"برجوازية عمان" في المنتجع

تم نشره الأحد 02nd أيّار / مايو 2010 04:56 صباحاً
"برجوازية عمان" في المنتجع
جميل النمري

طقس جميل وأجواء مترفة وخدمة راقية، تنعّم بها أكثر من ألف مدعو على شاطئ البحر الميت ليلة أول من أمس. إنه "o beach" أو المنتجع الجديد على الشاطئ، ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب من تجمع الفنادق الحالي، أقيم على مساحة 35 دونما بكلفة قيل إنها بحدود 35 مليون دينار.

وبحسب ما سمعنا فالمنتجع من أكبر وأفخم المنتجعات في المنطقة (وقيل في العالم)، لا يوجد فيه غرف فندقية فهو مخصص فقط للسباحة والاستجمام والأكل، أي مثل شاطئ عمّان السياحي مع الاعتذار عن التشبيه، وعلى كل حال ما دام هناك فقراء وأغنياء فليكن لكل منهما منتجعه.

وما دامت البرجوازية موجودة، وتريد أن تنفق على رفاهيتها، فلا بأس من توفير المرافق لها، ونحن نأمل لهذا الاستثمار المكلف، الذي يستخدم أكثر من 350 عاملا وموظفا أن ينجح، لكنني أتساءل عن السياحة وخصوصا الخليجية، فمن الصعب تصور أن عائلة تقيم في فندق على شاطئ البحر الميت وتذهب إلى المنتجع، حيث لا فرق في المرافق إلا من حيث سعتها.

تتدرج المرافق على سعة كبيرة وبهندسة بيئية مناسبة، وثمّة وحدات مناسبة لجمعات عائلية، ملحق بها جميع الخدمات، قرب برك فاخرة ومرافق ترفيهية ورياضية وصحيّة. ومع ذلك يحتاج متوسطو وكبار السنّ إلى ما يشبه الغرفة للجوء إليها في نهارات الصيف القائظ، وهو أمر ربما يفكر فيه القائمون على المشروع.

يصلح المنتجع أيضا لسهرات مسائية، والحق أن الأجواء كانت جميلة في الاستضافة التي وفرتها الإدارة للتعريف بالمنتجع ومرافقه الواسعة، وكانت قد تمت دعوة الإعلاميين قبل ذلك بأيام لكنني انشغلت بالتزام آخر واقترحت تلبية الدعوة التالية الأكثر اتساعا، وكان ذلك أحسن لكي أرى كم أننا مجتمعات مختلفة في مجتمع ومدينة واحدة.

هذا ليس اكتشافا جديدا، في الحقيقة، فأحياء عمّان عوالم متباينة معيشيا واجتماعيا وثقافيا، لكن ندر أن وجدت نفسي في تجمع بهذا الحجم، وهذا الكمّ من الوجوه التي لا أعرفها ومن أول السهرة إلى آخرها، صادفت معارف يقلّونّ عن أصابع اليد الواحدة.

وفي لحظة معينة فكرت أن هذه برجوازية عمّان، التي لا تقرأ الصحف ولا ترى التلفزيون الأردني ولا تذهب إلى المناسبات العامّة، ولا الانتخابات النقابية والندوات، وربما كنت سأتعرف على بعض الوجوه لو كنت أتردد على السوق المالي، ونادي ديونز ونوادي الروتاري والليونز.

لا بد أن الدعوات وجهت لأوساط الأعمال، وليس بالضرورة أن يكونوا من كبار الأثرياء، لكن بحسبان أن البرجوازية تاريخيا كانت فئة قليلة جدا، فإن التوسع الكبير يتيح لمرافق مكلفة مثل الفنادق والمطاعم وهذا المنتجع أن تشتغل بشرائح ثرية ومحدثي النعمة، ومن سماتها أنها تنفق على الرفاهية الاستهلاكية وليس الثقافية.

ثقافيا، التزم الجميع بملابس قطنية بيضاء خفيفة، وبقيت لبعض الوقت مندهشا كيف توافق كل الحضور على هذا اللباس الصيفي "الكاجوال"، ولم أكن قد انتبهت أن بطاقة الدعوة تضمنت ذلك، فذهبت ببذلة وربطة عنق، وزوجتي بفستان سهرة أسود، فبدا كما لو أننا دخلنا المكان الخطأ، وأنا على كل حال لم يكن لدي بنطلون أبيض!


الغد



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات