ندوة تناقش استجابة المناهج التربوية للتحديات الراهنة
المدينة نيوز :- نظمت مجموعة الحوار الوطني مساء اليوم الاثنين، في نادي الثورة العربية الكبرى ندوة بعنوان: "استجابة المناهج التربوية للتحديات الراهنة".
وتحدثت الندوة حول مجمل التحديات التي تواجه المناهج التربوية، والاطر الذي يجب اتباعها في سبيل تطوير المناهج، على نحو يجعلها تتساوق ما بين الاصالة ومقتضيات الحداثة والمعاصرة.
واعتبر الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، ان تغيير الكتاب يجب ان يسبقه تغير للمنهاج، لاسيما وان الاخير يختلف عن الكتاب باعتباره رافدا له، بما يشكله من مرجعية لمحتواه، مؤكدا ان تغيير الاصل هو المبتغى لانتاج محتوى يحيط بكل حاجات الطالب ويراعيها.
واشار الى ان المنهاج القائم يرتبط بحاجات المؤلف وليس الطالب، معتبرا ان المنهاج الجيد هو من ينتقل بالطالب من المعلومات الى المعارف الى القدرة على التصرف بموجب تلك المعارف، ما يمكنه ربط معارفه بالحياة ومواجهة مشكلاتها.
وقال الدكتور عبيدات ان المنهج الجيد هو الذي يعمل على تنمية دماغ الطالب، ويرتبط بحاجاته مباشرة كالبحث عن العمل والتخصص المناسب، مؤكدا ان الدماغ يحتاج لعمل تسود فيه الانشطة الجماعية بروح الفريق حتى لا يبقى ساكنا.
واوضح ان من التحديات التي تواجه المنهاج اليوم هو الاجابة على سؤال الارادة حول رغبتا في انتاج الماضي، وما بين الرغبة في مجاراة المستقبل نحو التغيير المنسجم مع الواقع، من خلال المواءمة ما بين المحافظة على تراث الاجداد والتمثل بقيم الحداثة ومجاراة العصر.
واكد ان ثمة ضرورة لأن تقدم مناهجنا نصوصا دينية وفلسفة فكرية وعلمية، الى جانب تنقيتها من النصوص الداعية للتطرف ونبذ الاخر، والابتعاد عن اقحام الدين بدل استثماره، اضافة الى تركيزها على النشاط الانساني، من خلال انسنة المناهج.
وقال ان فلسفة المناهج يجب ان تركز على مقتضيات البهجة والسرور بعيدا عن دواعي النكد والتعاسة، وانعكاس ذلك على نفسية المتلقي، وما تحدثه من تأثيرات عليها.
من جهته قال رئيس مجموعة الحوار الوطني الوزير الاسبق محمد داودية، ان مناهجنا يجب ان تشهد خطا متوازيا بين ما هو نظري وعملي، لتشكل حالة منسجمة مع الواقع بين، ما هو مطروح وما هو مطبق.
واعتبر داودية ان اي مبادرات او اشارات على مواطن الخلل في اي مجال او قطاع مع السعي نحو اصلاحها، يعد فضيلة يجب دعمها والوقوف الى جانب متبنيها، مؤكدا ان المبادرة التي طرحها المحاضر في دعوته لتبني سياسة اصلاحية في التعليم تستحق دعم تقدير الجميع.
