أحلى شعب في العالم
تم نشره الأحد 02nd أيّار / مايو 2010 04:52 صباحاً

خالد محادين
يمكن وصف الاردنيين بانهم احلى شعب في العالم، وانك وبمجرد الاقتراب من مواطن اردني تلتصق به لغزارة ما في دمك وما في دمه من سكر، اذا صحت الدراسات والتقارير والمؤتمرات التي تتحدث عن تفشي مرض السكري في الاردن، والتي تؤكد ان نصفنا يعاني منه، فانك تجد نفسك مضطرا الى التساؤل: لماذا تتكاثر محلات الحلويات كما تتكاثر محلات بيع الخلويات والبطاقات؟ حتى لو كانت المحلات الاولى تهدد حياتك والمحلات الثانية تهدد ميزانيتك ثم لا تجد الجواب او ان اكثرنا لا يحب ان يعلن الاسباب التي سلمت الاردنيين لواحد من اشد الامراض خطورة.
ايام الفقر والخبز والزعتر والشاي وايام عدم انتشار الحافلات وسيارات الاجرة والخصوصي، لم يكن كثيرون يعانون من السكري، بل حتى الحديث لا يبدو مالوفا آنذاك، ولم نكن نثقب بطوننا وسواعدنا وافخاذنا مرتين او ثلاث او اربع مرات في اليوم الواحد، للقيام بالعمل المهم الذي يفترض ان يقوم به جهاز البنكرياس، وعندما تستمع لاطباء وهم يتحدثون عن هذا المرض وخاصة الاستاذ الدكتور كامل العجلوني لا تشعر ان الحديث عن مرض كاي مرض آخر وانما عن وباء يدخل بيوتنا احيانا في عمر الطفولة واحيانا في عمر الشباب واحيانا بعد التقدم في العمر ويعاني منه الفقراء بسبب جوعهم والاثرياء بسبب التخمة، ويحيل حياة الانسان الى ما يشبه انتظار عدو قاتل لا تعرف هيئته او سلاحه او مكانه او موعد وصوله وليس هناك طبيب عبقري يمكن ان يساعدك بقوة للوصول الى الشفاء، لان هذا المرض يفرض على المصاب به ان يكون طبيب نفسه، والطريف ان الاطباء يقدمون لك نصائحهم وهم يعرفون انك لا تستطيع الالتزام بها مثل لا تغضب، لا تعصب، لا تستخدم وسائل المواصلات اذا كان في وسعك الاستغناء عن استخدامها، لا تأكل خبزا كثيرا، لا تلهم كنافة او معمولا او وربات او شيكولاته، اي تخلص من كل عاداتك في الاكل والتعامل حتى لو مارستها ثلاثين او اربعين او خمسين عاما قبل وصول المرض الى جسمك، ولاننا شعب حساس ومشغول بكل قضايا الوطن والاقليم والعالم، ويصر على متابعة الصحف والمجلات والاذاعات والفضائيات والمواقع، فان كل اسباب الاصابة بالسكري متوفرة فينا ومتوفرة لنا ومتوفرة علينا، وغاية ما نستطيع ان نحصل عليه بين كل زعل وزعل وغضب وغضب وعصبية وعصبية لا يتجاوز الخمس دقائق مع توفر رضا الله ورضا الوالدين.
عندما سئل احد المصابين بالسكري عن استمرار شكواه وحوله مئات الآلاف من المصابين رد في حكمة طريفة (لقد قضيت نصف العمر جائعا، وعندما امتلكت القدرة على الاكل الصحي حذرني الاطباء من تناوله) وحتى نواجه مأساتنا الصحية هذه لا بد من اعلان البلد بلدا مصابا بالسكري، اذ رغم توفر السكر في دمائنا بكميات تجارية فان افواهنا مملؤة بالمرارة والمر اللذين لا يجعلاننا نستطعم حتى الهريسة.
الراي
ايام الفقر والخبز والزعتر والشاي وايام عدم انتشار الحافلات وسيارات الاجرة والخصوصي، لم يكن كثيرون يعانون من السكري، بل حتى الحديث لا يبدو مالوفا آنذاك، ولم نكن نثقب بطوننا وسواعدنا وافخاذنا مرتين او ثلاث او اربع مرات في اليوم الواحد، للقيام بالعمل المهم الذي يفترض ان يقوم به جهاز البنكرياس، وعندما تستمع لاطباء وهم يتحدثون عن هذا المرض وخاصة الاستاذ الدكتور كامل العجلوني لا تشعر ان الحديث عن مرض كاي مرض آخر وانما عن وباء يدخل بيوتنا احيانا في عمر الطفولة واحيانا في عمر الشباب واحيانا بعد التقدم في العمر ويعاني منه الفقراء بسبب جوعهم والاثرياء بسبب التخمة، ويحيل حياة الانسان الى ما يشبه انتظار عدو قاتل لا تعرف هيئته او سلاحه او مكانه او موعد وصوله وليس هناك طبيب عبقري يمكن ان يساعدك بقوة للوصول الى الشفاء، لان هذا المرض يفرض على المصاب به ان يكون طبيب نفسه، والطريف ان الاطباء يقدمون لك نصائحهم وهم يعرفون انك لا تستطيع الالتزام بها مثل لا تغضب، لا تعصب، لا تستخدم وسائل المواصلات اذا كان في وسعك الاستغناء عن استخدامها، لا تأكل خبزا كثيرا، لا تلهم كنافة او معمولا او وربات او شيكولاته، اي تخلص من كل عاداتك في الاكل والتعامل حتى لو مارستها ثلاثين او اربعين او خمسين عاما قبل وصول المرض الى جسمك، ولاننا شعب حساس ومشغول بكل قضايا الوطن والاقليم والعالم، ويصر على متابعة الصحف والمجلات والاذاعات والفضائيات والمواقع، فان كل اسباب الاصابة بالسكري متوفرة فينا ومتوفرة لنا ومتوفرة علينا، وغاية ما نستطيع ان نحصل عليه بين كل زعل وزعل وغضب وغضب وعصبية وعصبية لا يتجاوز الخمس دقائق مع توفر رضا الله ورضا الوالدين.
عندما سئل احد المصابين بالسكري عن استمرار شكواه وحوله مئات الآلاف من المصابين رد في حكمة طريفة (لقد قضيت نصف العمر جائعا، وعندما امتلكت القدرة على الاكل الصحي حذرني الاطباء من تناوله) وحتى نواجه مأساتنا الصحية هذه لا بد من اعلان البلد بلدا مصابا بالسكري، اذ رغم توفر السكر في دمائنا بكميات تجارية فان افواهنا مملؤة بالمرارة والمر اللذين لا يجعلاننا نستطعم حتى الهريسة.
الراي