هيفاء تشرح الأناقة في غرفة النوم

'اضحك بالصوت العالي '، هو اسم البرنامج الذي تبثه قناة OTV اللبنانية التي أنشأها التيار الوطني الحر وبدأ بثها في 20-يوليو-2007 غير أن هذا البرنامج لا يلتقي أبدا والمبادئ الحرة والالتزام العسكري الذي طالما تحلى بها العماد خلال مسيرته.
البرنامج جاء يحمل مختصر العبارة الشهيرة باللغة الانجليزية: 'LOL ' ، باعداد نتالي حنا واخراج شادي حنا، يقدمه هشام حداد وارزة شدياق، كأول تجربة لهما بتقديم البرامج.
ولأن 'المكتوب مبين من عنوانه ' فلن يكون البرنامج طبعا برنامجا وثائقيا ولا إخباريا ولا دينيا، ولا من سلسلة برامج عالم الحيوان، انما هو برنامج ترفيهي يعتمد الاباحية إذ يخرق حدود الحياء بجرأة غير مسبوقة معتمدا على النكتة الفاضحة والضحك التجاري، يعني المتاجرة بالحرمات من أجل تصدير بسمة عارية 'بسمة من غير هدوم ' وفي هذه الحالة 'مش حتطلع الصورة حلوة ' بل مشوهة وقد خلعت ال 'underwear ' على عينك يا مشاهد، وفي وسط بيتك ومن دون استئذان اقتحمت كل الخصوصيات بلا خجل ولا مواربة، بل بعادية مبالغ فيها لأن الضحك تحت الحزام يتطلب مهارة من يتقنون التشمس على شواطئ العراة، فماذا يتبقى من الحياء والخصوصية سوى جسد محمص؟!
هذه المتعة التي يخلقها الضحك المبتذل أشبه بمن 'يشلح جسده مش بس هدومه ' فهل رأيت أمة تضحك على عريها بملء شدقيها كأمتي؟
الضحك ليس عيبا إلا في حالة أن يكون ترويجا للخلاعة الترفيهية، ولن أضحك على نفسي ونفسك ايها القارئ وأدعي عدم التفاعل مع ما نسمع من نكت في البرنامج، لاننا احيانا قد نصل الى مرحلة التحشيش، - وحشيش حشيش حشيش اسم لأحد فقرات البرنامج التي يشارك بها الجمهور لتحس انك في مهرجان تحشيشي يتعامل مع نكت الحشيش من قبيل الغواية - ولكن ان فكرت قليلا على ماذا نضحك، ستجد اننا نضحك على الصورة التي يرسمها لنا الضحك الستريبتيزي، فأين يكمن حس الفكاهة بالضبط ؟
في ال 'LOL 'عليك أن تتحسس جسدك جيدا كي تعثر على المقصود من الضحكة وانت تتابع النكتة وتحاول ان تفك ما استطعت من بعض شيفراتها المرمزة أحيانا..
اضحك اضحك اضحك أيها العربي، لأنه لا وقت للبكاء على ما تحمله لك نشرات الاخبار والتقارير العسكرية الدسمة، وقد أصابت الاعلام بالتخمة، بحيث أصبح الخبر المأساوي عادة، ما عليك إذن سوى استغلال ما تبقى لديك من طاقة على الضحك قبل ان يصبح الضحك عادة مملة طالما ان 'ال ام تي في ' ايضا تعرض برنامجا مماثلا لبرنامج اللول يستجدي مخيلة خصبة تستطيع التقاط ما بطن من النكتة وما ظهر منها حتى تخلق حالة من الاندماج مع التعري الجماعي وال 'القحمشة الترفيهية ' بما اننا لم نزل نتحدث عن ثقافة التحميص إياها!!
ال 'LOL ' هو الأكثر مشاهدة بدليل الاعلانات التجارية التي تتخلله، ولكن هذا ليس مؤشرا على نجاحه بل على العكس تماما، فالمشاهد بطبعه يميل لاستكشاف حدود الجرأة الاعلامية من خلال المادة المعروضة مما لا يعبر عن رضا من المتابعة بقدر ما هو انعكاس لفضول إنساني طبيعي الى حد ما.
ما نتمناه حقا هو ان لا يتحول الضحك الى غواية مبتذلة أو إلى تجارة رخيصة، لان السعادة حق إنساني لايمكن لنا أن نصادره ونحن نحوله الى معلبات اعلامية مغشوشة، لا تحمل حس المرح النظيف بقدر ما تعكس تجاوزا يستحيل ان يخلق ابتهاجا أو نشوة حقيقة لانها تسلية فارغة. ( لينا أبو بكر – القدس العربي ) .