العنصرية المتسترة بعداء "إسرائيل"

تم نشره السبت 01st أيّار / مايو 2010 04:46 صباحاً
العنصرية المتسترة بعداء "إسرائيل"
ياسر ابو هلالة

لن يتوقف جدل الهوية في العالم العربي، ولا يوجد بلد عربي لا يعاني من أزمة هوية، بسبب ضعف الهوية الوطنية الجامعة مقابل الهويات الفرعية طائفيا وإثنيا وجهويا وعشائريا. وحتى تتأسس هوية وطنية بأفق عربي إسلامي مفتوح سيتجلى الجدل في توترات اجتماعية وصولا إلى حروب أهلية.

للعنصريين مفهومهم للهوية، والذي لا يختلف عن المفهوم النازي "المانيا فوق الجميع"، هوية مغلقة على ذاتها معادية للآخر مزدرية له. ولتسويق تلك العنصرية المجرمة عالميا تعلو نبرة العداء لإسرائيل. في لبنان يحرم الفلسطيني من جميع الحقوق الإنسانية والسياسية والاقتصادية باسم العداء لإسرائيل وحرمانها من تنفيذ مخططات التوطين.

ويستغل كل تصريح إسرائيلي عن يهودية الدولة أو التهجير وعدم قبول حق العودة وأخيرا قرارات الإبعاد للسبعين ألفا، للتنكيد على حياة اللاجئين الضنكة أبا عن جد، حتى حزب الله كاد يتورط في هذه اللغة السخيفة عندما حذر أمينه العام من مغبة قيام إسرائيل بتهجير مزيد من الفلسطينيين. وهي لغة تمالئ المزاج العنصري في لبنان. ولا تليق بحزب يقود المقاومة ودفع غالي التضحيات في مواجهة العدو الصهيوني.

في مصر حال الفلسطيني ليس بأحسن، وما الجدار الفولاذي وخنق الباحثين عن الحياة في الأنفاق إلا رأس جبل جديد لموقف عنصري، يدفع ثمنه نحو مليوني إنسان في غزة بشكل خاص، وكل من هو فلسطيني بشكل عام. كل ذلك باسم مواجهة إسرائيل التي ستقيم دولة فلسطينية بديلة في صحراء سيناء (هذه ليست هلوسة بل كلام يكتب في الصحافة المصرية).

ولا يخلو الأردن من أصوات عنصرية، مع أن الموقف التاريخي للمجتمع والدولة هو الشراكة مع الفلسطينيين، وكل ما بني من شراكة خلال نصف قرن بنظر هؤلاء ما هو إلا مؤامرة على القضية الفلسطينية، فالعنصري شرق النهر يرى في المواطنة التي اكتسبها الفلسطيني قبل نحو نصف قرن تصفية للدولة الأردنية لصالح إسرائيل، والعنصري غرب النهر يرى فيها تصفية للشعب الفلسطيني لصالح إسرائيل. والواقع أنها أفضل تجربة وحدوية عربية لم ينهها غير الاحتلال.

العنصري ليس بالضرورة عميلا لإسرائيل وإن خدم أجندتها، كما حصل في الحرب الأهلية اللبنانية، ولكنه عدو لنفسه منقسم على ذاته، وفي النموذج اللبناني اتضح بالتجربة العملية إلى أين يمضي الانشطار العنصري، فمن قتلوا الفلسطيني في المخيمات قتلوا أبناء طوائفهم، وفي المحصلة لم يحبطوا المشروع الصهيوني.

لقد انتصرت إسرائيل علينا لأن مجتمعها هضم اليهودي اليمني والمغربي والبولندي والأميركي. وفي الانصهار ذابت لغات وعادات وألوان، وفي العالم العربي تجد إلى اليوم من يقول عن الفلسطيني "نحن وهم".

الغد


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات