حول بيان اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين

تم نشره الثلاثاء 04 أيّار / مايو 2010 05:18 صباحاً
حول بيان اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين
ياسر أبوهلالة

إنْ عبر الجيش عن إجماع وطني فإن اللجنة الوطنية للمتقاعدين العسكريين تعبر عن رأي خاص بمنتسبيها أو من يقودهم، قد تتفق معه الأكثرية وقد تعارضه. فإعادة تعريف العدو بأنه "العدو الصهيوني" بعد عقد ونصف من معاهدة وادي عربة مدخل مهم لصياغة السياسة الداخلية والخارجية. وتحديد مصدر الخطر بأنه "الإجراءات الصهيونية الأخيرة تشكّل خطرا داهما"، وطرح تصور لمواجهته سياسيا وعسكريا، ذلك كله قد يحظى بإجماع وطني. تماما كالحديث عن الفساد والفقر والبطالة والدستورية.

ما يختلف فيه مع البيان هو حديثه عن التوطين مع نسيان المواطنة، وتقسيم الناس إلى لاجئين يؤجل البحث في مصير مواطنتهم إلى حين تطبيق حق العودة "غير القادرين على العودة الفعلية أو السياسية"، وهؤلاء أردنيون إلى أن يتم تنفيذ القرار الدولي 194 القاضي بعودتهم إلى ديارهم. وهو القرار الذي ينبغي أن يكون محور السياسة الخارجية الأردنية، ونازحين يعادون "سياسيا" على الفور من خلال منحهم الجنسية الفلسطينية! "القادرون على العودة الفعلية أو السياسية، وينبغي منح هؤلاء الجنسية الفلسطينية أو وثائق سفر فلسطينية ، تضمن حقهم في مواطنة بلادهم".

لنفترض أن الدستور عدل وأضيفت له مادة تقول "الأردن جزء من الأمة العربية وقد فك الارتباط مع الضفة الغربية"، هل يمس هذا بحقوق المواطنين من أبناء الضفة الغربية الذين لا ينطبق عليهم القرار؟ وهل ستنص الدسترة على "العودة السياسية"؟

حق العودة للاجئ والنازح لا يتضرر إذا حمل الجنسية الأردنية أو السورية أو الأميركية. إنه يتضرر بتفوق العدو وعدم إذعانه لقرارات الشرعية الدولية، فحق النازحين في العودة كان من القضايا العاجلة في أوسلو وكان يفترض أن يتم في العام 1999 ، وحتى لو عادوا فلماذا يتخلون عن المواطنة التي توارثوها عن الأجداد؟

تاريخيا، عندما استقل الأردن حمل اسم "مملكة الأردن" وبعد وحدة الضفتين صار اسمنا إلى اليوم "المملكة الأردنية الهاشمية". في الوحدة لم نأخذ فائضا سكانيا أخذنا القدس زهرة المدائن، ودفعنا مهرها دماء غالية حررتها وحافظت على عروبتها، والجيش العربي هو صانع الوحدة وهو الذي حافظ عليها، وبعد فك الارتباط لم تنته وحدة الضفتين لأن ثلاثة وأربعين بالمئة من أبناء العائلة لاجئون ونازحون.

الهوية الأردنية مركبة، وفي نقاشات الآباء في مجلس النواب أثناء صياغة الدستور أصر نواب الضفة الغربية على نص يوضح "الهوية الفلسطينية"، فقد كانت وحدة بين شعبين، لم يستمع لصوتهم وخرج من النقاش باعتبار أن "الأردن جزء من الأمة العربية".

بالنتيجة تمت الوحدة وأكثرية الأردنيين لم تكن في تلك اللحظة، ولم تشارك فيها، ومثل أي زواج لا يختار الأبناء آباءهم لكنهم يفخرون بهم.

الغد


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات