فزاعة الوطن البديل !

تم نشره الثلاثاء 04 أيّار / مايو 2010 02:46 مساءً
فزاعة الوطن البديل !

المدينة نيوز - الى ما قبل المعاهدة, والوطن البديل مشروع حقيقي يهدد الفلسطينيين والاردنيين معا وكان ضمن سيناريوهات هذا المشروع توسيع الكوتا "الفلسطينية " في المطبخ السياسي الاردني الرسمي وتعزيز ذلك باضعاف بيروقراطية الدولة الاردنية لصالح كومبرادور السوق الفلسطيني, وشكلنا لمواجهة هذا الخطر تنظيما اردنيا خالصا بالتوافق مع الفصائل الفلسطينية, وشاركنا مع هذه الفصائل بعشرات المتطوعين في لبنان آنذاك.

بعد المعاهدة وبعكس ما قاله الموقعون عليها فهي لم تدفن مشروع الوطن البديل بل استبدلته بمشروع آخر, وهو استبدال التوطين السياسي بالتوطين السكاني. فالاردن في الاجندة الصهيونية لم يعد وطنا سياسيا اصيلا للاردنيين ولن يكون وطنا سياسيا بديلا للفلسطينيين, ذلك, ان المنطقة بين البحر وحتى الصحراء »الحدود العراقية« هي عند هذه الاجندة ارض اسرائيلية يعيش عليها سكان عرب لا مانع من اقامة سلطات حكم ذاتي لادارة شؤون هؤلاء السكان.. وهو ما يستدعي في السيناريوهات الصهيونية ليس تحويل السلطة الفلسطينية الى دولة بل تحويل الدولة الاردنية الى سلطة مفرغة من اية سياسة, ايا كانت هذه السياسة, وهو ما ينسجم مع مشروع شمعون بيريز حول البنيلوكس الثلاثي (دولة واحدة »مركزية« هي اسرائيل وسلطتان اردنية وفلسطينية) تديران مجاميع من السكان وليس المواطنين..

ايضا ومما قد يفاجئ بعض الرؤوس الحامية وانصارها من مروجي فزاعة الوطن البديل, ان الذي اهتم وناقش التمييز بين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن "حوالي مليوني لاجىء من ارض 1948 " وبين نازحي 1967 هم "صقور " العدو الصهيوني في مؤتمر هرتزليا الذين يدعون لاعتبار اللاجئين سكانا اردنيين ويتركون النازحين لتوتر اقليمي اردني - فلسطيني.

وبهذا المعنى, فان العدو الصهيوني مهتم اساسا بحل مشكلة اللاجئين الناجمة عن احتلاله الكامل لارض 1948 عبر تحويلهم الى سكان اردنيين, ومهتم ايضا بتحويل قضية النازحين الى مشكلة اقليمية اردنية داخلية..

وفي كل الاحوال, وحتى لا يخدم احد ما استراتيجية العدو المذكورة, بنوايا حسنة, لنتذكر ان الاردنيين والفلسطينيين مستهدفين معا وان عليهم عوضا من الاصطفافات الاقليمية المريضة ان يوحدوا صفوفهم ضد العدو, فليس ثمة وطن سياسي في استراتيجية العدو لاحد, فهم سكان في مجال حيوي صهيوني.( موفق محادين – العرب اليوم ) .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات