فزاعة الوطن البديل !

المدينة نيوز - الى ما قبل المعاهدة, والوطن البديل مشروع حقيقي يهدد الفلسطينيين والاردنيين معا وكان ضمن سيناريوهات هذا المشروع توسيع الكوتا "الفلسطينية " في المطبخ السياسي الاردني الرسمي وتعزيز ذلك باضعاف بيروقراطية الدولة الاردنية لصالح كومبرادور السوق الفلسطيني, وشكلنا لمواجهة هذا الخطر تنظيما اردنيا خالصا بالتوافق مع الفصائل الفلسطينية, وشاركنا مع هذه الفصائل بعشرات المتطوعين في لبنان آنذاك.
بعد المعاهدة وبعكس ما قاله الموقعون عليها فهي لم تدفن مشروع الوطن البديل بل استبدلته بمشروع آخر, وهو استبدال التوطين السياسي بالتوطين السكاني. فالاردن في الاجندة الصهيونية لم يعد وطنا سياسيا اصيلا للاردنيين ولن يكون وطنا سياسيا بديلا للفلسطينيين, ذلك, ان المنطقة بين البحر وحتى الصحراء »الحدود العراقية« هي عند هذه الاجندة ارض اسرائيلية يعيش عليها سكان عرب لا مانع من اقامة سلطات حكم ذاتي لادارة شؤون هؤلاء السكان.. وهو ما يستدعي في السيناريوهات الصهيونية ليس تحويل السلطة الفلسطينية الى دولة بل تحويل الدولة الاردنية الى سلطة مفرغة من اية سياسة, ايا كانت هذه السياسة, وهو ما ينسجم مع مشروع شمعون بيريز حول البنيلوكس الثلاثي (دولة واحدة »مركزية« هي اسرائيل وسلطتان اردنية وفلسطينية) تديران مجاميع من السكان وليس المواطنين..
ايضا ومما قد يفاجئ بعض الرؤوس الحامية وانصارها من مروجي فزاعة الوطن البديل, ان الذي اهتم وناقش التمييز بين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن "حوالي مليوني لاجىء من ارض 1948 " وبين نازحي 1967 هم "صقور " العدو الصهيوني في مؤتمر هرتزليا الذين يدعون لاعتبار اللاجئين سكانا اردنيين ويتركون النازحين لتوتر اقليمي اردني - فلسطيني.
وبهذا المعنى, فان العدو الصهيوني مهتم اساسا بحل مشكلة اللاجئين الناجمة عن احتلاله الكامل لارض 1948 عبر تحويلهم الى سكان اردنيين, ومهتم ايضا بتحويل قضية النازحين الى مشكلة اقليمية اردنية داخلية..
وفي كل الاحوال, وحتى لا يخدم احد ما استراتيجية العدو المذكورة, بنوايا حسنة, لنتذكر ان الاردنيين والفلسطينيين مستهدفين معا وان عليهم عوضا من الاصطفافات الاقليمية المريضة ان يوحدوا صفوفهم ضد العدو, فليس ثمة وطن سياسي في استراتيجية العدو لاحد, فهم سكان في مجال حيوي صهيوني.( موفق محادين – العرب اليوم ) .