قوة الإقناع وتلبية طموحات الشعب ناهيك عن طموحات الأحزاب نفسها.

في الأصل أن الأحزاب تنافس بعضها ولا تتآلف إلا عند تشكيل حكومة ائتلافية تحصل على ثقة برلمان تعددي، لكن أحزابنا لا تتنافس بل تتحالف على مبدأ واحد هو معارضة ورفض الحكومات المتعاقبة.

الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات