دعم الخبز نموذج 1996

تم نشره الثلاثاء 04 أيّار / مايو 2010 05:13 صباحاً
دعم الخبز نموذج 1996
د. فهد الفانك
في الأخبار أن الحكومة دعمت القمح خلال الربع الأول من هذه السنة بمبلغ 3ر20 مليون دينار، وأنها ستنفق لهذا الغرض خلال السنة بأكملها 95 مليون دينار قابلة للزيادة.

للوهلة الأولى ظننت أن الحكومة تدعم إنتاج القمح محلياً، فتساءلت: هل من المعقول أن تنفق الحكومة 95 مليون دينار لدعم إنتاج لا يسهم بأكثر من 2% من حاجة الأردن للقمح بحجة أمن غذائي لا وجود له، فمن يعتمد على الاستيراد لتأمين 98% من حاجاته من القمح، لن يتأثر أمنه الغذائي إذا استورد كل احتياجاته من القمح ولكن الحكومة كريمة والفلاح يستاهل.

لكني أدركت للوهلة الثانية أن المقصود هو دعم القمح المستورد، ليصبح سعر الخبز محلياً أقل من ثلث سعره في بلد المنشأ، مما يجعل إنتاج القمح محلياً عملية غير مجدية اقتصادياً، مما دفع الفلاح الأردني إلى التوقف عن زراعة القمح لأن ثمنه المصطنع في السوق لا يغطي كلفة الإنتاج.

القمح الذي نستورده من أميركا مدعوم لصالح المنتج الأميركي، ثم يضاف إليه دعم حكومي لصالح المستهلك المحلي، وهذا الخبز المدعوم مرتين هو الذي قضى على زراعة القمح في الأردن، ولو دعمت الحكومة الأدوية المستوردة كما تدعم الخبز فإن مصانع الأدوية الأردنية ستغلق أبوابها.

نعرف تماماً أن الخبز مادة أساسية يستهلكها الفقراء والعمالة الوافدة، وهـذا يعيدنا إلى الحوارات المطـولة عام 1996، التي أنهاها رئيس الوزراء آنذاك عبد الكريم الكباريتي بإعلان مبدأ الدفـع قبل الرفع، أي تعويض محـدودي الدخل نقـداً، على أن يباع الخبز بأسـعار تغطي الكلفة الحقيقية.

لن نقول أن العائلة التي تمتلك ثلاثة هواتف خلوية تستطيع أن تدفع الثمن الحقيقي للخبز، وأن الحكومة التي تستطيع أن تعـوّم أسعار المحروقات والأدوية تستطيع أن تعـوّم أسعار الخبز، ولكنا نقول أن الحكومة التي تنفق 95 مليون دينار لدعم القمح المستورد تستطيع أن تخصص نصف هذا المبلغ لتعويض أصحاب الدخل المحدود، فتوفر مالاً، وتزيل اختلالاً، وتعيد لزراعة القمح جدواها.

هذه ليسـت دعوة لرفع ثمن الخبز قبل دفع التعويض النقدي، فالدفع قبل الرفع.


الراي


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات