افتتاح مؤتمر العقبة الاقتصادي انجازات وفرص

المدينة نيوز- مندوباً عن جلالة الملك عبد الله الثاني افتتح وزير الصناعة والتجارة المهندس عامر الحديدي فعاليات مؤتمر العقبة الاقتصادي تحت شعار (انجازات وفرص).
وقال المهندس الحديدي ان انعقاد هذا المؤتمر الذي نظمته غرفة تجارة الأردن يأتي ترجمة لرؤية جلاله الملك عبدالله الثاني بأن القطاع الخاص شريك اساسي للقطاع العام في التنمية وكونه يمثل العمود الفقري للاقتصاد الوطني والمحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية.
واضاف انه سيجري خلال المؤتمر تعريف رجال الاعمال والمستثمرين بأهم التطورات الاقتصادية والفرص المتاحة والمشروعات المعروضة للاستثمار في المملكة اضافة الى استعراض تجارب الاستثمار العربية الناجحة في المملكة على ضوء التحسن الملموس في البيئة الاستثمارية وما رافق ذلك من تطوير في السياسات التجارية والصناعية وتعديلات على الانظمة والتشريعات التي تتواءم والاستثمار ومتطلباته.
واستعرض الحديدي جهود الأردن في مواصلة الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والقانوني من خلال مراجعات شامله وتعديلات جوهرية وتحديث قانون حقوق الملكية الفكرية والقوانين الخاصة بضريبة الدخل والمبيعات والحوافز المالية والجمركية، مؤكداً قيام الحكومة باجراءات عديدة من شأنها تفعيل دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي وتهيئة مناخ ملائم لتشجيع المستثمرين من خلال ازالة القيود والمعوقات التي تحد من قيامهم بدورهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتطوير وتحسين البيئة الاستثمارية.
ولفت الى تعديل التشريعات المتعلقة بالصناعة والتجارة والمنافسة والمواصفات والمقاييس لخلق بيئة استثمارية ملائمة وجاذبة.
وقال رئيس غرفة تجارة الاردن العين نائل الكباريتي ان السنوات الماضية في العقبة الخاصة اختزلت فارقا في المفصل الزمني بين قلم المخطط وطموح المواطن الأردني الذي يشكل في أساسه جزءا من هواجس جلالة الملك عبدالله الثاني.
واكد ان جلالة الملك استنهض خلال سنوات التأسيس لمشروع العقبة الاقتصادية هِمم العاملين والأطراف ذات العلاقة ليجتاز هذا المشروع الاقتصادي كافة التوقعات وعلى مختلف القطاعات الاقتصادية بنسب متفاوتة مترافقا مع حملة تطوير ضخمة للبنى التحتية واللوجستية في حدود المنطقة لبناء نموذج اقتصادي أردني غير مسبوق يدفع باقتصاد قوي لرفع سوية العمل وفرض جودة الإنتاج كضرورة من ضروريات التنمية الناجحة ويضمن كرامة المواطن والارتقاء بمستوى عيشه.
واضاف الكباريتي ان منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة استفادت من نعمة الأمن والاستقرار في الأردن ما عزز دورها بالمساهمة في استقرار الاقتصاد الوطني متجاوزة التحديات المتجددة من حولها.
وقال ان العقبة الخاصة صبحت رافدا قويا للاقتصاد الوطني خلال مدة قياسية ودفعت في بواكير ثمارها بأكثر من قطاع وحثت الخطى سريعا تجاه خريطة الاقتصاد العالمي، منوهاً الى وجود فارق واضح بين واقع المدينة عام 2001 وبين ما هو قائم حالياً على مختلف الصعد.
واكد رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية عدنان القصار على القفزة النوعية والخطوات التطويرية التي تشهدها المملكة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، منوهاً الى جهود جلالته في تعزيز دور الاردن الايجابي والمعتدل في العالم العربي والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول الى حياة افضل لكافة المواطنين.
وأضاف ان هذا المؤتمر يسلط الضوء على مدينة العقبة كمنطقة استثمارية وكذلك منطقتها الاقتصادية كنافذة للاقتصاد الاردني وبوابة رئيسية للاستثمار المحلي والعربي والدولي، لافتاً الى ما تتمتع به العقبة من مقومات استراتيجية ومزايا استثمارية وموقع مميز ضمن خطوط النقل والاتصال الدولية لتشكل مركز جذب سياحيا واستثماريا الى جانب كونها حلقة اساسية من حلقات التنمية الاقتصادية المتكاملة والمتعددة للنشاطات الاقتصادية ضمن الخطة الوطنية للسنوات العشر القادمة.
واكد ان الاقتصاد الاردني شهد العديد من الاصلاحات الهيكلية والسياسات الاقتصادية التحفيزية التي استهدفت تعزيز محركات النمو الداخلية، كما استهدفت الاصلاحات تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص بما ينهض بالكفاءة والتنافسية ويستقطب الطاقات المتنوعة للقطاع الخاص الأمر الذي ابقى الاردن بمنأى عن تداعيات ألازمة المالية العالمية، مشيرا الى ان التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للازمة تم استيعابها فيما استمر الاقتصاد بالتوسع والنمو خلال عام 2009 على عكس الكثير من دول العالم.
بدوره قال رئيس الغرفة الاسلاميه للتجارة والصناعة الشيخ صالح كامل ان الاستثمار في الاردن يعد نوعا من الجهاد للمساهمة في زيادة قوة هذا البلد المعطاء، مشيراً الى المكانة التي يحتلها الاردن في قلوب كافة العرب والمسلمين.
واكد ان العلاج الناجع للازمة الاقتصادية هو التوجه الى مزيد من الاستثمار الناجح وطويل الامد، داعياً كافة رجال الأعمال والمستثمرين الى الاستثمار في المملكة.
واضاف ان اختيار موعد عقد هذا المؤتمر يأتي بالتزامن مع الاحتفال بعيد العمال، وان احتفالنا بالعمال يتمثل في ايجاد المزيد من فرص العمل، منوهاً الى ان الاردن واحدا من البلدان القليلة الذي يكاد يكون الفساد الاداري فيه معدوما، عازيا ذلك الى قيم الاخلاق واصالة العشيرة التي يتميز بها المواطن الاردني.
واكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة محمد صقر ان العقبة ليست مقصداً سياحياً خلاقاً فقط بل مقصد استثماري يمتلك تنافسية لا يمكن الاستهانة بها.
وقدم صقر ايجازاً عن مشروع المنطقة الخاصة واهدافها ورؤيتها والحوافز الاستثمارية التي تقدمها، مشيراً الى ان عدد المؤسسات الجديدة المصرحة لدى السلطة الخاصة بلغ حوالي 491 مؤسسة خلال العام الماضي بنسبة زيادة مقدارها 111بالمئة اضافة الى ارتفاع عدد السياح القادمين الى المنطقة بنسبة 9 بالمئة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وأشار رئيس غرفة تجارة الأردن السابق حيدر مراد الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني اولى جل اهتمامه للتنمية الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة المواطنين، منوهاً الى ان انشاء المنطقة الخاصة يأتي تجسيداً لرؤية جلالته في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتحقيق مستوى مميز لمعيشة المواطن الاردني والتخفيف من ظاهرتي الفقر والبطالة.
واكد العضو المنتدب في شركة المعبر مرسى زايد يوسف النويس ان شركة المعبر تعتمد على تأسيس شراكات من خلال اختيار الشريك الملائم لانجاح مسيرة التطور لهذه الشركة، لافتاً الى ان الاردن تناغم مع الخطط الاستراتيجية طويلة الامد للشركة لامتلاكه مجموعة من المميزات التي تؤهله كمنطقة جاذبة للاستثمار.
واشار الى ان باكورة اعمال الشركة هو مشروع مرسى زايد في العقبة الذي يعد من اكبر المشروعات العقارية في المنطقة بكلفة 10 مليارات دولار، منوهاً الى انه سيتم تنفيذ أعمال المشروع بعدة مراحل وعلى مدار 30 عاماً.
وقال مدير عام الموازنة الدكتور اسماعيل زغلول ان الاقتصاد الأردني حقق نمواً متزايداً، مشيراً الى اتخاذ الحكومة لسلسلة من الإجراءات والتدابير التي من شأنها تحسين الاقتصاد الوطني وتعزيز قدرته التنافسية وجذبه للاستثمار.
واشار الى تحقيق الاقتصاد الأردني نسبة نمو بلغت 3بالمئة خلال العام الماضي على الرغم من الأزمة المالية العالمية كما ان التضخم انخفض بنسبة 1 بالمائة خلال العام نفسه.
وقدم المدير التنفيذي لمؤسسة تشجيع الاستثمار ناصر الصناع ايجازاً عن مؤسسة تشجيع الاستثمار وأهدافها وحجم النمو الاستثماري في المملكة إضافة الى الميزات الاستثمارية التي توفرها المملكة لرجال الأعمال.
وبين ان الاستثمارات الأجنبية في المملكة خلال العام الماضي بلغت 1691 مليون دولار فيما ارتفعت نسبة هذا الاستثمار خلال الربع الأول من العام الحالي ما نسبته 174 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي، موضحا ان الأردن يحتوي ما يعادل2 بالمئة من المخزون العالمي من مادة اليورانيوم وأعلى نسبة مخزون في العالم من الصخر الزيتي.
وشارك في المؤتمر الذي يهدف الى التعريف بالواقع الاقتصادي للقطاع الخاص والامتيازات وفرص الجذب الاستثماري في منطقة العقبة الخاصة (400) شخصية اقتصادية من مختلف الدول العربية والأجنبية.
وعقد المؤتمر اولى جلساته برئاسة الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة المهندس شادي المجالي الذي استعرض واقع منطقة العقبة الخاصة الاستثماري والتنموي وفرص الاستثمار المتوافرة فيها.
وبين المجالي اهم فرص الاستثمار المتاحة ودور شركة تطوير العقبة في تهيئة البنية التحتية المناسبة لدعم الاستثمارات.
واستعرض الرئيس التنفيذي لشركة سرايا العقبة عمر الاغا ما وصل اليه مشروع السرايا في العقبة الذي تبلغ كلفته الاجمالية ما يقارب مليار ونصف المليار دولار على ارض مساحتها 634 الف متر مربع وبإطلالة بحرية مميزة.
واشار مدير عام شركة واحة ايله المهندس سهل دودين الى ان مشروع الشركة يعد من اكبر المشاريع العقارية في المنطقة الخاصة والذي سيزيد من الواجهة البحرية في العقبة الى ما يقارب 17 كيلو مترا عبر جر المياه على شكل مارينا تتوسط منشآت ومباني عقارية منوعة، كما يضم المشروع ملعبي جولف عالميين فيما تبلغ كلفة المشروع الإجمالية حوالي مليار ونصف المليار دولار.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها وزير النقل المهندس علاء البطاينة وشارك فيها رئيس مجلس إدارة شركة الجسر العربي للملاحة مهند القضاة ومدير عام شركة العقبة لتطوير المشاريع الاقتصادية المهندس احمد الحلايقة والمدير العام لشركة قرية العقبة اللوجستية نزار البكور أوضح البطاينة ان قطاع النقل في الأردن من القطاعات الواعدة والتي تتاح فيه المزيد من الفرص الاستثمارية، مشيرا الى ان مجال النقل في قطاع السكك الحديد هو اهم هذه الفرص، مشيرا الى ان هناك مشاريع ربط بين الاردن وسورية والسعودية.
واوضح ان ميناء العقبة يتطلع للمساهمة بفاعلية في النقل اللوجستي والترانزيت لصالح العراق الشقيق حيث من المتوقع ان تبلغ كلفة المشاريع الخاصة باعادة البناء وإعادة البنية التحيتية في العراق ما يزيد على 400 مليار دولار، موضحا ان مشروع الربط السككي المتوقع تنفيذه في الاردن لاحقا حصل على تأييد واسع من وزراء النقل العرب في اجتماعات القمة العربية الأخيرة.
واستعرض المهندس القضاة افاق عمل شركة الجسر العربي التي تعد نموذجا ناجحا ومتطورا للعلاقات الاقتصادية التعاونية العربية المشتركة، موضحا ان الشركة ومنذ بدء عملها على الخط البحري عام 1985 نفذت حوالي 40 الف رحلة بحرية اتسمت كلها بدرجات عالية من الامن والابحار النظيف.
من جهته اشار الحلايقة الى الدور الذي تقوم به شركة العقبة للمشاريع الوطنية العقارية في تهيئة بنية تحتية مناسبة في المجال اللوجستي، لافتا الى انها ثمرة تعاون بين القطاعين الخاصين الاردني والكويتي بكلفة بلغت 37 مليون دولار.
واستعرض البكور عمل قرية العقبة اللوجستية، مشيرا الى ان القرية وهي استثمار اردني كويتي مشترك تعمل على تهيئة منشآت لوجستية قادرة على استيعاب حركة النقل البحري والبري عبر العقبة ولكافة دول الاقليم.(بترا)