«حرائق» لجنة مقاومة التطبيع

تم نشره الخميس 06 أيّار / مايو 2010 06:20 صباحاً
«حرائق» لجنة مقاومة التطبيع
ماهر ابو طير
لجنة مقاومة التطبيع غاضبة من استيراد الفواكه والخضروات من اسرائيل ، وستقيم مهرجاناً وطنياً منتصف الشهر الجاري للتعبير عن غضبهم وغضبنا.
لجنة مقاومة التطبيع مقدّرة وتستحق الدعم ، فخطها على خط الاغلبية الساحقة من شعبنا ، وهي تقوم بجهد عظيم ، لا يمكن انكاره او التقليل من شأنه ، غير ان ما لفت انتباهي هو عزم اللجنة حرق "الكراتين" التي تحمل الخضار والفواكه الاسرائيلية الى الاردن ، للتعبير عن رفضهم ، لهذه التجارة النجسة ، ولست اعرف هل حرق "الكراتين" في عمان ، امر مبدع ، من حيث كونه اداة تعبير مناسبة ، وهل الخطابة في المهرجان كافية لوقف التدفق التجاري ، ام هناك وسائل اكثر جدوى.
مقاومة التطبيع مع اسرائيل ، لا تكون بتلويث الجو في عمان ، ولا تسميم البيئة بنتائج الحريق من مواد كرتونية وبلاستيكية ، سيتم حرقها ، وسوف يستنشقها مقاومو التطبيع اولا ، على قلة اثر هذا "الحريق الصغير" على البيئة في الاردن ، وما نريده هو الخروج من "الرمزيات" الى العمل الفعلي الجاد ، عبر اتخاذ اجراءات عملية ضد التطبيع مع اسرائيل ، التي تريد تخريب المنطقة ، بكل الوسائل ، ولا احد يضمن حتى نوعية الفواكه والخضار المرسلة ، ولا شحنات السمك الاسرائيلي ، التي تدخل الاردن ، ولا نوعيات الاسمدة ، وبعض انواع المواد الطبية ومواد اخرى.
نريد من لجنة مقاومة التطبيع ان تعلن بجرأة اسماء المستوردين والمُصّدرين ، والمتعاملين مع اسرائيل ، ونريد للجنة ان تنشئ موقعا الكترونيا لنشر هذه المعلومات ، وان يتم تأسيس "شبكة وطنية" كبرى لمقاومة التطبيع وتزويد اللجنة بأي اسماء او معلومات ، بالاضافة الى اتخاذ اجراءات تصل الى حد رفع دعاوى قضائية على من يديرون هكذا اعمال ، لها نتائج وخيمة على اقتصاد البلد ، ومبدأ من فيه ، بالاضافة الى ان اي عوارض صحية لهكذا مستوردات ، قد لا تتضح في عام او عامين.
لا يكفي ابدا وضع اشارة على المنتج بأنه اسرائيلي ، لترك الخيار للمواطن بالشراء او عدم الشراء ، فأغلب الناس تشتري دون ان تنظر الى اي شيء سوى سعر المادة المعروضة للبيع ، فأي اخلاق هي تسمح للبعض ببيع شرفه وشرف الامة وكبريائها ودماء الشهداء والجرحى ، مقابل تحصيل بضعة الاف من المال الحرام ، لخضار وفواكه مزروعة في الاغوار المحتلة ، او الكيبوتسات ، او اي مكان اخر في فلسطين ، وهم كمن يسقون اولادهم دم الشهداء والجرحى ، ثم ايهما الاولى الاتجار والتصدير والاستيراد ، مع الدول العربية والاسلامية ، ام مع اسرائيل ، ولماذا يقبل الباعة الفرعيون اساسا شراء منتجات اسرائيلية ، وعرضها في متاجرهم.
ثم ، اين الحكم الديني والشرعي فيمن يتاجر مع العدو ، فهل يبقى على ملته ودينه ، ام يخرج عن الملة والدين ، ولماذا يسكت علماء الدين عن هكذا معركة يتوجب ابراز الحكم الديني الواضح بحق من يتاجر مع العدو ، وبحق ما يفعله ، ضد هذه الامة ووجعها ودمها المهدور في كل مكان ، من فلسطين الى لبنان والعراق ، وكل مكان اخر.
مقاومة التطبيع لا تكون بحرق الكراتين في عمان ، ولا تلويث بيئتها ، فاسرائيل لا تهمها الحرائق ، لانها اشعلت الحريق الاكبر منذ ستين عاما وما زال مشتعلا.

الدستور


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات